القاهرة -( د ب ا)- طالب ألكسيس تسيبراس رئيس وزراء اليونان الاتحاد الاوروبي بضرورة دعم مصر لضمان الامن والاستقرار في المنطقة.
وتعليقا على تدفق اللاجئين من منطقة(الشرق الاوسط) على الدول الاوروبية في الاونة الاخيرة قال تسيبراس، في حوار نشرته صحيفة الاهرام القاهرية السبت:”نحن نعرف الأخطاء التى قامت بها قوى غربية وقوى أخرى والتى ساهمت فى وصول المنطقة إلى هذه الحال وهذه الأخطاء لا يجب أن تتكرر”.
واضاف” اليونان دولة أوروبية متوسطية، ولديها معرفة تامة بظروف منطقتنا ولها علاقات تقليدية مع شعوبها وهى عضو فاعل فى المنظمات الدولية، من أجل هذه الأسباب كلها، فإننا نولى أهمية خاصة للحوار اليورو متوسطى ولتطوير العلاقات بين الاتحاد الأوروبى ومصر بما يعود بالفائدة على الطرفين”.
وتابع ” الاتحاد الأوروبى ينبغى أن يدعم مصر بشكل فاعل فى الجهود الضخمة التى تبذلها، سواء فى مجال ضمان الاستقرار والأمن فى المنطقة، وكذلك فى مجال دفع المزيد من الإصلاحات لصالح المجتمع”.
وأكد رئيس وزراء اليونان أهمية اللقاءات التى عقدها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال زيارة الاخيرلأثينا والتى استغرقت ثلاثة أيام.
ولفت إلى أن بلاده تولى أهمية كبيرة لتطوير علاقاتها مع مصر، وبين مصر والاتحاد الأوروبى، لأن ذلك يحقق مصالح الجانبين معا.
و ذكر “أعتقد أن اللقاءات الثلاثة السابقة التى جمعتنى بالرئيس السيسى كانت مهمة، لتطوير الثقة من جهة ، وكذلك لأن التطورات فى منطقتنا متلاحقة وتتطلب التنسيق المستمر وتبادل وجهات النظر، وخاصة بين دولتين تربطهما شراكة وثيقة مثل مصر واليونان”.
واوضح “خلال اللقاء الثنائى الرابع بيننا، وكذلك خلال اجتماعنا الثلاثى مع قبرص، أتيحت لنا الفرصة لمناقشة التطورات الإقليمية، بما فيها إيجاد حل عادل ودائم للمشكلة القبرصية على أساس قرارات الأمم المتحدة، وضرورة تأسيس دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، ووقف دورة العنف فى المنطقة ، والمبادرات الدولية من أجل السلام والمصالحة والديمقراطية فى سورية وليبيا واليمن ، ومكافحة الإرهاب ، وإيجاد نهج شامل وإنسانى لمعالجة أزمة اللاجئين”.
واشار الى أن اكتشاف حقل “ظهر” للغاز الطبيعي، واستغلال حقول الغاز فى قبرص والمنطقة بوجه عام، وخطط إنشاء خطوط أنابيب جديدة فى شرق المتوسط ومحطات للغاز الطبيعى المسال فى كل من مصر واليونان وقبرص، وحفر قناة السويس الجديدة – والتى كان من دواعى سرورى حضور حفل افتتاحها – كل هذه التطورات تفتح آفاقاً جديدة فى مجالات التعاون بين الموانئ، والنقل البحري، واستثمارات البنية التحتية”.
واضاف ” لقد اتفقنا على الإسراع فى ترسيم مناطقنا البحرية المتجاورة ، حيثما كان ذلك ممكناً وعلى أساس القانون الدولى ، وهذه المبادرة ليست موجهة ضد أطراف أخري، بل على العكس هى تمثل دعوة لبلدان منطقتنا لترسيم حدود المناطق البحرية على أساس القانون الدولى ، ذلك أن الطاقة يجب أن تكون مجالاً للتعاون، لا مجالاً للصراع فى شرق المتوسط والمنطقة ككل”.
وحول ازمة اللاجئين ، قال ” للأسف هناك بعض الدوائر الأوروبية التى تحث بلادنا على صد هؤلاء اللاجئين فى البحر، ما يمثل المزيد من الخطر على حياتهم، أو يقيمون الأسوار لاستبعاد هؤلاء الناس، رافضين أن يستضيفوا ولو حتى عائلة واحدة، لكن اليونان لن تتعامل أبداً بهذه الطريقة، ونحن نتعاون بشكل وثيق مع المفوضية الأوروبية وغيرها من المنظمات الدولية للتصدى لهذه الظاهرة وتطبيق جميع الضوابط الأمنية واجراءات تحديد الهوية اللازمة”.
واستطرد “فى الوقت نفسه، نحاول أن نتعاون مع أنقرة على المستوى الأوروبى والثنائي، من أجل تفكيك شبكات المهربين الأتراك الذين يستغلون اللاجئين ويعرضون حياتهم للخطر ونعمل كذلك من أجل إنشاء ألية فعالة وآمنة لتوطين اللاجئين القادمين من تركيا داخل أوروبا بالطرق القانونية”.
يذكر ان أوروبا تواجه اكبر موجة من المهاجرين منذ الحرب العالمية الثانية, حيث وصل إليها أكثر من 830 ألف شخص بحرا في العام الجاري بحسب منظمة الهجرة الدولية. وغرق أكثر من 3500 شخص أو فقدوا أثناء محاولاتهم للوصول إلى أوروبا.