لندن- “القدس العربي”: قال سايمون هندرسون، الخبير والزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن استمرار الهجمات الحوثية (إيران) على المنشآت النفطية السعودية يمثل صداعا لإدارة جوزيف بايدن التي أعربت عن استعدادها لمواجهة التأثير الإيراني بالمنطقة وفتح حوار مع طهران حول برامجها النووية والصواريخ الباليستية.
وتساءل هندرسون في مقال رأي نشره موقع “ذا هيل”: “متى يكون هجوم حرضت عليه إيران ضد المنشآت النفطية السعودية مشكلة؟”. والجواب: “عندما تحاول الإدارة في واشنطن التحول عن الشرق الأوسط وتقلل من اعتمادها على النفط”. وفي الرطانة المعروفة عندما يكون السوق ضيقا. فعندما ضربت طائرات مسيرة وصواريخ المنشآت النفطية السعودية في عام 2019 واستهدفت منشأة إبقيق التي يتم فيها تنظيف البترول الخام حيث يتم بعد ذلك تحميله في ناقلات النفط، أدى الهجوم الدقيق إلى تخفيض مستويات التصدير السعودي إلى النصف.
ولكن الهجوم الأخير الذي وقع يوم الإثنين على البنى التحتية حول مدينة الدمام الساحلية، أصاب مركز تخزين واحد، ولم يصب محطة تصدير النفط التي تتعامل مع 15% من إمدادات العالم والقريبة من الخزان بأي أذى. وبالطبع، فبصمات إيران كما في الحادث الأول كانت غامضة. وأعلن الحوثيون الذين يسيطرون على اليمن مسؤوليتهم عن الحادث، لكن قول الحقيقة ليس من عادتهم. وسنعرف الفاعل الحقيقي في غضون يوم أو أكثر.
وكان رد الفعل المعروف من السوق هو ارتفاع أسعار النفط، في البداية على الأقل. ووصل سعر برميل النفط بعد الحادث إلى 70 دولارا. ومع أن أسعار النفط بعد حادث 2019 انخفضت سريعا، إلا أن التعافي هذه المرة سيكون بطيئا، على الأقل بالنسبة للمستهلكين. فسوق النفط الصخري الأمريكي ليس جاهزا لكي يخفف من مخاوف السوق. وقال السعوديون في الأسبوع الماضي إنهم ملتزمون بتخفيض إنتاج النفط بمعدل مليون برميل في اليوم، والذي التزمت به من أجل الحفاظ على أسعار النفط مرتفعة وتزيد من مواردها.
وبالنسبة لبايدن فهجوم الإثنين سيكون مشكلة. فقد حدث الهجوم الإيراني في وقت قامت به مقاتلات بي-52 الإستراتيجية الأمريكية برحلات إلى الخليج من أجل ردع إيران كما أعلن. ومن هنا فالجاهزية لمواجهة إيران أصبحت منخفضة، نظرا لرغبة الإدارة بالتحاور معها بشأن برامجها النووية، ولأن ارتفاع أسعار النفط جيد لإيران التي تصدر كميات قليلة من النفط.
ويرى الكاتب أن القراءة الجيدة للأحداث تعيد التذكير بما قاله رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان الذي خدم ما بين 1957- 1963 “أحداث، عزيزي، أحداث” وبالطبع فقد تدخلت الأحداث في سياسة إيران، حيث قامت طائرات أمريكية الأسبوع الماضي بضرب مواقع تابعة لجماعات موالية لإيران على الحدود السورية- العراقية ردا على هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق.
وكما قال قائد بروسي في بداية القرن التاسع عشر: “أي خطة لن تنجو عندما تحدث مواجهة مع العدو” وهو ما يعرفه البنتاغون. ولكن أن يكون الشرق الأوسط مصدرا للصداع في واشنطن شيء، وارتفاع أسعار النفط في محطات الوقود شيء آخر. وفي النهاية سيزيد إنتاج النفط الصخري الأمريكي ويخفف الوضع، ولكن التطور الأخير جاء في وقت يتعافى فيه اقتصاد العالم من آثار كوفيد-19.
ولكن ما الذي يجب فعله؟ على الولايات المتحدة الطلب من السعوديين تخفيض معدلات إنتاج النفط، ولكن الشخص الذي يجب على إدارة بايدن الدخول في محاورات معه هو ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وهو الشخص الذي قالت إدارة بايدن إنها لا تريد الحوار معه لعدة أسباب.
هجمات حوثية وليست ايرانية.
الشعب اليمني البطل يدافع عن نفسه ضد عاصفة الخزي والعار
اللتي تقتل بكل جبن الأطفال الأبرياء.
أما المنشآت البترولية فهي لا تساوي شيئا أمام أم ثكلي.