عادت الكواتم والميليشيات كعادتها إلى خطف وقتل الأبرياء لتحصد شبابا بعمر الورود لا ذنب لهم سوى أنهم يحملون هوية ما ولا غرابة في ذلك فالخطف والقتل يحدث في كل أنحاء العالم حتى في الدول المتحضرة والمتقدمة أمنيا وعسكريا، فتقوم الأجهزة المختصة بمتابعة المجرمين وملاحقتهم حتى يتم القبض عليهم وتحويلهم إلى الجهات المختصة لينالوا جزاءهم العادل هذا هو المعمول به في كل دول العالم إلا في العراق الجديد. فالميليشيات تمارس الخطف والقتل بشكل مدروس وممنهج وأمام أسماع وأنظار الأجهزة الأمنية جهارا نهارا بل أحيانا بزيها وسلاحها وأجهزتها وسياراتها فيذهب الأبرياء ضحية مهاترات وخلافات سياسية لا علاقة لها بالوطنية كما يصورها البعض بل تدفعها المصالح الضيقة الكتلوية الحزبية الشخصية، فيقتل الأبرياء وترمل النساء وييتم الأطفال وتحصد مافيا السياسة الثمار والأموال ثم تهدأ ولا أقول تتصالح لأن بقاءهم مرهون باستمرار الخلافات والقتال ويستمر الحال هكذا حتى تنتهي دورتهم الانتخابية وتبدأ دورة جديدة فتعود الوجوه القديمة بأسماء جديدة ومناصب جديدة ويستمر الحال هكذا بل هو مستمر منذ مجيء الاحتلال وسيستمر إلى أن يزول الاحتلال بكل أشكاله وألوانه وتبعاته وأذنابه فهذه عشر سنين مضت ولم يتغير أحد ممن جاء مع الاحتلال فكل من جاء تحت أقدام المحتل أكرمه المحتل وسيده ونصبه ليكون خليفة له في أرض الرافدين جزاء له لما قدمه له من قبلات وتسهيلات فهذه الوجوه الكالحة والأحزاب الخائنة المخادعة والتي مع الأسف الشديد تتزين بزي الإسلام وتتسمى باسم الإسلام هي التي جاءت بالمحتل ليحتل أرضها وشعبها وينهب خيراتها وثرواتها مقابل أن يسلطهاعلى أرضها وشعبها وستكون أمينة مخلصة وفية له على حفظ الأموال والثروات ونقلها اليه وقمع وقتل كل من يتصدى لها وله وها هم سماسرة الاحتلال قد وفوا وأوفوا عهودهم ووعودهم له، فعشر سنين مضت ولم تنته أو تقل على الأقل أزمة الكهرباء عقد مضى وما زال أكثر من 70′ من الشعب من يشرب المياه غير الصالحة للبشر عقد خلا وما زال العراقيون يلقون القمامة في الطرقات وبجوار الدور والمحلات فكيف نرجو منهم إصلاحا وأعمارا وهم جاءوا بضرب من الخيال جاءوا بفرصة لم يستطع أن يتصورها ويبدعها أسمى وأرقى منتجي أفلام الرعب والخيال، فمن بائع على الرصيف إلى! ومن مستجد يعيش على المعونات إلى.. ومن سجين مطرود إلى!! ومن سارق لص إلى!! ومن مهرب قاتل إلى!! ومن بوق منافق إلى… ومن قلم مأجور إلى!! فكيف يرقى ويسمو بلد يسوده ويسوسه ناس مثل هؤلاء لم يقرأوا يوما ولم يفهموا أن السياسة هي دراية ورعاية وليس ملئ البطون والنوم في أماكن الظل الباردة فهذا الوصف معلوم لمن والحر اللبيب تكفيه الإشارة، كيف يبنون دولة ومؤسسات وأصبح العراق أشهر دولة استعملت الكواتم عبر التاريخ بل أصبح الكاتم سيد الموقف في العراق الجديد، فهذه هي الديمقراطية التي جاءوا وبشروا العالم وأهل العراق بها ديمقراطية لم تشهدها البشرية من قبل نعم ديمقراطية لا مثيل لها لا في العالم القديم أو الحديث أنها ديمقراطية الكواتم فمن يحصد أكثر ينال المقاعد والمناصب الأكبر والأكثر .