د. سمارة لـ’القدس العربي’: أمريكا تستغل قضية فلسطين للانقضاض المباغت عسكريًا على سورية بهدف وضع روسيا أمام مفاجأة لتقر بأمر واقع

حجم الخط
1

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير أندراوس: قالت صحيفة ‘هآرتس’ العبرية في عددها الصادر أمس الأربعاء إن أقطاب الدولة العبرية استقبلوا بفتور بالغ إعلان وزراء الخارجية العرب عن استعدادهم لقبول مبدأ تبادل الأرضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتابع المراسل للشؤون السياسية في الصحيفة، باراك رافيد قائلاً: إن المسؤولين السياسيين في ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعاملوا بصورة فاترة للغاية مع إعلان جامعة الدول العربية، مشيرا إلى أنه تبين من ردود أفعالهم أن نتنياهو ليس مستعدًا لإجراء مفاوضات على أساس حدود 1967 مع تبادل أراضي، على حد تعبيرهم.
وفي المقابل أعلنت رئيسة حزب العمل عن موافقتها على المبادرة العربية، وطالبت رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو أنْ يتبناها، مشددةً، كما أفاد موقع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ على الإنترنت على أنه إذا اقتضت الحاجة، فإن حزب العمل، الذي تترأسه سينضم إلى الائتلاف الحكومي، على حد تعبيرها.
أما وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق ومن قياديي حزب العمل فقال في حديث أدلى به لإذاعة جيش الاحتلال أمس، إنه في حال انسحاب حزب (البيت اليهودي) برئاسة نفتالي بينيت من الحكومة على خلفية الموضوع السياسي، الأمر الذي سيؤدي إلى تفكك الائتلاف الحالي، فإن حزب العمل سينضم إليها، لأنه لا يوجد أدنى شك بأنه إذا حصلت معجزة كهذه فإن رئيس الوزراء نتنياهو سيأخذ زمام المبادرة ويعود إلى المفاوضات، وهو يعرف أن لديه حزب العمل الذي يمكنه الانضمام، على حد تعبيره
. في السياق ذاته، قال المفكر الفلسطيني د. عادل سمارة أمس لـ’القدس العربي’ إن مشهد تقديم أرض فلسطين بديلا لأرض فلسطين لإرضاء الكيان الصهيوني، يستدعي من حقوقيين فلسطينيين في الخارج التقدم بشكوى إلى محكمة الجنايات الدولية ضد هؤلاء جميعا. فوزير خارجية رام الله لا يمثل الأرض وما من أحد له حق تمثيل الأرض. وهو والسلطة نفسها لا يمثلون الفلسطينيين. فانتخابات تحت الاحتلال غير شرعية وخطيرة، وعليه، فإن كل فلسطيني شارك فيها ترشيحا أو تصويتاً مارس الاعتراف بالكيان الصهيوني الإشكنازي بلا مواربة.
وتابع قائلاً: وهنا تأتي لحظة الكشف، فمشاركة حركة حماس في انتخابات الحكم الذاتي ليست سوى مدخلاً للتورط في صفقة بيع الوطن، وكل ثرثرة قادتها عن كون حماس صاحبة أكثرية في مجلس أوسلو هي ثرثرة عن أكثرية في الشبهة.
وزاد د. سمارة قائلاً: كما يستدعي هذا المشهد من فلسطينيي 1948 رفع دعوى أخرى لأنهم ليسوا رعايا سلطة رام الله، والأرض لهم، ولا يحق لأحد مبادلتها بأرض، فكيف حين تكون أرضا فلسطينية بأرض فلسطينية؟ ويجب أن تكون الدعوى ضد الجامعة العربية أيضاً. فالشعب الفلسطيني لم يخولها ولم يخول أحدا النطق باسمه، نتيجة هذا هو أن فلسطين دولة لليهود، ولا مجال لدويلة للفلسطينيين، مرة وإلى الأبد.
وتابع قائلاً: في هذه اللحظة، يجب أن تندفع التظاهرات في الأرض المحتلة ضد هذا الفريق جميعه. وإذا كانت سلطة رام الله مكشوفة، فلا بد من تعرية سلطة غزة المتلفعة بالحجاب وأطنان الملابس، أما وقد انكشف كل مغطى، فهل من عذر لعربي لا يخرج إلى الشوارع شاهراً سيفه لأجل دمشق ومنها لأجل القدس؟ لن يغفر الغد ولا التاريخ لمن لا ينحاز إلى المقاومة والممانعة الآن، والحرب بدأت نارها بالاشتعال، على حد قوله.
وقال أيضا: دعونا نأخذ لحظتين لإعمال العقل: الأولى: هذه الهجمة على فلسطين هي استغلال للمأزق السوري كفرصة للخيانة المفتوحة، ولكن، من ورائها أحد أمرين: إما أن الأمريكي عاجز عن شن حرب على سورية والمقاومة والممانعة، فكان لا بد له أن يأخذ الرشوة للكيان من العرب وفي فلسطين تحديداً.
وإما أن الأمريكي والغرب والصهاينة وأنظمة الجامعة العربية قرروا أخذ مخاطرة الحرب لأنهم لا يمكنهم السماح لنقيضهم بالبقاء، فكان لا بد من استغلال انشغال سورية والقيام بهذا العدوان على فلسطين، لعل المقاومة تفجر الوضع وتكون الحرب، ناهيك عن ذرائع الكيماوي وغيره، وخلص إلى القول: ربما يحلمون بضربة سريعة تفاجئ روسيا لتقر بأمر واقع، على حد قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول جمال الجمال:

    انا لست مع التفاوض, ولكن لو اردت ذلك فيجب ان أبدأ المفاوضات بسقف عالٍ, ولكن أن أبدأ المفاوضات وانا سقفي الاعلى هو حدود 1967 فيعني ذلك انني ساتنازل عن هذا السقف . ولن يحصل شعب فلسطين على دولة من التفاوض لان يهود لن يتنازلوا عما في ايديهم الا بالقوة, وقول الله تعالى هو خير شاهد(أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً).

إشترك في قائمتنا البريدية