رايس وغيتس يتعاملان مع اسرائيل من منظور المصلحة الامريكية: قريبان من موقف جورج الاب اكثر من الابن

حجم الخط
0

رايس وغيتس يتعاملان مع اسرائيل من منظور المصلحة الامريكية: قريبان من موقف جورج الاب اكثر من الابن

رايس وغيتس يتعاملان مع اسرائيل من منظور المصلحة الامريكية: قريبان من موقف جورج الاب اكثر من الابن تناقض رئاسة بوش ، كتب وليام كفاندت في كتابه عملية السلام ، تمثل في أن جدول اعماله الأصلي كان ملائما لجدول اسرائيل أكثر من أي رئيس سبقه. ومع ذلك، هذه الادارة نفسها سرعان ما اعتُبرت في نظر الكثيرين الادارة الأكثر عداء لاسرائيل علي الدوام . كفاندت، العضو السابق في مجلس الأمن القومي في ظل ادارة ريتشارد نكسون وجيمي كارتر، يصف من خلال الفقرة السالفة الانقلاب والتغيير الذي طرأ علي ادارة بوش – الاولي بالطبع، وليس تلك التي تحكم الآن.ومع ذلك، لا يمكن حتي لمن لا يعتقد أن الادارة الحالية ستكون في أي وقت من الاوقات شبيهة بادارة بوش الأب، إلا أن يتساءل عن انقلاب مشابه قليلا يمر به. بوش الأب ووزير خارجيته جيمس بيكر دخلا الي منصبيهما من دون توقعات خاصة من عملية السلام الاسرائيلية – العربية، ومن دون نية لبذل جهود خاصة لدفعها الي الأمام. الحرب في العراق والتغيرات الاستراتيجية التي حملتها علي جناحيها هي التي غيرت موقفهما.وصحيح أن تنكرهما البارد (بوش وبيكر) لا يشبه التعاطف القوي الذي يبديه الثنائي بوش – تشيني لاسرائيل بأي شكل من الاشكال. لذلك لا يتوجب الافتراض أن مجابهة ستحدث بين الادارة الحالية وبين اسرائيل كما كان قد حدث سابقا مع بوش الأب – شمير. ومع ذلك، تؤثر التغيرات التي طرأت علي الادارة الحالية – وهي ايضا سخرية القدر ـ علي السياسة التي تزمع امريكا اتباعها بصورة مشابهة: الشعور بأن حالة التنسيق الأمثل بين اسرائيل والولايات المتحدة آخذة في التلاشي. وهذا بالضبط ما يريد الامريكيون حدوثه.وزيرة الخارجية، كوندوليسا رايس، تنوي زيارة المنطقة كل خمسة – ستة اسابيع ، كما أوضح في يوم الجمعة الأخير مساعدها لشؤون الشرق الاوسط، ديفيد وولش. في اطار هذه الوتيرة قد تحطم رايس الرقم القياسي الذي حققه بيكر قبلها. وولش قال ايضا ان هناك احيانا فوارق وتباينات في المواقف بين اسرائيل وواشنطن ، كان واضحا من ذلك انه يريد تنبيه المراسلين لهذه المسألة. الآن لا يلوحون بالتنسيق وانما بالفجوات والتباينات.رايس قد حطمت التنسيق عندما قررت التحدث مع وزراء في حكومة الوحدة الفلسطينية. وفي الاسبوع الماضي طبقت قرارها في لقاء مع سلام فياض. كما أن زيارة وزير الدفاع، روبرت غيتس، الي القدس – زيارة محمودة ولكنها تأتي بعد توقف دام سبع سنوات – ترافقت مع حبة دواء مُرّة من نوع مشابه: الادارة قررت إمداد السعودية بأسلحة حديثة متطورة. أخذ اسرائيل في الحسبان؟ ربما في مرة اخري أو في مسائل اخري – قال غيتس. المصلحة الامريكية الاقليمية ، كما قال، تستوجب عقد صفقة. اسرائيل ستضطر الي التزام الصمت – أو الصراخ. الاتفاق الهاديء والصامت في هذه القضية لن يحدث.كل ما بقي لهذه الادارة هو عامان أصلا، وبوش ضعيف في الوقت الذي تبرز فيه شخصية رايس وغيتس في ادارته – رايس تراكم التجربة والثقة والاعجاب الدولي. وغيتس يبدو كمخلّص من عهد سلفه دونالد رامسفيلد. في اسرائيل لا يلاحظون وجود ود كبير لديهما أو ارتباطا عاطفيا شجاعا. هما ينظران الي اسرائيل بأعين مختلفة عن تلك التي ينظر من خلالها بوش – عيونهما تشبه تلك التي كانت ادارة بوش الأب تنظر من خلالها. كما أن ضعف اولمرت يعتبر بالنسبة لهما فرصة سانحة. وحتي اذا رغب – هناك شك في أنه سيجرؤ أو يقدر علي الوقوف في طريقهما.بناء علي ذلك تُبدي رايس وغيتس اكتراثا أقل للتباينات مع اسرائيل اذا ظهرت علي السطح، كما أن ظهورهما يخدم هدفهما جيدا: تعزيز ثقة العالم العربي حتي يتطوع لمساعدتهما في المهمة الامريكية رقم واحد – الانسحاب من العراق بذيل مرفوع من دون التسبب في تعزيز قوة ايران التي لا تطاق، واذا خرجت دولة فلسطينية من ذلك فلا ضير في ذلك بالنسبة لهما.شموئيل روزنر(هآرتس) ـ – 25/4/2007

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية