ديلي بيست: ترامب عنصري ومن يدعمه عنصري أيضا

حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:
نشر موقع “ديلي بيست” مقالا لغلودي تيلور قالت فيه إن “ترامب عنصري وإن كنت تدعمه فأنت مثله” مشيرة إلى أن الرئيس ترامب عنصري في أقواله وأفعاله.
وأكدت أن هذا الكلام ليس جديدا وليس مجرد كلام عم سكران في حفلة شواء يمكننا التغاضي عنه. وقالت إن التعصب خطير وعندما تتعلق بالقائد الأعلى للقوات المسلحة فهو يعني عدم القدرة على الاعتراف بالإنسانية والفشل في التحرك بسلطة أخلاقية في وقت الأزمة.

وقالت إن الرئيس دونالد ترامب زعم يوم الأحد، أن البرلمانيات المنتخبات يعدن في أصولهن لبلاد وحكومات تعاني من كارثة كاملة و”أسوأ وأكثر حمقا من أي مكان في العالم”. ودعا أيانا بيرسلي ورشيدة طليب وألكسندرا أوكاسيو -كورتيز وإلهان عمر، النائبات الديمقراطيات الأكثر صراحة وقوة في مواجهة الإدارة ومعاملتها غير الإنسانية للمهاجرين، إلى مغادرة أمريكا.
ومن الأربع نائبات ثلاث ولدن في أمريكا وكلهن مواطنات أمريكيات وانتخبن في الكونغرس. وقالت الكاتبة إن استهانة ترامب البغيضة بالقيم الأمريكية لا تأتي من لا مكان فهي تظهر في كل يوم. فقد غضب لأنهن قمن مع وفد من النواب الديمقراطيين بزيارة مراكز الاحتجاز المقامة في الولايات الحدودية. وما وجدنه كان باعثا على الحزن وسط تقارير عن الانتهاكات المستشرية والإهمال مما أدى ترامب مرة أخرى لرفض التغطية الخبرية بأنها “أخبار مزيفة”. وبدلا من تحسين الظروف الأساسية والعمل مع الحزب الديمقراطي على إصلاحات شاملة، قال الرئيس ببساطة إن على المهاجرين العودة إلى بلادهم إن لم تعجبهم الظروف في مراكز الاعتقال.
ولكنه قرر حرف النظر عن الموضوع الرئيسي ووجه سهام هجومه إلى الأصوات الديمقراطية التي دعت كلها لمحاكمته. وكتب مخاطبا البرلمانيات الأربع: “لماذا لا يعدن والمساعدة على إصلاح الأماكن المحطمة والتي تستشري فيها الجريمة والتي جئن منها” وعندها “يعدن يقلن لنا كيف يمكن عمل هذا”. وقال: “هذه الأماكن بحاجة للمساعدة الماسة وعليكن المغادرة بسرعة”.
وكما هو الحال التزم الجمهوريون بالصمت، إلا أن الرد من الديمقراطيين كان حاسما وسريعا. وردت النائبة أوكاسيو- كورتيز “سيدي الرئيس البلد الذي جئت ومنه وأقسم الولاء له هو الولايات المتحدة الأمريكية” وأضافت: “أنت غاضب لأنك لا تستطيع التفكير بأمريكا تشملنا، فأنت تعتمد على أمريكا الخائفة لمواصلة عمليات النهب”.

وردت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، أن دعوة ترامب البرلمانيات الأربع العودة إلى بلادهن الأصلية هي تأكيد على “جعل أمريكا قوية من جديد” و”جعل أمريكا بيضاء مرة أخرى”. مضيفة أن “تنوعنا هو مصدر صلابتنا ووحدتنا هي مصدر قوتنا.

وتقول تيلور إن خطاب ترامب ليس مجرد كلام مثير للاشمئزاز، بل هو تعبير عن سياساته القاتلة التي ظهرت من طريقة معاملته للمهاجرين في مراكز الاحتجاز التي تشرف عليها الدولة أو الدعم القليل الذي أرسل إلى بورتوريكو بعد إعصار ماريا.

وليست هذه هي المرة الأولى التي كشف فيها ترامب عن نفسه وبدون حياء أمام الرأي العام، فشعاره “لنجعل أمريكا قوية مرة ثانية” كان دائما عن دعم ومساعدة القطاع الكاره من الناخبين الذين يعتبرون أنفسهم متفوقين عن الآخرين من خلال لون البشرة والدين.

وحتى قبل إعلانه عن ترشيحه للرئاسة، طالما أمتع مشاهدي الأخبار التلفازية بنظريات المؤامرة العنصرية حول الرئيس السابق باراك أوباما. وتعهد بإرسال المحققين لإثبات أن الرئيس الـ44 للولايات المتحدة ولد خارجها. ثم سخر من المهاجرين القادمين من هاييتي والسلفادور والدول الأفريقية التي وصفها “بدول حفرة المجاري “. وقال مرة إن المهاجرين من هاييتي مصابون بالإيدز وأن المهاجرين القادمين من نيجيريا لن يعودوا أبدا لأكواخهم.

وبحسب تفكير ترامب، فقاض أمريكي من أصول مكسيكية لا يصلح لأن يتولى قضية تزوير تتعلق بواحدة من شركاته. ويعتقد أن “الكسل هو صفة ملازمة للسود”. وقام ترامب الذي اتهمت شركة إسكان تابعة له بالتمييز ضد السود، بوضع إعلان على صفحة كاملة في “نيويورك تايمز” يدعو فيه لإعدام خمسة أحداث سود أبرياء. ورفض حذف الإعلان حتى بعد تبرئتهم.

وبعد مقتل الناشطة هيذر هيير في تشارلوتسفيل، بولاية فرجينيا على يد المتفوقين العنصريين البيض، تحسر قائلا إن من بين الطرفين “أناس طيبون”. و”ترامب ليس شخصا طيبا وكلماته يوم الاحد ليست مشحونة أو تغذت وتحمل العنصرية بل هي عنصرية واضحة ولو كنت من داعميه فأنت مثله”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية