ذكرى اغتيال خاشقجي تهيمن على شبكات التواصل وتتسبب في انتقادات جديدة للسعودية

حجم الخط
0

لندن – القدس العربي: تجددت الانتقادات للنظام الحاكم في السعودية على وجه العموم ولولي العهد محمد بن سلمان بشكل خاص، وذلك بالتزامن مع ذكرى مرور عام كامل على اغتيال الصحافي السعودي المعروف جمال خاشقجي الذي تمت تصفيته داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، وأثار مقتله ضجة عالمية واسعة.

وسرعان ما تصدر الهاشتاغ “#جمال_خاشقجي” قوائم الوسوم الأكثر تداولاً على شبكة “تويتر” في العديد من الدول العربية وتركيا، بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لمقتله في اسطنبول والتي صادفت يوم الثاني من تشرين الأول أكتوبر الحالي، فيما سارع عدد من الصحافيين من زملاء خاشقجي إلى نشر صورهم معه أو استعادة ذكرياتهم مع الرجل.

وأقيم في اسطنبول حفل تأبين كبير حضره مؤسس ومالك جريدة “واشنطن بوست” إضافة إلى عدد من الإعلاميين العرب والأتراك ومن بينهم المدير السابق لشبكة “الجزيرة” وضاح خنفر، إضافة إلى رئيس بيت الإعلاميين العرب في تركيا ومستشار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وشخصيات أخرى عربية وأجنبية.

وكتب الإعلامي في قناة “الجزيرة” جمال الريان مغرداً: “الأمير محمد بن سلمان أمام خيارين أحلاهما مر، إما تطبيق العدالة على من نفذوا عملية قتل جمال خاشقجي، وإما إعلانه رسميا عن تحمله شخصيا المسؤولية الجنائية لعملية القتل، وإلا فان عملية قتل جمال خاشقجي سوف تلاحقه حتى آخر يوم في حياته”.

ونشر المنتج التلفزيوني والكاتب والصحافي أسعد طه صورة عن بعض المراسلات الأخيرة بينه وبين خاشقجي، وكتب معلقاً: “من حين لآخر أعود إلى هذه الرسائل التي وصلتني منه تعليقاً على كتابي الذي أهديته إياه.. فوجئتُ بصراحته وسعدتُ بما ورد فيها.. لم يكن جمال ليتغير منذ عرفته أول مرة.. قبل أكثر من ربع قرن”. وأضاف: “أسأل الله له الرحمة رغم إنني -ببلاهة شديدة- ما زلتُ أنتظر أن تقع مفاجأة ما.. مفاجأة تفيد أن هذه النهاية لم تكن وأن هذه الوحشية لم تقع”.

أما الناشط المصري أحمد البقري الذي شغل سابقاً منصب “نائب رئيس اتحاد طلاب مصر” فنشر على “تويتر” صورة له بصحبة خاشقجي وكتب معلقاً: “في ذكرى اغتياله.. أراد الحمقى إسكات صوته، فأسمعوا صوته للعالم أجمع.. رحم الله الشهيد جمال خاشقجي وأسكنه فسيح جناته”.

وغردت سامية الهاجري تعليقا على تغيير اسم شارع السفارة السعودية في عاصمة هولندا إلى “شارع خاشقجي” حيث قالت: “سبحان من رفع أسمك ومكانتك. تم وضع اسمك أمام مملكة المناشير في هولندا”.

وغرد الدكتور محمد الصغير: “لفتة إنسانية من الحكومة الهولندية في ذكرى مرور عام على جريمة مقتل جمال خاشقجي حيث غيرت اسم الشارع الذي فيه السفارة السعودية إلى شارع خاشقجي”.

أما الصحافي الأمريكي من أصول عربية نظام مهداوي فنشر صورة القنصل السعودي في اسطنبول محمد العتيبي الذي شهد جريمة القتل والتقطيع وكتب متسائلا: “أتنام هانئ البال مرتاحاً؟ ألا تصعق منامك الحشرجات الأخيرة لجمال_خاشقجي؟ ألا تشاهد أعضاءه في كوابيس ليلك ونهارك؟ ألا ترى نفسك تحشر في نفس الفرن الذي التهمت نيرانه أعضاءه؟ أيخطر في بالك ان هناك آخرة حقا أم أن الأمان الذي يمنحك إياه محمد بن سلمان يكفيك عند ضميرك وحتى خالقك؟”.

في المقابل كتب الناشط السعودي الرشيدي صالح قائلاً: “كل من يحاول استغلال حادثة جمال خاشقجي الله يرحمه هم في الأصل ليسوا محبين له ولكنهم يلعبون على وتر العاطفة لتغذية أحقادهم الدفينة ضد السعودية ومحاولة لتشويه صورتها أمام العالم”.

وخصصت الصحافية السعودية المقيمة في باريس إيمان الحمود حلقة من برنامج “نافذة على العالم” لذكرى خاشقجي تحت عنوان: “أي صورة للسعودية بعد عام على مقتل خاشقجي؟”.

وغرد الحقوقي والإعلامي المصري المعروف هيثم أبو خليل قائلاً: “في مثل هذا اليوم قامت عصابة آل سعود التي تساند الظلم والبغي في كل بلادنا، وبلاد الحرمين منها براء، بإستدراج الإعلامي جمال خاشقجي إلى داخل قنصلية بلاده في إسطنبول ثم قتله وتقطيع وحرق جثمانه، وما زالت العدالة خارج الخدمة لأن محمد بن منشار لم يتم إعدامه بعد”.

وكتب نضال السبع: “بعد مرور عام على قضية جمال خاشقجي، من حقنا أن نسأل اردوغان، أين التحقيقات التي صدعت رؤوسنا بها؟ أين التسجيلات التي كنت تتحدث عنها؟ بل أين الكاميرات والموسيقى التي كان يستمع لها الدكتور صلاح الطبيقي؟”.

وكتب ناشط يغرد على “تويتر” باسم مستعار قائلاً: “لا أعلم متى سيتم الكشف عن مقتل الشهيد جمال خاشقجي والمغدور عبد العزيز الفغم.. ولكنني أعلم ان محمد بن زايد هو المسؤول عن كُل ما يحصل للمملكة”.

وغردت مديرة الأخبار والبرامج السياسية في قناة “الجديد” اللبنانية مريم البسام: “2 تشرين الأول/اكتوبر قبل عام دخل القنصلية السعودية في اسطنبول، تم تقطيعه بمزاج اجرامي عالٍ، اختفت الجثة، وبعد عام كامل لم يُحاكم أحد، والنظام العالمي يتسامح مع القاتل وأصبح شريكاً له وهو في حد ذاته جثة.. العدالة كرتون، وكل حكم بالأرض باطل.. أين الجثة؟ العالم جثة”.

وكتبت الصحافية وجد بوعبد الله: “عام على اغتيال جمال خاشقجي.. في مثل هذا اليوم من عام 2018 دخل خاشقجي مبنى قنصلية السعودية في إسطنبول ولم يخرج. لم يدفن، ومصير جثته التي قطعت إرباً مجهول إلى اليوم”.

يشار إلى أن مدناً عدة حول العالم شهدت فعاليات لإحياء ذكرى اغتيال خاشقجي، ومن بين هذه الفعاليات ما حدث أمام السفارة السعودية في باريس حيث قام ناشطون من منظمة “مراسلون بلا حدود” بوضع أطراف من مجسم جسد مقطع كخطوة رمزية للتذكير بجريمة قتل خاشقجي وتقطيع جثته.

وقالت المنظمة في تغريدة على تويتر: “ولي العهد (السعودي) الأمير محمد بن سلمان لم يحاسب بعد”.

وفي العاصمة الأمريكية واشنطن قامت منظمة “مراسلون بلا حدود” أيضا بالتعاون مع الفنان البصري روبن بيل بعرض بصري على واجهة متحف “نيوزيوم” الشهير للتذكير بجريمة قتل خاشقجي.

وقالت المنظمة إن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بتورط الحكومة السعودية في قتل خاشقجي الذي كان كاتب رأي في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

كما أطلقت منظمة “حقوق الإنسان أولا” الأمريكية عريضة إلكترونية تهدف إلى دفع الكونغرس بمجلسيه إلى معاقبة قتلة الصحافي السعودي وإنهاء “الغطاء الذي يوفره البيت الأبيض لولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.

كما نظّم صحافيون ونشطاء وقفة أمام السفارة السعودية في العاصمة الألمانية برلين منددين باغتيال خاشقجي ومطالبين بمحاكمة قتلته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية