ديزي الأمير: وداعا أيتها العراقية المبدعة

حجم الخط
34

في زيارتي الأخيرة إلى بيروت قررت الالتقاء بصديقات الأمس المحببات واللواتي لم أتواصل وإياهن منذ زمن بعيد بسبب إقامتي خارج لبنان..
وسألت صديقا مشتركا عن ديزي الأمير فقال إنها مريضة ومنزوية في بيتها ولم تعد تكتب جديدا.. وغرقت في مشاغلي البيروتية وعدت إلى باريس، وهناك علمت بخبر رحيلها في الغربة الأمريكية.

العراق البلد البعيد الذي تحب

وهكذا رحلت الأديبة العراقية ديزي الأمير في «هيوستن» بعيدا عن «البلد البعيد الذي تحب».. وهو عنوان كتاب لها، ولأن النهايات تذكرنا بالبدايات تذكرت المرة الأولى التي سمعت فيها باسم ديزي، وكان ذلك من صديقتي الأديبة الفلسطينية الكبيرة سميرة عزام..
كنت قد وصلت من دمشق إلى بيروت لمتابعة دراستي في جامعتها الأمريكية وأجهل (الخارطة الأدبية) فيها. وتولت سميرة عزام الحبيبة اللامنسية تعريفي بذلك.. قالت لي سميرة ذات مساء: أنا ذاهبة للقاء ديزي الأمير.
ـ من هي؟
ـ قاصة عراقية ألمت بها مأساة منذ أيام إذ كانت على وشك الزواج من الشاعر خليل حاوي الأستاذ في الجامعة الأمريكية حين أعلن خليل فجأة أنه لا يريد الزواج!!.. وأضافت سميرة عبارة واقعية ما زلت أتذكرها حرفيا حتى اليوم: لقد وضّبا بيت الزوجية، حتى إن ديزي لم تنس شراء الملح والبهار..
وتعاطفت مع ديزي حتى قبل أن ألتقيها، وازداد اليوم حزني عليها لأنها ماتت بعيدا عن البلد الذي تحب حقا: وطنها العراق..

ديزي نجت من الموت وراحت بلقيس

ديزي ابنة البصرة التي ولدت فيها (1935) والدها عراقي هو الطبيب ميرز الأمير ووالدتها لبنانية. درست في جامعة كامبريدج الراقية، وعملت في التدريس في بلدها، ثم جاءت إلى بيروت وعملت في السفارة العراقية.
ولن أنسى يوما ذلك النهار المشؤوم حين استيقظت وأنا أشعر بالرغبة الغامضة في مغادرة بيروت إلى (الجبل) أي إلى عاليه وبحمدون وسوق الغرب، وسواها. قلت ذلك لزوجي فاعتذر لموعد عمل لا يستطيع الإخلال به. قلت له: سأذهب مع صديقتي الحبيبة العراقية بلقيس الراوي (زوجة قريبي الشاعر نزار قباني). واتصلت هاتفيا ببلقيس الحبيبة وحاولت إقناعها بالهرب من العمل ليوم واحد فقط، وكانت مثل ديزي تعمل في السفارة العراقية ولكنها اعتذرت.
قلت لها: سأكلم ديزي وقالت إنها على وشك مغادرة السفارة لموعد عمل خارجها.
وهكذا ذهبت وحدي، وشربت فنجان القهوة في «مقهى الصخرة» في بلدة سوق الغرب المطلة على بيروت في منظر أخاذ. ثم تناولت الغداء مع صديقة لي تعيش في «الجبل»، وحين عدت ليلا إلى بيروت سمعت بالنبأ المروع: تفجير السفارة العراقية ورحيل بلقيس تحت الركام. ديزي غادرت السفارة قبل الانفجار ونجت من الموت.
وانكسر قلبي لرحيل صديقتي الحميمة بلقيس الراوي قباني.

حياة مأساوية وإبداع أدبي

أصدرت ديزي الأمير العديد من الكتب منها: قائمة الانتظار: حكاية امرأة عراقية في الغربة ـ ثم تعود الموجة ـ جراحة لتجميل الزمن ـ في دوامة الحب والكراهية ـ وعود للبيع، وسواها.
ديزي لم تكن تنفر من الصداقات والمودات ولطالما دعتنا ـ زوجي وأنا ـ للعشاء في بيتها مع الأصدقاء.
بعدها التقيناها مصادفة برفقة الأديب حبيب صادق، رئيس المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، وسعدنا بزواجهما واحتفلنا بهما على الغداء في مطعم جديد كان على بُعْد خطوات. بعدها بعامين تم الطلاق بينهما، والغريب أن المطعم أغلق أبوابه أيضا!!

ديزي ورسائل الحب

نشرت ديزي الأمير «رسائل الحب» التي كان قد بعث بها الشاعر خليل حاوي إليها وكانا على وشك الزواج حين بدل رأيه فجأة، كما سبق وذكرت، ثم مات منتحرا، وقيل إنه انتحر احتجاجا على الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وقالت ديزي إنه انتحر لمرضه بالاكتئاب والله أعلم.
ولكن ديزي التي نشرت رسائل حب خليل لها شطبت منها اسمها تماما، مما جعل العديد من النقاد ينتقدون ذلك.. وحين نشرتُ رسائل غسان كنفاني لي دونما حذف كلمة اختلفت في الرأي مع ديزي.. ولكنها بعثت لي برسالة تقول لي فيها إن لديها رسائل حب من شاعر سوداني معروف، وإنها أرسلتها إلى الناقد المصري الكبير رجاء النقاش ورجتني وزوجي التوسط لديه لإعادتها لها إذا لم يكن راغبا في كتابة تقديم لها بعد أن شطبت اسمها. واتصلنا، زوجي وأنا، بالصديق رجاء النقاش ـ رحمه الله ـ ويبدو أنه كان غير راض عن نشرها مع تقديم منه، وحاولنا استعادتها لديزي بسبب إصرارها على ذلك. ثم قلت لها إن ذلك الشاعر السوداني العزيز الكبير لم يكتب لها وحدها، ولدي رسائل كثيرة منه سأنشرها بدون شطب اسمي.
وباختصار، قلت لها بصراحة إنني لا أفهم لماذا عليها شطب اسمها والطلب من ناقد (رجاء النقاش) نشر الرسائل، واختلفنا في الرأي، ولكن صداقتنا لم تهتز رغم الاختلاف في وجهات النظر..
اليوم، وقد رحلت الحبيبة ديزي، أشعر أننا ننسى أحيانا موتنا الآتي ونتعامل مع بعضنا بعضا كأننا لن نموت أبدا. وهكذا رحلت ديزي ومضت قبل أن أقول لها كم كانت رائعة في نوبات تمردها كيوم صبغت شعرها بالأحمر ثم بالأشقر! وكم كانت رائعة أيضا في تحفظها، وكم كنت أتوهم أن في العمر متسعا لنلتقي وأقول لها إنها مبدعة ورائعة كإنسانة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سوري:

    سيدتي وتاج رأسي يا ست الشام
    السوري نصفه في العراق والنصف الآخر في لبنان. إذ لنا دائما على ضفاف دجلة وتحت نخيلها أحباب، ولنا دائما مرقد عنز كما تمنى العثماني في لبنان. كم نطرب لفنون بلاد الرافدين، ونتسم هواء صنين. وديزي الأمير هي واحدة من أديبات لهن مكانتهن في قلوبنا كما هي لك. وكم يحزن المرء على أديبة عربية تموت في الغربة الموحشة بعيدا عن بلد تحبه حتى الموت. وهذا يبدو مصيرنا نحن الغرباء عن بلادنا.
    مع تحياتي لك ولكل رواد هذا البيت الدافيء
    (لقد استشهدت بلقيس الراوي عقيلة شاعرنا الكبير نزار قباني بجريمة ارتكبها المجرم الأكبر المقبور حافظ الأسد بحق السفارة العراقية في بيروت)

  2. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    كانت رحمها الله،زبونة تتردد على متجر أبي في بغداد لأبتياع احتياجاتها،كنت صغيراً ربما لم أبلغ الرابعة عشر من عمري
    .
    و لأني شغوفاً بالادب و القراءة منذ الصغر،عرفتها من صورتها التي كانت تنشر فوق مقال لها في إحدى المجلات او ربما ضمن اخبار عنها،لا أتذكر تحديداً.
    .
    و كنت اوليها اهتماماً خاصاً حين تأتي لكونها اديبة،كما جذبني اسمها بشدة إذ لم اسمع به من قبل،ولا بعدها أيضاً،ذهبت ابحث عن معناه فتبين انه معنى لأحد انواع الزهور باللغة الإنكليزية وهو الاقحوان.
    .
    يتبع لطفاً…

  3. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    تتمة رجاءاً…
    .
    في حينها تصورت انها ليست عراقية بسبب اسمها و لكن لهجتها كانت تقول انها كذلك.
    كانت شديدة الأناقة،و الاعتداد حين تتكلم.
    .
    متجرنا كان ربما الأميز في بغداد في حينه ويوفر ما لا يوفره غيره
    و هي كانت انتقائية و توصي على انواع خاصة من البضائع،اجبان بنوعيات معينة،صلصات نادرا ما يطلبها غيرها، لحوم مبهرة بنكهات خاصة.. الخ
    .
    لم أكن أعلم فيما اذا كانت تنزعج من اسئلتي او كانت مستمتعة بأعجاب هذا الفتى الصغير ابن صاحب المتجر بها في مكان اي السوق،قيل انه لا يجتمع مع العلم ( والعلم هنا بكل أنواعه منها الأدب و فروعه)
    .
    ثم انقطعت فجأة و ربما سافرت إلى بيروت للعمل في السفارة.
    .
    فقط أحببت أن اذكر شئ عرفته شخصياً عن الراحلة و على بساطته لكن ربما يوضح جزء خفياً من شخصيتها رحمها الله
    .
    تحياتي و احترامي إلى كل رواد هذا الصالون و الى سيدته الرائعين جميعاً

    1. يقول نجم الدراجي - العراق:

      صباح الخير استاذي العزيز د. أثير الشيخلي
      مقال اليوم حمل مسحة حزن برحيل ايقونة عراقية رائدة في الادب ، وخصوصاً في القصة .. لكن حضوركم في هذه اللحظة رائع بذكر السيدة ديزي الامير ، وما حملت ذكرياتك عن لطفها وانسانتيها .. دمت بخير
      تحياتي واحترامي
      نجم الدراجي

    2. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

      الاستاذ و الاخ الأعز نجم الدراجي المحترم
      .
      تعليقك و حضورك هو الاجمل و هو الإنسانية و اللطف مجسداً
      .
      اسلوبك و تميزك الأدبي و تعليقاتك تنقّط شهداً مصفى.
      .
      دمت و دام قلمك الكريم
      .
      تقبل محبتي و احترامي

  4. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

    أسعد الله صباحكم بكل خير لك أختي غادة السمان وللجميع. سيدتي الكريمة أشعر وكأني أمشي في غابة مليئة بالأشجار العالية والعملاقة. غريبة عني لكني أمشي يدفعني حب الإطلاع اترقب بعيوني وأمشي وأقرأ بحذر وأخاف من كل خطوة أخطوها, وكلما قرأت سطراً جديدا في هذا المقال.
    عمالقة من الأدباء والشعراء والكتاب وأنا أكاد لا أعرف عنهم إلا أسماءهم والقليل من نتاجهم, التي تتردد أو يتردد هنا هناك. هل أنا حالة خاصة لإهتمامي العلمي؟ ربما! بل أنها هذه الهوة الكبيرة بين المثقفين العرب أو النخبة وبين الشارع العربي أو الإنسان العربي, هي جزء من معضلتنا الحضارية.
    فبيروت كانت واحة الثقافة والمثقفين, لكن وهنا بدأت أمسك بطرف الخيط, دمرها أصحاب اللاضمير والاستبداد. فمازلت أذكر يوم تفجير السفارة العراقية وقصيدة لنزار قباني التي احتفل بها كثيرا اعوان النظام السوري كثيراً يومها وعجباً! (مازلت أتذكر), حتى ينسى الناس هذا الاضطراب الفظيع الذي أحدثته ومن فعلها ومن معهم!, وهكذا نرى أن اليوم ليس إلا امتداداً للأمس!. وبعد عمر طويل لكم جميعاَ خالص محبتي وتحياتي.

  5. يقول رؤوف بدران-فلسطين:

    اليكِ يا اصيلة …يا نزوةَ فكرٍ… ياصحوةَ سكرٍ !! اليكِ اكتب لعل بذلك تفارقني الحيرة !!واتسائل كيف لقلبٍ
    شفاف حنون , ان يتسع لكل هذا الجنون ؟! فمنذ تعارفنا الافتراضي قبل سنين وانتِ يا غادة دون كللٍ او ملل, تستجلبين نوادر الحضّار وسوالف الغيّاب,منهم من ما زال مقيمًا ومنهم من رحل !!!
    اذا اعتُبرنا كواكبٌ نحن يا غادة, فلا يمكننا إلا الاستهداء بمدار ات الشموس لعدم ضياعنا في ضباب العبوس, فانتِ يا غادة ترفعين عندنا منسوب الفرح, وتزيدينا سرعة في اللحاق بمواكب السعادة والغبطة والسرور التي تنشرينها من خلال طروحاتك وكتاباتك وما يرافقها من وفاء,وصفاء, وفكر وقاد !!!
    انا يا اختاه لا اسايرك ولا اجاملك !! ولكن…عندما اقرأ لك وعن من تكتبين ينفجر عندي ينبوع المخزون ويستمر تدفق المكنون, لماذا تعاودني هذه الحالة لماذا… لست ادري ؟!!
    انا يا غادة في النصف الثاني من سنوات السبعين , لا اعرف كم تبقى لي ؟! ولكن لتعلمي ان بقدر محبتي واخلاصي لكِ, ساحمل هذا الاخلاص وهذه المحبة معي في حيواتي الآتية والسلام.

    1. يقول محمد شهاب أحمد:

      تحية خالصة للأخ العزيز رؤوف بدران
      و لكَ العمر الطويل أخي
      من طرائف العمل هنا في بريطانيا : جلست أمامي سيدة تخطت الثامنة و الثمانين ، و خاطبتني ، ذاكرة بعض جوانب صحتها ، و خاتمة ذلك بالقول : لا يجب للإنسان أن يموت مبكراً …دكتور!
      أجبتها مبتسماً : كلامك صحيح سيدتي !
      واحدة من العديد من المرضى اللذين تعلمت منهم منذ أيام الدراسة و إلى الآن

  6. يقول رؤوف بدران-فلسطين:

    من هنا من جبل الكرمل من مناطق الزعتر والسنديان ابعث لجميعكم التحية مقرونة بوافر المحبة الاحبة ,الاخوة والاخوات:
    الاخ والاب الغالي الجليل بلنوار قويدر/ استاذي واغاتي وملهمي نجم الشمال نجم الدراجي/ والى عراقية الجذور صاحبة لوحة غاياالفنانة التشكيلية افانين كبة/ والى الغالية على قلوبنا جميعًا الاديبة منى من الجزائر (مقراني)/والى الاحبة الغاليين الدكتور اثير الشيخلي والدكتور محمد شهاب احمد ا(بناء الرافدين) والاصدقاء الاوفياء من المغرب ..المغربي وعبد المجيد وبالحرمة/ ومن المانيا الدكتور رياض المخلص /وسلام عادل /واسامة كلية حبيب قلوبنا جميعًا /ومن لندن الاعزاء حسين واحمد يتبع

  7. يقول رؤوف بدران-فلسطين:

    تتمة :
    والحبيب فوءاد مهاني )والاعلامي الفذ سوري /وشريكة فكرنا الغالية سلوى/ وشيخ المعلقين الكروي داوود/ والاخ الغالي ابن الوليد ( لا تعمل من تعليقاتك مثل غيمات شباط يوم احتجاب ويوم انسياب) والى سنديانة فلسطين الراسخة الاخت التي لم تلدها اامي غادة الشاويش/ والي ابن يافا بلد البرتقال والبحرالحزين لفراق الاحبة الغالي غاندي حنا ناصر(انت اخي غاندي فاكهة منبرنا لا يطمئننا الا سماع اخبارك ..رجاءً زودنا باخبارك ) والاخوة الاعزاء سيف كرار السودان والاخ عادل الصاري ليبيا/والغالي ابو تاج الحكمة.. والشكر والتقدير لكل العاملين بالقدس العربي الحبيب

  8. يقول محمد حاج:

    تحية للاخت العزيزة ، التي تذكرنا بعمالقة الأدب والشعر وإن كنا لا نعرف منهم إلا القليل ، وإن عرفناهم فلا نعرف الكثير من الحقائق عنهم .

  9. يقول سلام عادل(المانيا):

    تحية للسيدة غادة وللجميع
    حقيقة ولا مبالغة ان السيدة غادة عودتنا دائما على احضار من كان بعيدا ومن كان منسي وبعيدا عن الاضواء من مبدعينا من الادباء والفنانين ويبقى العراق منتتجا للمبدعين وطاردا لهم في بلاد الغربة وهي معادلة لاتزال صالحة الى يومنا هذا ويبدو انها ستبقى كذلك

  10. يقول فؤاد مهاني - المغرب:

    – ما أقسى أن يموت الإنسان في الغربة بعيدا عن أهله ووطنه.مرارة غربة المواطن العربي الذي يستطيع العودة إليه لأنه إذا عاد قد لا يعود حيا.كانت فلسطين الآن انضمت العراق سوريا اليمن…
    – موت بلقيس زوجه الراحل نزار قباني شاعر المرأة نظم قصيدة طويلة في رثاء زوجته التي قتلت خلال تفجير السفارة العراقية بلبنان بأيدي آثمة منهم الصفوي نوري المالكي المنتمي لحزب الدعوة ورئيس الحكومة العراقية السابقة.
    قصيدتك يا أبو تاج الحكمة غير واقعية مع كل احتراماتي.

    1. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      وهكذا بدأت القصة با أخي فؤاد مهايني!
      لقد أرادت أديبتنا الرائعة غادة السمان أن تذكرنا بالإبداع الذي قدمته رفيقات لها رحلوا عنا, وبتراثهم الباقي لنا وللأجيال القادمة. لكن ذكريات كثيرة مرتبطة بالحاضر طفت إلى السطح.

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية