ديمقراطية الليالي الساهرة!
ديمقراطية الليالي الساهرة! إن الانتخابات الديمقراطية بمعناها الحقيقي وبجغرافيتها وتضاريسها الطبيعية، هي الوسيلة التي تنجب الحرية والعدالة الاجتماعية لتحقيق الديمقراطية الحقيقية التي تمثل حكم الشعب.ولا يمكن أن تكون حكراً علي فئة معينة من شعوب الكرة الأرضية وحسب ما يدعي البعض، أو ملكاً لهم، ولا تصلح لغيرهم من البشر. والديمقراطية ليست كأساً من الشراب نشرب أو ثوباً نرتديه لكي نصبح في ما بعد ذلك ديمقراطيين، بل إن الديمقراطية الحقيقية هي ثقافةً تراكميةً، ونظريةً واضحةً، وقناعةً وإيمان، وتطبيق وانخراط في روح الديمقراطية وممارستها، وهي عمليةً تربويةً تكامليةً، تبدأ في البيت والمدرسة والشارع، وتطبق في كل المؤسسات، لتقودنا في المحصلة النهائية للذهاب لصندوق الاقتراع، لاختيار ممثلي الأمة وقياداتها، وذلك يكون علي مستوي الوطن كله كدائرة انتخابية واحدةً، للتقليل من تأثير الفرز العشائري والقبلي بمفهومه السلبي وفي دوائره الضيقة، ويكون التمثيل حينئذ لكل القوي تمثيلاً نسبياً وحسب حجمها علي الأرض وحسب الأسس الديمقراطية. إن حاجة الإنسان الملحة لممارسة الديمقراطية الحقيقية، التي تتمثل في تحقيق العدالة الاجتماعية، هي مثل حاجته للهواء والماء والدواء والغذاء والتعليم وسبل المواصلات والاتصالات والفضائيات والإنترنت وكل هذه في الحقيقة، كنوز متعددة لا يمكن لعاقل أن يرفضها أو يتنازل بمحض إرادته عنها ويعيش بدونها، وهي حق مكتسب لكل الثقافات ولكل البشر، كيف لا وهي علم ومعرفة وأصول وقواعد وتطور للأفضل! فلسنا بحاجة فقط للديمقراطية الموسمية وخاصة عندما يتعلق الأمر بالانتخابات التي توصل للكرسي حيث الجاه والمال والمحسوبية والحصانة الدبلوماسية بكل اعتباراتها. حيث أن الديمقراطية لا تسقط علي الأمة بقدرة قادر إسقاطاً، بل هي تزرع في النفوس زرعاً ويتم رعايتها بإحسان حتي لا تكون نبتاً شيطانياً!! نريد ديمقراطية نوعية متجددة تتماشي مع تطور العصر ومتطلباته، وتلبي حاجات الأمة التي تتسارع ولن تتوقف عند حد معين.فمن يريد أن يقود الشعب فعليه أن يتحمل مسؤولية القيادة ويعيد الاعتبار للعملية الديمقراطية برمتها .الدكتور أحمد محيسنألمانيا 6