رئيس الاركان يأمر باستلام مقار ‘درع ليبيا’ بعد اشتباكات في بنغازي ادت لسقوط 31 قتيلا
9 - يونيو - 2013
حجم الخط
0
طرابلس ـ وكالات: دعا البرلمان الليبي امس الأحد الليبيين إلى تغليب لغة الحوار ومصالح الوطن واستشعار خطورة الموقف بعد الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة بنغازي وراح ضحيتها 31 قتيلا، فيما اصدر رئيس الاركان الليبي قرارا يأمر فيه باستلام مقار قوات درع ليبيا التي تضم ثوارا سابقين قاتلوا قوات العقيد القذافي وذلك بعد ان قامت وزارة الدفاع بدمج اعداد كبيرة منهم، ومن جهة اخرى تظاهر الآلاف من ابناء العاصمة الليبية السبت رفضا لوجود الكتائب المسلحة في مدينتهم . وقال البرلمان في بيان امس انه’يتابع تطور الأحداث وعلى تواصل مع الحكومة لرصد تداعيات المواقف تمهيداً لاتخاذ قرارات حاسمة’ لم يحدد طبيعتها. ودعا البرلمان ‘جميع الأطياف السياسية ومؤسسات المجتمع المدني إلى تغليب لغة الحوار في ما بينها ‘لتجنب ما إسماه’ منزلقات الفتنة ومسببات النزاع’. وشدد في هذا الإطار ‘على ضرورة أن تحل القضايا كافة بروح المسؤولية الوطنية، بعيداً عن لغة التخوين والإقصاء لأي طرف من أجل حماية البلاد وصون الدماءٌ التي دفعت من أجل تحريرها من النظام السابق’. وكانت الإشتباكات التي وقعت أمس أمام مقر قوات الدرع بضواحي مدينة بنغازي بين متظاهرين وتلك القوات أدت إلى مقتل 31 شخصا من بينهم 5 أفراد من قوات الصاعقة وجرح العشرات الآخرين . وذكرت وكالة الانباء الليبية الاحد ان ما لا يقل عن 31 شخصا قتلوا واصيب اكثر من 100 بجروح السبت في بنغازي (شرق) في مواجهات بين كتيبة ثوار سابقين ومتظاهرين. ونقلت الوكالة عن مصدر في مستشفى الجلاء في بنغازي ان ‘ثلاثة اشخاص توفوا متأثرين بجروحهم صباح الاحد ما يرفع حصيلة المواجهات الى 31 قتيلا’. وكانت حصيلة سابقة تحدثت مساء السبت عن سقوط 28 قتيلا وحوالى ستين جريحا. وذكر مراسل لوكالة فرانس برس في المكان ان الصدامات التي اندلعت استخدمت فيها كافة انواع الاسلحة عندما حاول عشرات المتظاهرين السبت بينهم مسلحون طرد عناصر ‘درع ليبيا’ من مقرهم في بنغازي. واضاف ان المتظاهرين طوقوا المقر ودعوا قوات الامن النظامية الى اقتحامه. وتضم كتيبة ‘درع ليبيا’ ثوارا سابقين قاتلوا نظام معمر القذافي في 2011، وتتبع رسميا لوزارة الدفاع. وتلجأ السلطات الليبية التي تجد صعوبة في تشكيل جيش وشرطة محترفين، باستمرار الى هؤلاء الثوار السابقين لتامين حدودها او الفصل في نزاعات قبلية. وقال المتحدث باسم كتيبة درع ليبيا عادل الترهوني ان خسائر هذه الكتيبة خلال هذه المواجهة كانت قتيلا وسبعة جرحى. ودافع الترهوني عن ‘شرعية’ هذه الكتيبة مؤكدا انها مرتبطة رسميا بوزارة الدفاع. وقال انه شاهد في البداية تظاهرة سلمية استمرت لبضع ساعات امام مقر الكتيبة وهي ثكنة سابقة لقوات القذافي. وتابع في حديث لتلفزيون ليبيا الاحرار ان ‘مسلحين اندسوا في التظاهرة واطلقوا النار على مكاتبنا والقوا قنابل’. من جهته قال علي الشيخي المتحدث باسم قيادة الاركان ان ‘درع ليبيا’ هي ‘قوة احتياط للجيش الليبي’ ومهاجمتها تعني ‘الاعتداء على قوة شرعية’. ووصف العقيد الشيخي بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الليبية، الهجوم على كتيبة ‘درع ليبيا’ بانه ‘خطير جدا’ داعيا كل الاطراف الى ضبط النفس. وليل السبت الاحد، اكد رئيس الوزراء الليبي علي زيدان ان عناصر ‘درع ليبيا’ غادروا المقر، موضحا ان الجيش تسلم المقر حاليا ويتولى امر الاسلحة الثقيلة الموجودة فيه. واعلن زيدان الذي كان يتحدث للتلفزيون الليبي ان تحقيقا في الحادث سيفتح، داعيا كل الاطراف الى ضبط النفس. وفي تشرين الاول/اكتوبر تمرد سكان في بنغازي على افراد ميليشيات وطردوا بعضهم من قواعدهم في المدينة. وتواجه السلطات الليبية الجديدة صعوبات في نزع اسلحة مجموعات الثوار وحلها وتسعى في الوقت نفسه الى اعطاء صفة شرعية لاخرى رغم المعارضة الواسعة لليبيين. وشهدت بنغازي التي كانت مهد الثورة الليبية في 2011، عدة عمليات تفجير وهجمات على قوات الامن والبعثات الدبلوماسية الغربية في الاشهر الاخيرة، ما يكشف عجز السلطات عن احلال الامن فعليا في البلاد. وأصدر رئيس الأركان العامة بالجيش الليبي امس الأحد قرارا يأمر فيه باستلام مقار قوات درع ليبيا. وأوضحت وكالة الأنباء الليبية (وال) أن رئيس الأركان أمر بتسليم مقر درع ليبيا القوة (1) إلى القوات الخاصة ‘الصاعقة ‘ ومقر درع ليبيا القوة (2) إلى كتيبة المشاة البحرية ومقر درع ليبيا القوة (7) إلى قوات الدفاع الجوي ومقر درع ليبيا القوة (10) إلى الكتيبة (404) الجوي . وأفاد مدير إدارة الشؤون المعنوية برئاسة الأركان العامة العقيد علي محمد علي بأن الوحدات العسكرية المكلفة حسب هذا القرار شرعت بتسلم المقرات المذكورة. وكان العشرات قد سقطوا بين قتيل وجريح أمس في مدينة بنغازي بشرق ليبيا جراء اشتباكات بين عناصر كتيبة درع ليبيا (1) ومتظاهرين احتشدوا أمام الكتيبة للمطالبة بحلها وإخلاء المقر وتسليم أسلحتها. و’درع ليبيا’ يتألف من ثوار سابقين قاتلوا نظام العقيد الراحل معمر القذافي بعد أن قامت وزارة الدفاع بدمج أعداد كبيرة منهم. هذا وخرج الآلاف من أهالي مدينة طرابلس السبت في مظاهرة سلمية بميدان الشهداء انطلقت تحت شعار ‘من أجل طرابلس الكبرى’، مؤكدين وقوفهم ودعمهم لشرعية الدولة المتمثلة في المؤتمر الوطني العام والحكومة. وطالب المشاركون في المظاهرة التي نظمتها مؤسسات المجتمع المدني ومجلسا الشورى والحكماء وأهالي المدينة بضرورة إخلاء مدينة طرابلس الكبرى من كافة أنواع المظاهر المسلحة، والتشكيلات ذات الطابع القبلي والأيديولوجي، مؤكدين أنه لا مكان في طرابلس إلا لشرعية الدولة . ورفع المشاركون في المظاهرة شعارات بينها ‘نعم للشرعية ، نعم للانتخابات ، نعم للجيش ، نعم للشرطة ، نعم لإنقاذ الجنوب ، لا للسلاح خارج الشرعية ، لا للتعدي على هيبة الدولة ، لا للتدخل الأجنبي في سياسة الدولة’. وطالب المتظاهرون في بيان أصدروه في هذه المظاهرة، المؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة بإصدار بتطبيق قانون الحكم المحلي مع مراعاة حجم وأهمية مدينة طرابلس الكبرى التي تضم حوالي مليوني نسمة. وجاء في البيان أن أهل طرابلس يقفون مع الشرعية ويرفضون أي تشكيلات مسلحة ذات طابع قبلي أو أيديولوجي في مدينتهم وسيعملون على طردها لأنه لا مكان في طرابلس إلا للشرعية وليس القبلية ، ولا يقبلون إلا بجيش وطني وأمن وطني . وشاركت تشكيلات رمزية من القوات الخاصة بالجيش الليبي في هذه المظاهرة ، حيث قامت بعملية إنزال للمظليين بميدان الشهداء.