دايلي بيست: الأمريكيون يشاركون الإماراتيين في التحقيق مع اليمنيين داخل غرف التعذيب

إبراهيم درويش
حجم الخط
2

لندن-“القدس العربي”:
في تقرير مطول أعده سبنسر إكرمان لموقع “دايلي بيست” وصف فيه غرف التعذيب اليمنية والدور الأمريكي فيها. وجاء تقريره تحت عنوان ” محتجزون يصفون حضورا أمريكيا في غرف التعذيب”. وأشار فيه لمعتقل يمني رمز إليه بسلفاتور حيث تم تعصيب عينيه وتقييده ووضعه أمام محققين أحدهما إماراتي بجانبه رجل ينادي بجون وعرف سلفاتور من حديثه أنه أمريكي.

تذكر سلفاتور كيف كان جون يهمس للإماراتي ليقوم هذا بدوره وتوجيه السؤال للمعتقل. وبعد انتهاء التحقيقات كانت جلسات المعاملة القاسية، عندما ينادي المحقق زملاءه بألقابهم ويخبرهم “تعرفون مهمتكم”.

والآن وقد أصبح الأمريكيون جزءا من التحالف الإماراتي – السعودي في اليمن فوجود أمريكي في جلسة التحقيق مع سلفاتور الذي اعترف أنه كان قبل 20 عاما مع القاعدة وحقق معه الأمريكيون في الماضي، أنهم بدأوا يهتمون بحالته من جديد. ويتذكر سلفاتور كيف كان جون يهمس للإماراتي ليقوم هذا بدوره وتوجيه السؤال للمعتقل. وبعد انتهاء التحقيقات كانت جلسات المعاملة القاسية، عندما ينادي المحقق زملاءه بألقابهم ويخبرهم “تعرفون مهمتكم”. وكان أحد الزملاء يعرف بلقب “هتلر” الذي كان يقوم “بتعريضي للصعقات الكهربائية”، و “كانوا يجردوني من ملابسي تماما ويضربوني بقسوة ،وعندها تبدأ تعرف ما يجري في الغرفة حيث يوجد شخصان يراقب أحدهما كل التحقيق”، ويعني به الأمريكي جون أما الثاني فهو الإماراتي الذي يقوم بتوجيه الأسئلة وإصدار الأوامر للتعذيب”.
وتقدم شهادة سلفاتور رؤية متقطعة عما يحدث في السجون اليمنية التي تشرف عليها الإمارات. وهو حال شهادة معتقل سابق تحدث معه سبنسر واسمه عبد السلام ناصر الحسني والذي قدم شهادة مماثلة وتشير لحضور أمريكي جلسات التعذيب. وبناء على شهادته ففي الغالب لا يتم تعصيب عيون المعتقلين وقد سمع وعرف من سجناء قالوا إن هذا لم يكن الروتين دائما.
ويعلق سبنسر أنك لا تحتاج لأن تأخذ كلام المعتقلين السابقين على أنه حقيقة، ذلك أن الأمريكيين أنفسهم يعترفون بوجود عناصرهم في المعتقلات. وتكذب رواية المعتقلين اليمنيين ما يقوله المسؤولون الأمريكيون إنهم لا يعرفون عن حالات تعذيب قام بها حلفاؤهم رغم وجود عناصر أمريكية فيها. ففي كانون الأول (ديسمبر) كشف تقرير مختصر للكونغرس نشره أولا موقع “ذا إنترسيبت” واعترفت وزارة الدفاع (البنتاغون) بشكل رسمي إن عناصر في الجيش الأمريكي يعملون بشكل رسمي في السجون اليمنية. لكن إدارة البنتاغون قالت “لا تقوم القوات الأمريكية بعمليات اعتقال في اليمن ولكنها تقوم بتحقيقات أمنية مع المعتقلين في معتقل مشترك”.

سبنسر : القيادة المركزية لم ترد على أسئلة الموقع في الموعد المحدد ولا السفارة الإماراتية في واشنطن ولا المخابرات المركزية ”سي آي إيه”.

ويعلق إكرمان أن وجود الإماراتيين في اليمن هو من أجل هزيمة المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران. إلا أن المحققين مع سلفاتور في قاعدة التحالف بمنطقة البريقة بمدينة عدن لم يسألوه عن الحوثيين. ولم يتم اعتقاله لانتمائه للحوثيين بل كان يعمل في المقاومة ضدها بمنطقة أبيان. وكان المحققون يسألونه عن رجل اعتقل معه في سجن تمارس فيه الانتهاكات وقضى فيه عامان. رجل يعتقد سالفاتور ذهب للقتال مع الجهاديين في العراق. وقال “كان ذلك الرجل مهما للأمريكيين”. ولهذا السبب تقوم الولايات المتحدة باستخدام التحالف السعودي-الإماراتي الذي يقاتل الحوثيين لملاحقة القاعدة والفروع التابعة لها. ولا يعرف سالفاتور إن كان جون أمريكي أو أنه عنصر أمريكي أو عميل استخباراتي، فقد كان معصوب العينين ولا يعرف ملامح أو شكله وماذا كان يرتدي. ولكنه والحساني أخبرا “ديلي بيست” عن الحضور الأمريكي الواضح في السجون المتعددة بعدن، حيث تم تعذيبهم وصعقهم بالكهرباء وهددوا بالاعتداءات الجنسية فيما تم اغتصاب آخرين فيها. وفي الوقت الذي كانا معصوبي العينيين أثناء التحقيقات إلا أنهما لم يكونا في الزنازين حيث كانا يستطيعان ملاحظة وجود أشخاص بملامح غير عربية تمر بين الزنازين. واستطاع الكاتب مقابلتهما من خلال منظمة حماية السجناء “ربيريف”.
ويقول الكاتب إن وجود الأمريكيين كان عابرا ومن أجل التفتيش أو الزيارة. وقال السجينان السابقان إنهما شاهدا أمريكيين بالزي العسكري والشارات والعلم الأمريكي. ويعتقدان بوجود متعهدين أمنيين داخل السجون. ويقول سبنسر إن القيادة المركزية لم ترد على أسئلة الموقع في الموعد المحدد ولا السفارة الإماراتية في واشنطن ولا المخابرات المركزية ”سي آي إيه”.
ويقول الموقع إن الحسني كان مشاركا في القتال ضد الحوثيين قبل أن يتهمه الإماراتيون وشركاؤهم اليمنيون بتشويه التحالف على “تويتر” مع أنه لا يملك حسابا عليه. ومثل سلفاتور قال إنه شاهد رجالا غربيين بزي عسكري في قاعدة التحالف بعدن والسجون الأخرى مثل بير أحمد وقال إن الزي العسكري يشبه ذلك  الذي عادة ما يرتديه الجنود الأمريكيون ووصفهم بـ “الطوال والكبار والضخام”. وسمع من بقية المعتقلين أنهم متعهدون على ما يبدو أي من موظفي “بلاك ووتر”. ونقل عن محام يعمل مع المعتقلين السابقين وأشخاصا للبحث عن الذين اختفوا في السجون التي تديرها الإمارات قوله إن معظم الأسئلة لا علاقة لها بالقتال ضد الحوثيين أو تهم الحكومة اليمنية التي يقول الإماراتيون إنهم يقومون بإعادتها إلى العاصمة صنعاء. وقال المحامي إن الأسئلة لها علاقة بمكافحة الإرهاب وهو ما يهم الأمريكيين. ووصف كل من الحسني وسلفاتور التعذيب الوحشي الذي مورس عليهما في سجون الإمارات باليمن. ومورس التعذيب أثناء التحقيق وفي مرات أخرى بدون مبرر. وتذكر الحسني التحقيق معه عدة مرات على مدى اسبوعين قضاهما في قاعدة التحالف. فقد جردوه من ملابسه وأشعلوا أدوات كهربائية كان يستطيع تمييز بريقها من خلف عصابة العينيين. وقال إنهم استخدموا الأدوات الكهربائية لضربه تحت إبطيه وأجزائه الحساسة. وبعد اسبوعين توقف الإماراتيون عن التحقيق مع الحسني ولكنهم لم يتوقفوا عن ضربه “وكانوا يأتون إلى زنزانتي ويعلقوني من يدي ومن ثم ضربي”، و “في بعض الأحيان كانوا يجروني من زنزانتي وركلي على أجزائي الحساسة – ولا أزال أعاني من آثاره حتى الآن-بدون أي سؤال”. واستخدم الحراس الإماراتيون التهديد والهجمات الجنسية كجزء من اساليبهم. ويقول الحسني وإن الإماراتيين كان لديهم أداة اسمه “المفتاح” ويستخدمونه في انتهاك أعراض المعتقلين. وقال “كان السجناء يعودون إلى الزنازين وهم ينزفون”. وأضاف “لقد عانى الكثير من السجناء من المفتاح”. مضيفا أنهم كانوا يظلون بعد الانتهاك الجنسي ينزفون ليومين أو ثلاثة أيام. ومع أن سلفاتور لم يعان من “المفتاح” إلا أن المحققين كانوا يجردونه من ملابسه ويهددنه بالاغتصاب. ووصف محامو المعتقلين كلبة داخل قاعدة التحالف لتهديد المعتقلين واسمها “شاكيرا”. وقال الحسني “كانت ضخمة بحجم حمار” و “كانوا يستخدمونها للتخويف” و “لو لم تتحدث كما يريدون كانوا يطلقونها عليك”. وفي معظم الحالات كان الحرس يمسكون بزمامها إلا أنه يعرف عن حالة مزق فيها الكلب بطن وصدر معتقل. ووصف سلفاتور الكلبة شاكيرا “تشعر بنفسها قريبا منك وكانت غاضبة وتشعر أنها تريد أكلك. وهو نوع من التخويف ولم تعضني ولكنها عضت أشخاصا آخرين”. ويقدم وصف السجينين السابقين صورة مختلفة عما ورد في تقرير مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة العام الماضي، عندما قام الحراس الإماراتيون في نفس القاعدة التي اعتقلا فيها بتجريد السجناء من ملابسهم وفحصهم من مؤخراتهم وانتهاكهم باستخدام أنابيب وعصي. وأخبر معتقل في القاعدة نفسها منظمة أمنستي كيف وضع لثلاثة أيام في حفرة لم يظهر منها إلا رأسه حيث كانوا يقدمون له القليل من الماء واضطر للبول والبراز على نفسه. وفي تموز (يوليو) 2017 نشرت وكالة انباء “أسوشيتد برس” تقريرا قالت فيه إن الولايات المتحدة تقدم الأسئلة للإماراتيين وتحصل على نسخ من التحقيقات التي تجريها. وقالت وزارة الدفاع إنها لا تعرف عن تعذيب شارك فيه الأمريكيون أو حلفائهم. ويرفض سلفاتور التأكيدات الأمريكية حيث يعتقد أن الأمريكيين مفصل مهم للمعلومات المتدفقة من وإلى السجن وعبر التعذيب الممارس على المعتقلين. “وهذا معقول حيث يقوم الإماراتيون بتزويد المعلومات لطرف وهذا الطرف هو أمريكا”. وهو متأكد من تواطؤ الأمريكيين في تعذيبه “الأمريكيون موجودون هناك 100%” و”لماذا عصبوا عيوننا؟ حتى لا نقول شيئا ولا نستطيع فضحهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول واحد من الناس:

    هل هذا التنكيل بحجة مساندة حقوق الإنسان والديموقراطية والحرية ، كما يجلبون المتطوعون من شبابهم للعمل في الجيش في دعاءاتهم التلفزيونية ، حيث انهم يدعون ويقولون لهم دفاعا عن الحرية ، عندما أري تلك الدعاية أكاد
    الانفجار ضحكا ، عن كيفية مسح امخاخ شبابهم
    بكلمات الدفاع عن الحرية ، وأتساءل الحرية في سلب بلدان الاخرين وقتل ابناءها وابرياءها ،
    وبعد انتهاء مدة عملهم ، الكثيرين منهم يصابون بأمراض نفسية مزمنة تلازمهم طوال حياتهم علي ما اجبروا بفعلة في تلك البادان ،
    او يصابوا بامراض السرطان من كثرة المواد الكيميائية التي حتي علماءهم لا تعلم اثار استخدامها علي الجنس البشري ، ويعطوهم تعويضات ضئيلة حتي يحفظوا ماء وجههم ،
    هذه هي الحرية التي لا تباع ولا تشتري ؟،

  2. يقول وأحد من الناس:

    البلدان ، آسف.

إشترك في قائمتنا البريدية