رئيس المجلس النيابي: أدعو لاستعادة لبنان من فم “تنّين” الانهيار وأحذر من إطاحة الأزمات بالبلد- (فيديو)

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”:بعد جهوده الدؤوبة لاحتواء أي اشتباك سياسي طائفي في الجلسة النيابية التي تُليت فيها رسالة الرئيس اللبناني ميشال عون إلى مجلس النواب لاتخاذ القرار المناسب من موضوع التأخير في تشكيل الحكومة،اغتنم رئيس المجلس النيابي نبيه بري مناسبة عيد التحرير في 25 أيار/مايو ليعيد الحفر في الجبل بإبرة ويحاول فتح الأبواب المغلقة بين التيارين الأزرق والبرتقالي، ومطلاً على اللبنانيين بخطاب يحذّر فيه من أنه ” إذا استمرت الأزمات من دون مبادرة سريعة وفورية لمعالجتها سوف تطيح بلبنان”، ومؤكداً ” أن المدخل الالزامي للإنقاذ أن يبادر اليوم المعنيون بالتأليف والتشكيل وبعد ذلك التوقيع،أن يبادروا اليوم وقبل الغد ومن دون شروط مسبقة ومن دون تلكؤ إلى إزالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل حكومة وطنية أعضاؤها من ذوي الاختصاص غير الحزبيين لا أثلاث معطّلة فيها لأحد”، مكرّراً في هذا المجال “ما قاله البطريرك مار بشارة الراعي في هذا الصدد عن لا أثلاث معطلة لأحد ووفقاً لما نصّت عليه المبادرة الفرنسية”، على أن “يكون برنامج عمل الحكومة الوحيد إنقاذ لبنان واستعادة ثقة أبنائه به وبمؤسساته كوطن للعدالة والمساواة، حكومة تستعيد ثقة العالم به وبدوره وخاصة ثقة اشقائه العرب كل العرب”، داعياً ” للاعتراف بأن مشكلتنا الحكومية الراهنة “مئة بالمئة” محض داخلية وشخصية “وسوس الخشب منّو وفيه”،وأن نملك القدرة على أن نضحّي من أجل لبنان لا أن نضحّي بلبنان من أجل مصالحنا الشخصية”.

ورأى رئيس البرلمان أنه “كان حرياً بنا ان نُطل من خلال هذه الذكرى على أنفسنا اولاً وعلى وطننا وعلى تاريخه وحاضره ومستقبله بما يليق بمحطة الخامس والعشرين من أيار، لا أن نُطلَّ على هذه المناسبة المجيدة على النحو الذي نحن عليه وفيه اليوم.. وطن يكاد فيه البعض عن قصد أو غير قصد أن يتعمّد التفنّن في صناعة الأزمات والتي إن استمرت بالتناسل واحدة من رحم الأخرى سوف تطيح بكل الإنجازات وقد أطاحت. وفي هذا المجال أنا لا أهوّل ولا أبالغ “.

ودعا القوى السياسية وهيئات المجتمع المدني وكل اللبنانيين” إلى استخلاص الدروس والعِبَر من أجل استعادة لبنان من فم ” تنين” الانهيار واستكمال تحريره أولاً: من عقدة الأنانية التي يمعن من خلالها البعض تقديم اهوائه ومصالحه الشخصية على مصالح الوطن والمواطن .ثانياً: تحريره من حقد الطائفية والمذهبية من خلال الاقتناع بأن المدخل الحقيقي والمستقبل الحقيقي لتحصين لبنان وعدم تعريضه بين فترة وأخرى إلى اهتزازات أمنية وسياسية يكون من خلال الدولة المدنية و إقرار قانون للانتخابات لا يريدون دائرة انتخابية واحدة فليكن دوائر موسعة خارج القيد الطائفي كحد أدنى على أساس النسبية وانشاء مجلس للشيوخ تتمثل فيه الطوائف بعدالة .

ثالثاً: تحرير لبنان من احتلال المحتكرين للقمة عيش الناس.. ولأمنهم الصحي والدوائي والغذائي وكل ما هو متصل بحياة اللبنانيين اليومية وتحرير أموال المودعين في المصارف .

رابعاً: تحرير القضاء من التدخلات السياسية وإقرار قانون استقلاليته وتفعيل الهيئات الرقابية ومكافحة الفساد ونهب المال العام استناداً للقانون الذي أقرّه المجلس النيابي لجهة إجراء التدقيق الجنائي والتشريحي بكل حسابات الدولة اللبنانية انطلاقاً من مصرف لبنان وبالتوازي وغير التوازي في كل الوزارات والصناديق والمجالس والإدارات العامة وخاصةً كهرباء لبنان”، مضيفاً في ردّ ضمني على فريق العهد ” بالله عليكم إبدأوا ساعة شئتم ومن حيث أردتم في هذا التدقيق وكفى تضليلاً للناس.. نبيه بري وحركة أمل وكتلة التنمية مع البدء بتطبيق هذا القانون الذي بات نافذاً.. طبّقوه وطبّقوا سواه من القوانين الإصلاحية التي أقرها المجلس النيابي وتجاوز عددها الـ 70 قانوناً “.

ويُعدّ خطاب بري متمّماً لمبادرته التي تحظى برضى فرنسي ومصري وتنسيق داخلي مع كل من بكركي والمختارة،وهي تقوم على توسيع حكومة الاختصاصيين من 18 الى 24 وزيراً والتوافق بين عون والحريري على تسمية الوزيرين المسيحيين الإضافيين من دون أثلاث معطّلة لأي فريق، على أمل أن يسلّم رئيس الجمهورية وفريقه بهذه المبادرة بعد النكسة التي انتهت إليها الجلسة النيابية التي كانت أشبه بهدية قُدّمت إلى الحريري وأعادت تكليفه من قبل الأكثرية النيابية.

الحزب الاشتراكي

وعلى خط مواز،وفيما غادر الرئيس المكلّف مجدداً إلى الخارج أمل الحزب التقدمي الاشتراكي في”أن يعي المعنيون الضرورة القصوى لإنجاز تسوية حكومية قبل فوات الأوان، وقد بات اللبنانيون يعيشون قهراً يومياً لا يُطاق”.وتطرّق الحزب إلى الأحداث الأخيرة فقال”إذا كان التعرّض منذ أيام بالاعتداء على عددٍ من المواطنين السوريين هو أمرٌ مستنكر ومرفوض، فإنه وبموازاة ذلك لا بد من التأكيد بأن رفع صور بشار الأسد وإطلاق مواكب تأييدٍ للنظام السوري الذي لم يوفّر أحداً من ارتكاباته هو أمرٌ استفزازي لشريحة كبيرة من اللبنانيين”.

وغمز من قناة الهتافات في احتفال الحزب السوري القومي الاجتماعي قائلاً” إذا كان من حقّ كل فريقٍ سياسي الاحتفاظ بقناعاته وفي كيفية التعبير عنها في أدبياته وخطابه السياسي ضمن أصول العمل الديمقراطي وحرية التعبير، إلا أن ذلك لا يبرّر ولا يعني على الإطلاق عودة مشاهد استعراض القوة العُنفية والتهديد بالقتل والإلغاء مهما كان الخلاف السياسي واختلاف الرؤى عميقاً”، مضيفاً “لعلّه من المفيد تذكير الجميع بأن السلم الأهلي واحترام مقتضياته هو أحد أبرز دعائم وركائز اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية وأرسى فصول المصالحة الوطنية التي يجب التمسك بها فوق كل اعتبار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية