ذا إنترسيبت: لا يمكننا تناسي لجين الهذلول وبقية المعتقلات في السجون السعودية

حجم الخط
1

لندن – “القدس العربي”:

دعا المعلق مهدي حسن في موقع “ذا إنترسيبت” ألا ننسى أن السعودية تسجن وتعذب الناشطة في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول.

وقال: “لا أعرفها ولم ألتق بها، ومع ذلك في كل مرة أرى صورتها قلبي يتحطم” و”ربما كانت ابتسامتها المليئة بالأمل والمثالية والمشبعة بالشباب المتفائل. مع معرفتي أن الابتسامة قد ذهبت وأنها سجينة في قبو بالرياض في السعودية”.

ويقول إن هذه هي لجين الهذلول البالغة من العمر 30 عاما والناشطة في مجال حقوق الإنسان، والتي طالبت برفع الحظر السخيف على قيادة المرأة للسيارة في بلدها وإلغاء قانون ولاية الرجل على المرأة. وجاء اعتقالها واحتجازها في أيار (مايو) 2018 إلى جانب الناشطات الأخريات، مثل إيمان النجفان، اللاتي طالبن بتحسين أوضاع المرأة في السعودية. وكانت الرسالة وراء اعتقال الناشطات واضحة: لن يحدث أي إصلاح إلا بناء على أوامر من العائلة المالكة وبموافقة منها، وهذه عملية تأتي من فوق إلى تحت ويدعمها الديكتاتوريون لا الديمقراطيين.

جردت النساء اللاتي طالبن بحق قيادة المرأة من كل حقوقهن، واعتقلن ووضعن خلف القضبان في أماكن مجهولة وتعرضن لعمليات انتهاك وتعذيب وحشية

ونتيجة لهذا أصبح للمرأة الحق بقيادة السيارة فيما جردت النساء اللاتي طالبن بهذا الحق من كل حقوقهن، واعتقلن ووضعن خلف القضبان في أماكن مجهولة وتعرضن لعمليات انتهاك وتعذيب وحشية. ومع ذلك صمدت الناشطات وأظهرت الهذلول شجاعة وقوة لا مثيل لها. وقالت عائلتها إن السلطات السعودية عبرت عن استعداد للإفراج عنها لو وافقت على نفي أنها تعرضت للتعذيب عبر شهادة مصورة، ولكنها رفضت.

وكتبت شقيقتها علياء الهذلول في صحيفة “نيويورك تايمز” بداية العام الحالي: “قالت إنها في حجز انفرادي وتعرضت للضرب والإيهام بالغرق والصدمات الكهربائية والانتهاك الجنسي وهددت بالاغتصاب والقتل”. وهو ما قالته لجين لوالديها في أثناء زيارة نادرة لها في السجن: “ثم شاهد والدي كدمات زرقاء على فخذيها”. وقال حسن: “دعونا نقول بوضوح إن من السهل على الليبراليين والمحافظين في الولايات المتحدة شجب السعودية لانتهاكات حقوق الإنسان، خاصة تعذيب السجناء السياسيين، إلا أن أمريكا متواطئة وبشكل مخجل في هذه المعاملة الوحشية للهذلول وزميلاتها الناشطات”.

وكان بإمكان الولايات المتحدة التي تعتبر السعودية حليفا مقربا الإصرار على الإفراج عنها. وعلينا تذكر أن مستشار وصهر الرئيس دونالد ترامب، جارد كوشنر، صديق قريب من محمد بن سلمان ويتواصلان معا عبر “واتساب”. والسؤال هو ما السبب الذي يمنع جارد من إرسال رسالة إلى محمد بن سلمان يطالبه بالإفراج عنها؟ ولماذا لم تقم زوجته إيفانكا التي تعمل بالبيت الأبيض مثله وزارت الخليج، حيث تبجحت عن جهودها لتعزيز وضع المرأة، بالمطالبة علنا بالإفراج عن الهذلول؟ وهي نقطة تحدث عنها حسن منهاج في نتفلكس أمام حشد من الحضور بحفلة تايم لأهم 100 شخصية وذلك في نيسان (إبريل).

وقال منهاج: “هذه غرفة قوية، وتعرفون وأعرف أن هناك أشخاصا مؤثرين هنا”، وكان منهاج يشير إلى كوشنر الذي لم يكن بعيدا عنه. وقال: “سيكون من الجنون، لا أعرف، لو قام، لا أعرف، مسؤول بارز في البيت الأبيض وأرسل رسالة نصية لـ م ب س (محمد بن سلمان) عبر واتساب وقال له: هاي ربما ساعدت بإخراج ذلك الشخص من السجن لأنه لا يستحق هذا، ولكن هذا جنون وربما كان هذا الشخص موجودا في الغرفة ولكن هذه فرضية كوميدية”.

قالت الهذلول إنها في حجز انفرادي وتعرضت للضرب والإيهام بالغرق والصدمات الكهربائية والانتهاك الجنسي وهددت بالاغتصاب والقتل

وكشف تحقيق لوكالة أنباء رويترز عن قيام مجموعة من المسؤولين السابقين في البيت الأبيض ومتعهدين أمنيين أمريكيين بمساعدة الإمارات العربية المتحدة بتطوير برنامج رقابة سري اسمه “دريد” والذي ساهم في اعتقال لجين الهذلول وترحيلها إلى السعودية. وورد في التقرير: “في عام 2017 قام عملاء باختراق رسائل إلكترونية للناشطة السعودية لجين الهذلول بعدما تحدت المنع ضد قيادة المرأة للسيارة، حسبما قال عامل سابق في البرنامج. وكانت الهذلول قد اعتقلت قبل سبعة أعوام لمدة 73 يوما عندما قادت سيارتها من الإمارات حيث كانت تدرس إلى السعودية”، وأعطى العاملون في البرنامج لجين اسما سريا هو “السيف الأرجواني”.

وفي عام 2018 وقبل أسابيع من رفع الحظر عن قيادة السيارة اعتقلت الهذلول في الإمارات ووضعت على طائرة خاصة إلى السعودية. وقال وليد الهذلول، شقيق الناشطة: “هذا أمر مثير للخيبة، وهو أن ترى الأمريكيين وهم يستخدمون المهارات التي تعلموها هنا في الولايات المتحدة لدعم هذا النظام”. وقال الهذلول الذي يقيم في كندا: “إنهم مثل المرتزقة”.

وأشار حسن إلى أن مؤتمر الاستثمار الذي عقد في تشرين الأول (أكتوبر) الذي قاطعه رجال الأعمال العام الماضي بعد مقتل جمال خاشقجي شهد هذا العام حضور عدد من الشركات ذات الوزن الثقيل مثل غولدمان ساكس وجي بي مورغان تيس وسيتي غروب وبلاك روك، وبرر البعض حضورهم كمحاولة لتعزيز التغيير في المملكة.

وتساءل حسن: “تغيير.. ما هو التغيير؟ هل المهرجانات ومباريات المصارعة ودور السينما ستلغي الانتهاكات المستشرية والمتصاعدة لحقوق الإنسان؟ وأشار لمن يروجون لمحمد بن سلمان مثل مايكل دوران الزميل في المعهد المحافظ هدسون، والمسؤول السابق في فريق جورج دبليو بوش، واصفا أكبر مهرجان موسيقي في الشرق الأوسط: “هل هو في دبي؟ تل أبيب؟ لا، دعني أبحث في مفكرتي، هذا مكان اسمه الرياض”.

وقال حسن إن من يحاولون الترويج لمحمد بن سلمان ويتجاهلون قمعه للناشطات مثل الهذلول هم على الجانب الخطأ من التاريخ “فلا شك لدي أن الديمقراطية ستأتي لكل أنحاء الشرق الأوسط، سواء لحلفاء أمريكا السعودية أو الإمارات وقطر أو إلى أعداء أمريكا في سوريا وإيران، ولكنها ستأتي من القاع وليس من القمة إلى القاع”.

وقالت سارة لي ويتسون، من منظمة هيومان رايتس ووتش، لصحيفة “نيويورك تايمز”: “الشعب السعودي مدين بدين كبير للجين”، ونحن مدينون لها لأنها تذكير بالمرأة الشابة التي كانت على الجبهة الأمامية للإصلاحات والثورات في العالم العربي وخارجه. وهي دليل حي أن الديكتاتوريين والمستبدين مثل م ب س قد يستقبلون بالأحضان في أروقة السلطة بواشنطن إلا أن رعاياهم لن ينحنوا لهم.

وقال إن لجنة نوبل منحت في تشرين الأول (أكتوبر) جائزة نوبل للسلام لرئيس الوزراء الإثيوبي المثير للجدل آبي أحمد. وقامت مجلة تايم باختيار الفتاة غريتا ثانبيرغ كشخصية عام 2019 و”سأضيف اسمي الخاص لشخصية عام 2019 واختياري لجائزة السلام والعدالة للعام هي لجين الهذلول ولا يمكننا تناسيها في عام 2020″.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عفاف عنيبة:

    و كيف ننساها و أخواتها الكريمات ؟ هي في الذاكرة و القلب و العقل و نعمل ليل نهار لتحريرها…

إشترك في قائمتنا البريدية