رئيس البنك الدولي يزور السودان للمرة الأولى منذ 40 سنة

حجم الخط
0

القاهرة: أشاد رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس الذي يجري الخميس زيارة للسودان هي الأولى لرئيس لهذه المؤسسة المالية الدولية منذ 40 عاما، بالإصلاحات التي بوشرت في هذا البلد محذرا في الوقت نفسه من أي “انزلاقات سياسية”.
ويشهد السودان مرحلة انتقالية صعبة منذ الإطاحة في نيسان/أبريل 2019 بالرئيس عمر البشير بضغط من الشارع بعد حكم استمر 30 عاما.
ويتولى عبد الله حمدوك رئاسة حكومة انتقالية في السودان شكلت بعد أشهر على إسقاط نظام البشير.

وتعهدت هذه الحكومة إصلاح اقتصاد البلاد المتأزم الذي عانى على مدى عقود من عقوبات اقتصادية أمريكية بسبب وضعه على القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، ومن الفساد.
وحذفت الولايات المتحدة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في كانون الثاني/ديسمبر 2020، ما فتح الباب أمام استئناف المساعدات الاقتصادية للخرطوم وعودة الاستثمارات الأجنبية.
وقال مالباس خلال كلمة القاها في الخرطوم “قبل سنتين ورثت الحكومة الانتقالية في السودان اقتصادا متدهورا جدا بعد عقود من النزاعات والعزلة”.
وأضاف “لكن البلاد باشرت إصلاحات شجاعة” في إشارة إلى تدابير اتخذتها الحكومة بطلب من صندوق النقد الدولي منها إلغاء الدعم على المحروقات وتحرير سعر الصرف للقضاء على السوق السوداء التي كانت تزداد انتعاشا في البلاد.
ومن شأن هذه الإجراءات ، التي أثارت نقمة اجتماعية واعتبرتها غالبية السودانيين قاسية، السماح للسودان الاستفادة من تخفيف دينه الخارجي البالغ حوالي 42 مليار يورو.
وأشاد رئيس البنك الدولي بحمدوك ومجلس السيادة الحاكم لنجاحهما في تخفيف عبء الدين الذي يرزح تحته السودان و”إبطاء التضخم”.
ووصل التضخم في السودان في تموز/يوليو إلى أكثر من 400% فيما تشهد البلاد من حين إلى آخر تظاهرات احتجاجا على الغلاء.

لكنه أضاف “من المهم عدم حصول انزلاقات سياسية إذ لا يمكن تحقيق تنمية من دون سلام واستقرار” في إشارة إلى محاولة انقلاب شهدتها البلاد في 22 أيلول/سبتمبر أوقف على إثرها 11 ضابطا في الجيش ومدنيون.
وبحسب محلّلين، تسلّط محاولة الانقلاب الضوء على الصعوبات التي تواجه العملية الانتقالية في السودان حيث يفاقم تشرذم الأحزاب السياسية والأزمة الاقتصادية الأوضاع في بلد يعد من بين الأضعف في العالم على صعيد الإنماء.
والخميس قال حمدوك متوّجها إلى مالباس “اليوم نشهد لحظة تاريخية… فزيارتكم تمثل لحظة محورية جديدة في تاريخ السودان”.
وفي حزيران/يونيو تظاهر المئات في شوارع عدد من المدن السودانية مطالبين بتنحي الحكومة على خلفية إصلاحات مدعومة من صندوق النقد الدولي يعتبرونها قاسية جدا.
وأكد حمدوك الخميس أن البنك الدولي ساهم في مشروعات بنى تحتية بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
وأشار الى أنه لا ينبغي اختبار “صبر المواطن السوداني العادي” أكثر من ذلك وينبغي أن يشعر بفوائد الإصلاحات قريبا.
(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية