القاهرة – ‘القدس العربي’ أهم الأخبار في صحف مصر امس كانت تصريحات اثنين من المتحدثين باسم رئاسة الجمهورية لأنهما أعادا التأكيد للمرة المائة أو المائتين على فوضى الحكم في مصر، أو لنقل تعمد إثارة الفوضى في تحديد المسؤوليات، حتى لا تتوجه أصابع الاتهام إلى مسؤول محدد، سواء كان الرئيس، أو مرشد الجماعة، أو قياداتها، فقد خرج علينا أحد المستشارين للرئيس وهو أيمن علي ليقول ان تصريحات عضو مكتب الإرشاد ورجل الأعمال والطبيب، ومستشار الرئيس للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، عصام الحداد، لا يعبر عن رأي الرئاسة في البيان الذي أصدره باللغة الانكليزية عن أحداث الكاتدرائية، واتهم فيه الأقباط بالبدء بالاعتداءات. ثم يخرج ايضا ايهاب فتحي في مؤتمر صحافي، وهو متحدث باسم الرئاسة، ليقول ان عصام الحداد لم يتهم الأقباط، وإنما كان يتحدث عن معلومات أولية، أي أن مستشار الرئيس، اتصل من وراء ظهره بوزير الداخلية الإخواني اللواء محمد إبراهيم وسأله فأعطاه معلومات غير مؤكدة، فأذاعها دون عرضها على رئيسه، وقال ايهاب ايضا ان الرئيس وجه الإدارة القانونية بالرئاسة بسحب البلاغات المقدمة ضد عدد من الصحافيين بإهانته، أي اعترف بطريق غير مباشر بالبلاغات بينما كانت الرئاسة تنفي من قبل تقدمها بها، أيضا أكد عدد من قادة الجماعة معارضتهم إقالة وزير الداخلية بسبب أحداث الفتنة، واتهام الشرطة بإلقاء قنابل الغاز على الكاتدرائية ونفي ايهاب كذلك وجود أي خلافات بين الرئاسة والجيش.
بينما نشرت الصحف تصريحات لفريق صدقي صبحي رئيس هيئة الأركان وهو في ليبيا، قال فيها إن القيادة لحالية تتعلم من القادة السابقين وعلى رأسهم المشير حسين طنطاوي، وهو تحد علني، وإن كان غير مباشر للإخوان، وتصعيد في مواجهة تصعيد الإخوان بمهاجمة قادة الجيش السابقين، هذه أهم الأخبار والأحداث، رغم ان الحدث الذي استحوذ على الاهتمام كان إعلان رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم، في مؤتمر صحافي في الدوحة مع رئيس الوزراء المصري هشام قنديل، أن بلاده وافقت على شراء سندات مصرية بمبلغ ثلاثة آلاف مليون دولار، طبعاً بفائدة سنوية ثابتة، والإعلان عن بحث إمداد مصر بالغاز لمواجهة كارثة انقطاع الكهرباء في الصيف، وإعفاء الشركات المصرية من شرط الكفيل القطري.
وإلى بعض مما عندنا:
تعيين النائب العام الإخواني
أربك المشهد السياسي في البلاد
ونبدأ بمعارك الإخوان المسلمين، وكان زميلنا الرسام أحمد دياب قد أخبرني في جريدة ‘الاثنين’ الاسبوعية المستقلة، بخبر عجيب، وغريب، وحقيقي وليس حلماً، وهو انه شاهد كبشاً ضخماً يجلس فوق كرسي، ويقول لعدد من الخرفان: مااااء.
وبدلا من أن يجيبوه، مااااء، فوجىء بهم يتحدثون مثلنا، ويقولون له: – سمعمع، وطعكع. أي بالعربي الفصيح سمعاً وطاعة.
هذا، وكنت قد نسيت وما أنساني إلا الشيطان، بالإضافة طبعاً إلى الشيخوخة قول الطبيبة أميرة أبو الفتوح وهي من المؤلفة قلوبهم وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، في ‘الأهرام’ يوم الخميس قبل الماضي، عين حكم دائرة القضاة في محكمة الاستئناف ببطلان قرار الرئيس تعيين النائب العام الإخواني المستشار طلعت إبراهيم: ‘لا شك أن هذا الحكم أربك المشهد السياسي في البلاد وزاده تعقيداً وهلل له أنصار النظام القديم والمعادون للإخوان المسلمين واستثمروه سياسياً بينما صدم به المؤيدون الحقيقيون لثورة 25 يناير وأخص هنا الحقيقيين لأن الكثير ممن شاركوا في الثورة وتنكروا لأهدافها وتنصلوا من مبادئها ووضعوا أيديهم في أيدي رموز النظام الذي أسقطوه بمجرد اعتلاء الدكتور محمد مرسي سدة الحكم في البلاد لمجرد كراهيتهم للإخوان المسلمين، وهكذا دخلت المكايدة السياسية في مصير الوطن، أعود فأقول أن تلك الفئة ترى أن بعض القضاة يستخدمون لضرب الثورة في مقتل وهذا من أركان الدولة العميقة التي تعوق مسيرة التقدم في البلاد أما الفئة الأخرى المتصارعة فترى فيهم طوق النجاة والأمل للعودة لحكم البلاد من جديد’.
أي كلام والسلام، يا عبدالسلام، كما يقولون، ولولا الملامة لأني لأ أطيق الدخول في معارك مع الجنس اللطيف لأني سأفرم نفسي مجاملة لهن، لذكرتها بما كانت تكتبه عن السيدة سوزان مبارك، ولكن ماذا تفعل مع المؤلفة قلوبهم من أصحاب خُمس الغنائم.
‘أخبار اليوم’: المؤلفة
قلوبهم ايام زمان والان
وما أن سمع صاحبنا الإخواني وعضو مجلس الشعب الأسبق عن الإسكندرية حمدي حسن، قولي حتى سارع مشكوراً بإعطائي نبذة عنهم فقال يوم السبت في ‘أخبار اليوم’: ‘لما ولى أبو بكر رضي الله عنه جاء المؤلفة قلوبهم لاستيفاء سهمهم جرياً على عاداتهم مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكتب أبو بكر لهم بذلك فذهبوا بكتابه إلى عمر ليأخذوا شهادته على الكتاب فمزقه وقال: لا حاجة لنا بكم فقد أعز الله الإسلام وأغنى عنكم فإن أسلمتم والا السيف بيننا وبينكم، فرجعوا إلى أبو بكر غاضبين وقالوا له: أأنت الخليفة أم هو؟ فقال بل هو والله إن شاء وأمضى ما فعله عمر.
ذكرني فريق المنتفعين من أركان النظام المخلوع وكهنته بالمؤلفة قلوبهم غير أن المخلوع كان بتآلف جيوبهم فهم لا قلوب لهم، أتعجب من أن هذا الفريق لم يلق الضوء على أي عمل إيجابي أو حتى يتبنى أي دعوة بناءة أطلقها الرئيس الدكتور مرسي منذ مجيئه وحتى الآن ولم يتبن إلا ما يشوهه ويشوه حكومته، يأبى الله إلا أن يفضح هؤلاء المؤلفة جيوبهم حين لم يعطوا أي اهتمام للإنجاز الكبير لفريق كرة القدم للشباب الذي أحرز بطولة أفريقيا استمرارا لمبادئهم الفاسدة وهم من كانوا يهتفون ويهللون أيام المخلوع إذا أحرز الفريق هدفاً أو فاز في مباراة وهذا التحول نكاية في الفريق ومدربه حين تغيرت الوسائل والأهداف والمقاصد والدعاية وحتى طرق الاحتفالات، أيها المؤلفة جيوبهم لا نريد مدحكم فهو عار ولا نريد أضواءكم فهي ظلام ولا نريد عدلكم فأنتم ظلمة ولا نريد حواركم فأيديكم ملطخة بالدماء، أيها المؤلفة جيوبهم اعلموا أن الطحالب على سطح المياه لا تمنع سفينة من المرور وأعلموا أن الفئران لا تبني حضارة ولكنها قد تهدمها بالطاعون ولن نسمح لكم ولا يبقى لكم يا أيها المؤلفة جيوبهم إلا أن تتطهروا فتطهروا واستقيموا يرحمنا ويرحمكم الله’.
مصر بدأت تستعيد
دورها الافريقي
ومن الذين حاولوا تضليلنا من هؤلاء الإخوان المساكين، زميلنا في ‘اليوم السابع’ هاني صلاح الدين الذي قال يوم الثلاثاء بثقة شديدة: ‘وجدناهم عندما بدأت مصر تلعب دورها الطبيعي في المنطقة الأفريقية وعلى رأسها السودان التي تسبب نظام جمال عبدالناصر في فصلها عن مصر ولعل الكثير استشعر أن زيارة الرئيس للسودان الأخيرة بدأت تؤتي أكلها من خلال الاتفاقيات التي عقدت بين الطرفين حول مشروعات زراعة القمح وتخصيص مليوني فدان لرجال الأعمال المصريين وذلك بخلاف مشروعات الثروة الحيوانية التي ستحل أزمة اللحوم، بينما وجدنا في نفس الوقت بدأت قوى المعارضة الأشاوس تثير مشكلة حلايب وشلاتين التي أدعوا أن الرئيس مرسي وعد بعودتهما للسودان وذلك بالرغم من النفي التام من السودان ومصر لهذه الأكذوبة.
كما وجدنا أن التقارب المصري الإيراني أثار رعب توابع أمريكا بمصر من القوى الليبرالية التي شنت هجوماً حاداً على هذا التقارب الذي أزعج أسيادهم الأمريكان، بل إن زيارة الرئيس لباكستان أعقبه سيل من الأخبار الكاذبة وعلى رأسها مقابلة الرئيس بأيمن الظواهري، أنها محاولات مجرمة لإفشال الرئيس مرسي وإرباك نظامه وجره لمعارك جانبية لكنهم لن ينجحوا فيها إن شاء الله’.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ ماذا نقول عن هؤلاء الناس وأمانتهم؟ الذي قال ان الرئيس وعد الرئيس السوداني عمر البشير بإعادة حلايب وشلاتين للسودان هو مستشار البشر نفسه موسى محمد أحمد، وأذاعه على العالم، وأعقبه مباشرة نشر موقع الإخوان خريطة لمصر بدون حلايب وشلاتين.
ولم يكن للمعارضة أي ذنب في ذلك، فلماذا لم يتهم موسى بأنه يعمل مع المعارضة المصرية ضد البشير ومرسي؟
مهرجان الجنادرية السعودي
واستضافة اعداء الاخوان
ونترك هاني في ‘اليوم السابع’ لنتوجه في نفس اليوم الى ‘الحرية والعدالة’ لنكون مع زميلنا وصديقنا الإخواني محمد عبدالقدوس، وهو أكثر الإخوان أمانة ونزاهة وانسجاماً مع مواقفه، وكانت معركته ضد السعودية، وقوله عن مهرجان الجنادرية.
‘يلاحظ أن الغالبية الساحقة من لمدعوين المصريين في هذا العام والأعوام السابقة أيضاً من غير المنتمين للتيار الإسلامي وهذا هو سؤالي الأول والبريء! الفضائيات التابعة للسعودية مثل ‘أوربيت’ و’العربية’ و’إم بي سي مصر’ وغيرها حيث ألاحظ دوماً الهجوم على التيار الإسلامي في مصر وخاصة الإخوان، طيب ليه؟! وهل هذا يتفق مع الحرص على العلاقات الطيبة بين البلدين؟ وأرفض أن يكون الرد أن هذه الفضائيات حرة! فكل إنسان يعرف أن تلك المقولة غير صحيحة بالمرة! وعندي سؤال بريء جداً يتعلق بتلك القنوات التابعة للمملكة التي تؤكد دوماً حرصها على تطبيق شرع الله! حيث لاحظت أنه لا توجد مذيعة واحدة محجبة ولو من باب ذر الرماد في العيون!
وآخر ما قرأته كان مقالاً لرئيس قناة العربية السعودية وقد اتهم في مقاله الرئيس المصري بأنه حاكم مطلق! وأترك ما قاله للقارىء الذكي لكي يتأمله! ولا أدري لماذا تذكرت الحكمة القائلة: إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف غيرك بالحجر!’.
‘الوطن’: لماذا لا يحول الاخوان
مقر المقطم لمركز لتحفيظ القرآن؟
وكان في انتظارهم القارىء أحمد محمود سلام الذي قال في رسالة نشرتها له ‘الوطن’ في نفس اليوم في باب البريد الذي تشرف عليه زميلتنا الجميلة سماح عبدالعاطي، واقترح القارىء العبقري على الإخوان ما يلي: ‘تبرع الإخوان بمقر المقطم ليكون مقراً لمدرسة تحفيظ قرآن! المرشد بديع يتخلى عن لقب المرشد ويعود طبيباً بيطرياً في رسالة وجها للشعب ندماً على تضييع وقته فيما لا يجدي، محمد مرسي يطبق الحديث النبوي القائل ‘العلماء ورثة الأنبياء’ ويتخلى عن منصبه كرئيس للجمهورية ليعود أستاذ بكلية الهندسة بجامعة الزقازيق للاستفادة بعلمه الغزير قبل أن يتبخر بالبقاء رئيساً، جماعة الإخوان المسلمين تعتذر للشعب وتغير اسمها لحزب الفضيلة وتكتفي بالدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، أعضاء الإخوان المسلمين يتقدمون باستقالاتهم الجماعية من الجماعة لتركها السياسة ويؤسسون حزباً سياسياً تحت اسم ‘الإخوان الجدد’.
الفنانة لبنى عبدالعزيز
تعترف بانها ناصرية
وإلى المعارك السريعة والخاطفة وأولها ستكون من نصيب الجميلة الفنانة لبنى عبدالعزيز التي نشرت لها جريدة ‘روزاليوسف’ يوم الخميس قبل الماضي حديثا في صفحة فنون التي تشرف عليها زميلتنا الجميلة غادة طلعت وأجرته معها جميلة أخرى هي زميلتنا سهير عبدالحميد، فاللهم اجعل كل زبائن التقرير من الجميلات فقط، المهم لبنى قالت: لتغيظ أصحاب، الستينيات، وما أدراك ما الستينيات، وأن خالد الذكر طرد اليهود من مصر وعليهم العودة لنعطيهم نحن لإخوان المسلمون ثلاثين مليار دولار تعويضات، قالت: ‘أنا أعتبر نفسي ناصرية الهوى فعندما قامت الثورة كان عمري وقتها عشر سنوات وتفتحت عيني على ثورة 23 يوليو والمشروع الناصري فقد غير عبدالناصر نظرة الغرب لنا ورنين كلامه وقراراته يسمع في كل أنحاء العالم بعد ان كان السمعة المعروفة عن مصر بأنه يحكمها ملك فاسد، كن يرعى الفن بصفة عامة وليس اهتماماً خاصا بشخصي لكنه دائماً عندما كنت ألقاه يقول لي ‘يا شقية’ وأذكر أن رئيس التليفزيون الاسبق أمين حماد قل لي أن الرئيس عبدالناصر يريد مني تقديم برنامج تليفزيوني في بداية نشأة التليفزيون لكني اعتذرت لأني أعشق الإذاعة وأعتبرها بيتي الذي نشأت فيه’.
وإسعاد يونس تشبه حكومة
قنديل بالمعزة رشيدة
وإلى نجمة أخرى، جميلة وخفيفة الظل وتكتب الشعر، وهي إسعاد يونس، التي خاضت في اليوم التالي – في مقالها كل جمعة بـ’المصري اليوم’ تسعة معارك قالت في اثنتين منها معلنة فيهما انحيازها للإخوان المسلمين، هما: ‘- تهددنا حكومتنا الرشيدة، هو رشيدة ده مش كان اسم معزة أو نعجة في كتب القراءة زمان واحنا عيال، المهم انها تهددنا بأن الكهرباء حاتقطع في الصيف مرتين في اليوم، انهو مرتين؟
طولهم قد إيه المرتين؟ في انهون محافظة؟! ولا هما هايكعشبوا المرتين ويرموهم في خلقتنا واحنا نغمض عينينا وحادي بادي؟! ولا حايفجئونا كل يوم ويخضونا؟
– باسم يوسف بيدفع تمن نقل دم بعض المشاهدين الجدد الذين حلوا بوطننا هابطين علينا من عوالم لا نعرفها، وحتى مش راكبين أطباق طايرة، لكن غطيان ازيار ما تعرفوش متقفلة في أنهي كوكب، هؤلاء الناس لا يهشون ولا يبشون ولا يكركعون البتة، كروشهم تهتز فقط مع الانبهار بجسد أنثى أو صينية عكاوي وشوية ثريد، وهم عندما يتهورون اتيين بفعل التهزير – والعياذ بالله – من وجهة نظرهم يعني، تجدهم يقذفون في وجوهنا بأقراص جلة نصف متماسكة، تلطخك في وشك بدعوى أنها نكتة، هكذا نراهم على قنواتهم وشبكات تواصلهم الالكترونية’.
إييه، إييه وهكذا ذكرتنا إسعاد – أسعدها الله – بالذي كان ياما كان أيام الشباب، ذكرها اسم أكلة العكاوي، ولمن لا يعرف ما هي العكاوي، نخبره انها ذيل البقرة والجاموسة، يتم تنظيفه وتقطيعه، وعمل أكلة جميلة منه، كانت تزين شقيقتها لحمة الرأس، ولم يكن هناك مطعم مشهور بإعداد لعكاوي ولحمة الرأس لا نعرفه في القاهرة، وكانت هناك ثلاثة بيوت متخصصة في إعداد لحمة الرأس، لا نعرفه في القاهرة، وكانت هناك ثلاثة بيوت متخصصة في إعداد لحمة الرأس، نترك زميلنا وصديقنا الراحل الكبير ومن ظرفاء مصر يوسف الشريف، ونترك زميلنا وصديقنا مصطفى بكري عضو مجلس الشعب السابق ورئيس تحرير ‘الأسبوع’، ومنزلنا أيضاً، وكان أكرنا نهما لهذا النوع زميلانا وصديقينا والأديبان الكبيران جمال الغيطاني ويوسف القعيد، أيام وولت.
الفتنة الطائفية واستخدام
الانظمة المصرية لها
وإلى ما يوجع القلب ويكسر روحنا الوطنية، وهل هناك أكثر من الفتنة الطائفية بيننا وبين أشقائنا الأقباط وجعاً ل وكسر لها؟ والأخطر هذه هي المرة، ان من يقوم بها تيار ديني يحكم مصر ويفتعل معركة وهمية، وهي المشروع الإسلامي الذي يتآمر الأقباط وكنيستهم الارثوذكسية مع كبار قريش من جبهة الخراب الوطني لمحاربته بعد أن كان نظاما السادات ومبارك يستخدمان الفتنة لتخويف الأقباط من خطر اسمه الإسلاميين، نفس الأساليب والتكتيكات الخبيثة والمخربة، يمارسها الإخوان وحلفاؤهم لتمزيق مصر وإشعال حريق ديني طريق وحيد لاستمرارهم في الحكم، وتقديم خدماتهم لمن يتهمونهم بالعالم الصليبي، والاتهام يلاحقهم مهما أنكروا مثلما يلاحق السادات ومبارك، وأي قيادات مسلمة أو مسيحية في عهديهما شاركت في هذه اللعبة التي ستنقلب إن شاء ربك الكريم، على الإخوان مثلما انقلبت على السادات ومبارك.
‘الحرية والعدلة’: غريب ان يحمل الاقباط
الاخوان مسؤولية ما جرى بالكاتدرائية؟
ومن أبرز ما نشر كان يوم الأربعاء في جريدة ‘الحرية والعدلة’ لزميلنا الإخوني عبدالحكيم الشامي وقوله: ‘غريب جداً أن يهتف بعض الأقباط داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ضد الإخوان ومرشدهم في سابقة لم تحدث في تاريخ الكنيسة المصرية خاصة أن المناسبة كانت ‘قداساً على أرواح من قتلوا في أحداث قرية الخصوص يوم السبت الماضي، القساوسة كانوا شهوداً على المظاهرة الخماسية التي ‘سيست’ القداس وطالبت بإسقاط حكم المرشد ولم يتحرك أحد منهم لرد المتظاهرين الى جادة الصواب وتذكيرهم باحترام الموقف والمناسبة وعدم الشوشرة على المصلين على أرواحهم من ماتوا وتعكير صفو الجو الروحاني للكنيسة، الإخوان ومرشدهم بطبيعة الحال لم يكونوا طرفاً في أحداث الخصوص وما تلاها من أحداث عند الكاتدرائية يوم الأحد وسقط فيها قتلى جدد لكن ما يلفت الانتباه هو أن ‘شعب الكنيسة’ استدعى للمشهد الجنائزي هتافات تعبر عن موقف سياسي معاد للإخوان وللمرشد العام وهو ما يمثل امتداد لمواقف انحاز فيها الإخوة الأقباط لكل من يعادي الإخوان أو بشكل أدق ‘المشروع الإسلامي’، وبالأخص الاستفتاءات والانتخابات التي جرت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، الواضح في مشهد الكنيسة وما سبقه من مشاهد هو تنامي حالة الكراهية لدى غالبية الأقباط للإسلاميين عموماً وهو أمر مستغرب ويؤشر لوجود علامات خطر يجب التوقف عندها، فالإسلاميون والإخوان منهم بشكل خاص لا يعادون الأقباط ولا يوجد في أدبياتهم ما يحض على كراهيتهم أو الإساءة إليهم بل العكس هو الصحيح ولا ننسى أن من سار في جنازة الإمام البنا رجل شجاع مسيحي مصري واحد يذكره التاريخ ولا ينساه على حد قول المرشد العام الحالي الدكتور محمد بديع وهو لمن لا يعرفه مكرم عبيد باشا أحد زعماء الأقباط وأحد أقطاب حزب الوفد في ذلك الوقت’.
هتافات داخل الكاتدرائية
المرقسية ضد الحكومة
وكثيراً ما تعجبني معلومات هؤلاء الناس ولا أعرف أين قرأوا عنها، أم سمعوا بها مجرد سماع، فأولا ليست هذه أول مرة تحدث فيها هتافات داخل الكاتدرائية المرقسية ضد الحكومة أو من بيدهم الحكم، ومن بيده الحكم الآن المرشد والإخوان حدث ذلك أول مرة عام 1951 أيام حكومة حزب الوفد بزعامة خالد الذكر مصطفى النحاس باشا وأثناء حرب الفدائيين في منطقة قناة السويس ضد قوات الاحتلال البريطاني، وميول الأقباط كلها كانت نحو الوفد منذ ثورة مارس الشعبية عام 1919 بقيادة خالد الذكر سعد زغلول باشا، إذ احتشد الأقباط داخل الكاتدرائية المرقسية وكانت في حي الأزبكية وقتها في الشارع الموازي لشارع الجمهورية الآن الواصل من شارع رمسيس وحتى ميدان قصر عابدين وأخذوا يهتفون ضد الحكومة بسبب تعرض كنيسة السويس الى هجوم وحرق، واتهموا مسلمين بها، وشارع النحاس بالذهاب بنفسه الى المتظاهرين في الكاتدرائية، وخطب فيهم، وأكد انها مؤامرة من جمعة تعمل لحساب المخابرات البريطانية، هي جماعة الحرية، اقنعوا المتظاهرين ان هناك جواسيس انجليز اختبأوا في الكنيسة، وتعهد بإصلاح الأضرار على نفقة الحكومة، لكن الكنيسة رفضت وأكدت انها ستتحمل التكاليف كما أعلن المتجمعون تشكيل كتيبة فدائيين أطلقوا عليها اسم كتيبة الشهيد مار جرجس للانضمام للفدائيين الذين يقاتلون الانكليز.
اغتيال البنا وموقف
مكرم عبيد باشا
أما قوله عن أن الإخوان لم يعادوا الأقباط أيام حسن البنا، فهو صحيح تماماً، وصحيح ان أربعة و خمسة فقط ساروا في جنازته بعد اغتياله من الحكومة في الثاني عشر من فبراير سنة 1949 رداً على اغتيال الإخوان رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، ومن بين الذين شاركوا في الجنازة التي خرجت من مسجد المنيل، كان مكرم عبيد باشا، لكنه لم يكن في ذلك الوقت من أقطاب حزب الوفد، كما قال عبدالحكيم وإنما كان رئيسا لحزب الكتلة الوفدية، الذي نشق عن الوفد وشارك مع أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي في إعداد ما سمي بالكتاب السود ضد النحاس ووزرائه، من عام 42- 1944، وكان من قبل سكرتيراً عاما لحزب الوفد، وعندما انشق لم يتبعه الأقباط وكان مكرم نزيها ومناضلا وخطيبا مفوهاً، ومفكراً وحافظاً للقرآن الكريم، ومؤمناً بالعروبة وبقضية فلسطين لأبعد مدى، لكن عبدالحكيم لم يسأل نفسه، ولماذا تغير موقف الإخوان من الأقباط وتغر موقف الأقباط منهم بعد عودتهم للحياة السياسية عام 1974؟ أنا أذكره بعدة مواقف فقط، وهو مشاركتهم السادات في مهاجمة البابا شنودة واتهام الأقباط بإثارة الفتن الطائفية، أيام المرشد الثالث عمر لتلمساني ثم غير موقفه بعد خروجه من المعتقل عام 1982، ولأول مرة يفاجأ المسلمون والأقباط معا بمرشد الإخوان الخامس مصطفى مشهور الذي خلف محمد حامد أبو النصر يطالب بعدم قبول الأقباط في الجيش ودفعهم الجزية، وهل أكمل له مواقفهم المتتالية السوداء، وفي ديسمبر الماضي، وبمواقف متطرفين أقباط أيضاً يخدمون عملياً أهداف الإخوان؟
‘المصريون’: لم تكن الثورة المصرية
على مزاج الكنيسة المصرية
ثم نتحول من ‘الحرية والعدالة’ إلى ‘المصريون’ في نفس اليوم لنكون مع صاحبنا السلفي المسكين هشام النجار وقوله: ‘لم تكن الثورة المصرية على مزاج الكنيسة المصرية فهي ثورة على نظام مبارك الذي أعطاها من الامتيازات التي لم تكن تحلم بها ورسخ في قابلية المجتمع المصري لأن تكون هناك سلطة وكيان خارج إطار القانون والمحاسبة، الكنيسة المصرية لا يهمها إقامة نظام ديمقراطي عادل تُعاد فيه الحقوق السياسية والاقتصادية لأبناء الوطن بمختلف انتمائاتهم إنما يهمها فقط بصفة أساسية إعاقة هذا التحول للحفاظ على مكتسباتها السابقة وعدم مطالبتها بشيء لا ترغب في إعطائه والإفصاح عنه، إضافة الى تحالفات أيديولوجية بطابع سياسي، مثل التحالف مع الناصريين واليساريين على رأسهم حمدين صباحي والتحالف مع الشيعة وبعض فصائل التصوف التي تتبنى مناوئة التيار الإسلامي، المشهد متشابك والتحديات خطيرة والجهود التي تبذل جبارة – كان آخرها افتعال أحداث الخصوص والكاتدرائية – وقد انضوى في احلف المناوىء للثورة كل الفاشلين وكل المتورطين في أعمال إجرامية سابقة ومعظم الكارهين لحكم الإسلاميين’.
تحالف الكنيسة مع الشيعة ضد الإخوان؟ يا سبحان الله على أمانة المسلم المتدين؟ وهل السلفيون الذين يشنون الهجمات ضد الرئيس مرسي والإخوان بسبب علاقاتهم مع إيران وسماحهم للسائحين الإيرانيين، واتهامهم لمرسي والجماعة بفتح أبواب مصر للتشيع، هل هؤلاء الذين ينتمي إليهم هشام، يعتقدون ن رئيس الجمهورية هو تواضروس الثاني وأن الكنيسة لا جماعة الإخوان هي التي تحكم مصر؟