ذهب الشريك

حجم الخط
0

لم يسبق ان صادفت اسم أو صورة وزيرة خارجة ليختنشتاين، ويخيل لي اني لم أزر هناك في أي مرة، ولكن هذا الاسبوع، في خطابها أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة قبل وقت قصير من خطاب نتنياهو قالت أمورا ذات مغزى. فقد قالت اورليا بريك: «كان الرجال مسؤولين على مدى سنوات طويلة جدا عن شؤون الحرب والسلم على حد سواء – ونتائجهم لم تكن جيدة كثيرا».
السيدة بريك محقة تماما. صورة الوضع في العالم بالادارة الرجالية لا تتطابق وإرادة الجماهير في أرجاء العالم ممن يريدون العمل بكرامة وان يكون لهم ولعائلاتهم الطعام والمأوى. وإذا ما اضيف إلى ذلك التعليم، جودة الحياة والبيئة، الخدمات الصحية والرفاه في مستوى جيد – ممتاز.
أما الخطاب البائس لأبو مازن قبل اسبوع من منصة الأمم المتحدة فقد أعاد الثقة بين الشعبين ثلاث سنوات إلى الوراء. وينبغي الافتراض بان رئيس السلطة كان على وعي بذلك، ومشكوك ان تكون محافل الاستخبارات في الجانب الإسرائيلي فوجئت. ومثلما كتبت قبل اسبوعين، يتمتع أبو مازن بمكانة رئيس دولة دون المسؤولية عن دولة.
هذا الوضع مريح له، وهو يخشى اتخاذ قرارات أليمة والوصول إلى اتفاقات. فمع اسرائيل يقيم علاقات خاصة من «الجهة المعتدلة» حيال حماس من جهة، وعلى الفور عندما «يمتلىء الدلو بالزيت الطيب» لعجلات المفاوضات – فانه يركله.
يعرف أبو مازن جيدا بان أقوال التشهير والخداع التي القاها لن تلقى الحزن أو الاكتئاب في الجانب الإسرائيلي، بل الفرح والبهجة وستترجم على الفور إلى رسائل «لا شريك»، «تمزيق القناع» و «قلنا لكم».
وفقط قبل شهر، في الجرف الصامد وبعدها، اتخذ أبو مازن للحظة صورة الحليف للتقدم مع اسرائيل، مصر والاردن حيال حماس ومنظمات إرهابية أخرى. أما الان فهو يظهر مرة أخرى كمن وضع مصلحة شعبه جانبا من اجل منفعته الشخصية، ويوفر لحكومة اسرائيل وقادتها كل الرسائل الصحيحة من ناحيتهم. المشكلة هي اننا، شعب إسرائيل، وإلى جانبنا الشعب الفلسطيني «نأكل الطين» للزعامة الناجية عبر تغذية العداء المتواصل، وهذا حقا محزن بعض الشيء.
وعندما يأتي هذا مع أول المطر والسماء المتلبدة ومع فهم ما يحصل من حولنا، فان هذا باعث على الاكتئاب بعض الشيء.
هذا الاسبوع، عند اجماله لحملة الجرف الصامد في الندوة في تل أبيب، قال وزير الدفاع موشيه بوغي يعلون انه لم يتبقَ لدى حماس سوى 2.000 صاروخ من أصل نحو 10.000 كانت بحوزتها في بداية الحرب. حسنا؟ وماذا في ذلك؟ ماذا بالضبط يهم هذا؟ إذن بقي 2.000 وفي الاشهر القادمة سينتجون 8.000 صاروخ آخر، إنْ لم يكن أكثر، وحتى عندها فان هذا لن يعني شيئا.
بعد تحقيقات الجيش الإسرائيلي سيتوجب فحص وتغيير عموم التفكير والنهج حيال تهديد حماس (وبالمناسبة، تحقيقات معاهد البحوث على انواعها تسبق قليلا تحقيقات الجيش الإسرائيلي، والتي يبدو انها تجرى بجذرية أكبر).
ان الدرس الواجب من الجرف الصامد هو ان مطاردة وسيلة الاطلاق وكذا الاطلاق للصاروخ لم تثبت نفسها.
لقد هاجم سلاح الجو آلاف حفر الاطلاق، المخازن، مواقع الإنتاج ومنصات الإطلاق، ولكن حماس اطلقت النار حتى اليوم الاخير من الحملة. ما غير النتيجة النهائية لـ «حرب الخمسين يوما» الغريبة التي جرت هنا هو منظومة «القبة الحديدية» (التي لن تتمكن من توفير ذات مستوى الخدمة في معركة أوسع، مع حزب الله مثلا). وهذه مرة أخرى فرصة للإعراب عن التقدير لعمير بيرتس على إصراره.
من الجهة الأخرى، ما أدى إلى الاحساس بتفويت الفرصة والاحباط في الايام الاخيرة للحملة كان اطلاق النار من حماس نحو غلاف غزة ونحو مناطق الدخول، والتي الحقت ضررا شديدا بالبلدات وبالسكان وفي بعض الحالات كان هذا اكثر من ان يحتمل. فقد هجرت البلدات وموت الطفل دانييل تريغرمان ابن الاربع سنوات أدخلت دولة كاملة في حداد وطني.
ان الحل اللازم الان هو العثور على جواب لحماية بلدات الغلاف. فالانذار المبكر والحماية الناجعة لغلاف غزة سيكونان المفاجأة الاستراتيجية للجولة القادمة. وبالتالي فان عدد الصواريخ التي كانت وتبقت حقا لن يكون هاما. العكس هو الصحيح – في مثل هذا الوضع سيكون من الافضل ان تستثمر حماس في انتاج الصواريخ وبقدر أقل في أمور اخرى. كل هذا، بالطبع إلى ان يأتي السلام إلى المنطقة، إلى ان تحقق اسرائيل تجريد القطاع إو إلى ان يحكم العقل السليم.

معاريف الاسبوع 3/10/2014

آفي بنياهو

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية