ذراع «أرامكو» السعودية التجارية تبيع أول شحنة من خام غرب تكساس الخفيف إلى شركة كورية جنوبية

حجم الخط
0

سنغافورة/نيويورك/سيول – رويترز: قالت أربعة مصادر مُطَّلِعة ان شركة «أرامكو السعودية للتجارة» باعت أول شحنة لها على الإطلاق من خام غرب تكساس الخفيف إلى شركة تكرير من كوريا الجنوبية، في الوقت الذي تعمل فيه الشركة التابعة لـ»أرامكو» كذراع للتجارة بغير نفطها الخام على توسعة تعاملاتها المتعلقة بالنفط الأمريكي بهدف تعزيز حجم تجارتها. وتعد شركة «أرامكو للتجارة» عنصرا رئيسيا في إستراتيجية شركة النفط العملاقة السعودية لتوسيع أنشطتها في قطاعي التكرير والبتروكيميائيات لتعزيز مبيعاتها العالمية.
وقالت ان الذراع التجارية تشتري الخام الأمريكي من مصفاة موتيفا في تكساس لإعادة بيعه في آسيا. وأضافت ان «أرامكو للتجارة» ترسل شحنات من النفط الأمريكي، بما في ذلك خام غرب تكساس الوسيط «ميدلاند»، وخام «إيغل فورد» المكثف، وخام «مارس» عالي الكبريت، إلى شركات تكرير في اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتايلاند والإمارات العربية المتحدة منذ العام الماضي.
وذكرت المصادر أن الشركة وسَّعت قائمة خياراتها من الخامات الأمريكية في وقت سابق هذا الشهر، وحمَّلت أول شحنة لها من خام غرب تكساس الخفيف حجمها مليون برميل. ومن المتوقع أن تصل الشحنة إلى مصفاة مملوكة لـ»هيونداي أويل بنك» في دايسان في أكتوبر/تشرين الأول.
وقال اثنان من المصادر ان هذه أيضا أول شحنة تشتريها الشركة الكورية من خام غرب تكساس الخفيف. وطلبت المصادر عدم نشر أسمائها لأنها غير مخولة بالحديث إلى وسائل الإعلام. ولم ترد «أرامكو السعودية» ولا «موتيفا» على طلب للتعليق، في حين أحجمت «هيونداي أويل بنك» عن التعقيب.
وتأتي الشحنة في أعقاب اتفاق توصلت إليه «أرامكو السعودية» هذا العام لشراء حصة نسبتها 17 في المئة في «هيونداي أويل بنك»، وهي أصغر شركة تكرير في كوريا الجنوبية من حيث الطاقة الإنتاجية. كما وقعت الشركتان عقدين مدتهما 20 عاما تورد بموجبه «أرامكو» وذراعها التجارية 250 ألف برميل يوميا من الخام بدءا من يناير/كانون الثاني 2020.
وقد تأسست «أرامكو السعودية للتجارة» في 2012 بهدف تسويق المنتجات المكررة وزيوت الأساس والبتروكيميائيات في البداية، لكنها توسعت بعد ذلك إلى أنشطة الخام لتنافس شركات تجارية ونفطية عالمية. وقالت المصادر ان الشركة تستعين بخبرات «موتيفا» في تأمين مصادر النفط الأمريكي وتسعيره لتعزيز حجم تجارتها. وذكر أحد المصادر أنه نظرا لخبرة «موتيفا» في صناعة التكرير، فإنها قادرة على الحصول على أسعار جيدة للنفط الأمريكي.
يذكر ان «أرامكو للتجارة» تشتري في المقابل خام البصرة العراقي لحساب «موتيفا» عندما تكون الأوضاع في السوق مواتية. وأصبحت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم مع زيادة إنتاجها من الخام، ليربو على 12 مليون برميل يوميا، بفضل اكتشافات النفط الصخري، وهو ما دفع الصادرات الأمريكية إلى مستوى قياسي يتجاوز ثلاثة ملايين برميل يوميا منذ رفع حظر على تصدير الخام في 2015. وعلى مدار العام الأخير، زادت كميات الخام الخفيف الممتاز المعروف باسم خام غرب تكساس الوسيط في إنتاج الحوض البرمي، وهو أكبر حقل أمريكي للنفط الخام. وتماثل الكثافة النوعية لهذا الخام الخفيف تلك الخاصة بالمكثفات حسب مقياس «معهد البترول الأمريكي».
وقالت مصادر تجارية ان «أرامكو للتجارة» زادت مبيعات المكثفات بشكل خاص لشركات التكرير في كوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة، بعد أن توقفت تلك الشركات عن استيراد لقيم البتروكيميائيات من إيران بسبب العقوبات الأمريكية.
وإلى جانب توريد مكثفات «إيغل فورد» الأمريكية، قال أحد المصادر ان شحنات «أرامكو للتجارة» من خام غرب تكساس الخفيف قد تزداد مع توافر المزيد من الخام الخفيف للتصدير، بعدما ربطت خطوط أنابيب جديدة بين إنتاج النفط الصخري من الحوض البرمي والمرافئ النفطية على الساحل الأمريكي المطل على خليج المكسيك. وتخطت كوريا الجنوبية كندا لتصبح أكبر مشتر للنفط الأمريكي في يونيو/حزيران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية