رسالة مرسي الى المصريين من سجنه

حجم الخط
17

رسالة الرئيس المعزول محمد مرسي الى الشعب المصري التي أعلنها محاميه محمد الدماطي أمس الأربعاء تحمل عدداً من الرسائل السياسية المهمة.
تؤكد الرسالة أولاً خطل فكرة ان مرسي كان لا حول له ولا طول، وأنه مجرّد منفّذ لسياسات جماعة الأخوان المسلمين وقرارات مرشدها العام، وأنه شخص ‘طيّب’ لكنه ليس قائداً سياسياً مؤهلاً لحكم مصر… الى آخر ما تم استخدامه من اتهامات ضد الرئيس المعزول.
كما تظهر الرسالة محمد مرسي كشخص متماسك وذي ارادة صلبة وهو ما انعكس في تحليله السياسي لما جرى في مصر منذ 30 حزيران (يونيو) الماضي.
تمسك محمد مرسي بكونه الرئيس الشرعي والدستوري لمصر، وإصراره على ان ما حصل ‘انقلاب عسكري’ ومطالبته بـ’محاسبة المسؤولين عن إراقة الدماء’ وامتناعه عن الاجابة عن أسئلة المحققين وطعنه في قرار وزير الدفاع باطاحته من الرئاسة، كل هذه مواقف سياسية واضحة وصريحة لا تستطيع السلطات المصرية تجاهلها.
الرسالة على بساطتها، تأتي نتيجة لصمود مؤيدي مرسي أمام الضغط الكبير الذي تعرّضوا له، وما كان ممكناً، بالتالي، للرئيس المعزول أن يواجه هذا الحراك المدني الهائل لدعمه وجعله رمز الانتفاض ضد الحكم الحالي، بالتنكر له او بالتنازل للسلطات المصرية الجديدة.
يخطئ من يعتقد أن الأمر برمّته مرتبط بالتعلّق بكرسي الرئاسة أو بتعطش جماعة الإخوان المسلمين للسلطة، او بكونه تثبيتاً مرضياً على إحساس جماعة بأن السلطة قد سرقت منها، وهو اتجاه تحاول السلطات المصرية الحالية تعزيزه من خلال قصر وصف الحراك الحاصل ضدها بجماعة الأخوان، بل وتضييق الأمر وترويع كل من يعارض الحكم العسكري الجديد بربطه بالارهاب والجماعات السلفية المتطرفة.
صحيح أن الرئيس مرسي وجماعة الأخوان يتصرفان باعتبارهما الطرفين الأساسيين المستهدفين، وهو أمر مفروغ منه، لكنهما من حيث يعلمان او لا يعلمان، فهما يقودان الاتجاه المدني السلميّ المعارض لاستيلاء الثورة المضادة على مقدرات مصر من جديد، واعادتها مساوئ النظام الأمني المصري القديم من فساد وبطش واستبداد وتبعية.
ثبات الرئيس المعزول محمد مرسي على مبدئه، واستمرار الحراك المدني المناهض لتمكين الآلة العسكرية الأمنية المصرية السابقة من حكم مصر من جديد سيزيدان دائرة الملتفّين حول محمد مرسي مما سيكسب كلماته عن ‘الانقلاب العسكري’ و’خيانة’ مصر معنى حقيقياً.
حكومة الرئيس الانتقالي عدلي منصور التي قبلت أن تكون جسراً لكسر الشرعية السياسية المصرية والتوازن السياسي في مصر ستدور، نتيجة ورطتها الوجودية هذه، في دائرة مغلقة لن تستطيع الخروج منها ما لم تتوصل إلى تسوية واقعية ترضي المصريين جميعهم، وليس القادرين منهم على تحريك الطائرات والدبابات والمدافع فحسب.
هذا المأزق السياسي ينعكس مآزق في كل الشؤون العامة المصرية، ومن المشكوك فيه ان تستطيع الحكومة الانتقالية ان تقدم للمصريين حلولاً ناجعة لشؤونهم الاقتصادية والأمنية العاجلة ما دامت شرعيتها السياسية مشكوكاً بها.
بسجنه واضطهاد مؤيديه، حوّلت السلطات العسكرية الحالية في مصر محمد مرسي الى ضحية وشهيد، وبالتالي إلى ايقونة سياسية رمزية لا يمكن قهرها، وحوّلت نفسها بالتالي، رغم الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها، الى سلطة انقلاب وحسب.
رغم السجن والقمع والبطش الذي استخدم ضد انصار مرسي فقد حاولت السلطات العسكرية احتكار صورة الضحية لنفسها من خلال اختراع خلطة من أعداء داخليين وخارجيين على طريقة المثل المصري (سمك لبن تمر هندي): الارهابيون في سيناء، وحركة حماس وانفاقها المخيفة، اللاجئون السوريون والفلسطينيون وسفنهم الهاربة بهم من الموت الى السجون… وأمريكا المتآمرة مع الأخوان!
لكن هذه الصورة الملفقة التي تجمع بين القوة الباطشة ورمزية الضحية انفرطت وفتحت الكوّة مع صمود الضحايا الحقيقيين وارتفاع أصواتهم.
محمد مرسي: الرسالة وصلت!

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول mohmed karim:

    تحليل جيد غير انه يصطدم بتقديم شركاء الثورة شرعية قوية للانقلاب و طبيعة الاغلبية العظمى من الشعب المصري الدي لا يهمه من يحكم و كيف يحكم .
    الشعب تعود على القبضة الحديدية و لم ير في مرسي الا حاكما ضعيفا
    كما ان مرسي لم يقدم مشروعا ثوريا كالدي كان يحمله شعار الاسلام هو الحل
    ورطة الانقلاب ستكون حقيقية ان اراد السيسي الانفراد بالحكم و لم يتقاسم الغنائم مع شركائه المدنيين فهم قادرون على نزع الشرعية منه كما انتزعوها من مرسي.
    استهان بهم مرسي معتمدا على شرعية الانتخابات فما بالك ممن ليس له شرعية الا منهم

  2. يقول رضوان بن الشيخ عبدالصمد /السويد/:

    تحياتي لقدسناالعزيزة
    مقال رائع وصائب وشكرا لكاتب(ة)المقال
    1 تحية للرئيس الشرعي الصامد
    2 الإنقلاب فشل ولكن مازال في السلطة بالقوة العسكرية
    3 أن معارضي الإنقلاب مازالوا متمسكين بمطالبهم وعودة الشرعية .ويزداد عددهم يوما بعد يوم والمظاهرات متواصلة تلك المظاهرات الطلابية في الجامعات .رغم الإضطهاد والقمع .
    4 بهذاالصمود الأسطوري للشعب المصري سيسقط الإنقلاب.
    5 أنني لست من الإخوان ولم أكن يوما من الأيام من الإخوان .وشكرا

  3. يقول عبد القادر / هلسينكي:

    ماهو معيار النجاح في رسالة الدكتور محمد مرسي وفريقه ؟ وما هو معيار الفشل للنظام البديل الذي أطاح بسابقه؟، في تقديري الذي قد لايوافق عليه البعض ، أن تحديد المفاهيم القيمية ،في توصيف الحالة المصرية ،مسألة بالغة الاهمية ،،كذلك الامر في تحديد الهدف من القول : وصلت الرسالة ، والمقصود بذلك رسالة الرئيس السابق ،، والسؤال هو : هل الرسالة في حد ذاتها ، يعد وصولها ،وسيلة لبلوغ الهدف : وهو عودة مرسي الى الحكم ،،او ان الرسالة لذاتها ، هي الهدف المنشود، وليبق الرئيس في محبسه ،والاخوان بين المطرقة والسندان : اما في السجون ،او في المخابئ المؤقتة قبل اللحاق بهم ، في تلك الجحور ؟

  4. يقول سامح // الامارات:

    شكرا لقدسنا العزيزة ع المقال القيم .
    * أناشد السلطات المصرية …إطلاق سراح الرئيس المعزول ( مرسي ) فورا .
    * فتح صفحة جديدة …وتعاون جميع الأحزاب والقوى الحية ( سلميا ) :
    لخروج ( مصر ) من عنق الزجاجة …ودوران عجلة الإقتصاد الضعيف .
    * المناكفات السياسية …لن تحل أزمات مصر …وع الجميع النظر :
    لمصلحة الوطن والتضحية بالمصالح الحزبية الضيقة والمصالح الشخصية
    البغيضة الأنانية …؟؟؟
    * ( مصر ) …كبيرة وكبيرة جدا …وتستوعب الجميع ولا داعي لإقصاء أي طرف ما دام يلتزم السلمية والسلوك الحضاري لمطالبه …؟؟؟
    * كل التوفيق لمصر والمصريين بالتقدم والتوفيق .
    حياكم الله وشكرا .

  5. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم.(الرسالة على بساطتها، تأتي نتيجة لصمود مؤيدي مرسي أمام الضغط الكبير الذي تعرّضوا له، وما كان ممكناً، بالتالي، للرئيس المعزول أن يواجه هذا الحراك المدني الهائل لدعمه وجعله رمز الانتفاض ضد الحكم الحالي، بالتنكر له او بالتنازل للسلطات المصرية الجديدة).الفقرة اعلاه من رأي القدس اليوم تحت عنوان(رسالة مرسي الى المصريين من سجنه)ولا اعتقد ان مرسي سيحاول النجاة برأسه وخذلان اصوات الجماهير الهادرة والمؤيدة لشرعية صناديق الاقتراع الحرة والنزيهة التي لم تعهدها مصر على مر القرون؛والتي تنفس فيها المصريون الصعداء وتنسموا رائحة الحرية وتذوقوا طعم الجهر بالرأي وسماع الرأي الآخر ؛اضف الى كل ذلك المحاولة الجادة للخروج من عباءة الايحاءات الاجنبية المناهضة لكل ما فيه استقلال للقرار او السير في اتجاه القوة والمنعة الذاتية لمصر وبالتالي للامة العربية الاسلامية.
    اما اعداء الامة العربية الاسلامية الالد(الصهيوصليبيين الاستعماريين)واذنابهم وعملاؤهم من بعض الزعماء العرب الوراثيين وفلول مبارك وايتامه وعسكر السيسي الحريصين على استمرار امتيازاتهم والقابهم؛يضاف الى كل هؤلاء الموتورين الحركات والافكار التغريبية الكارهة لشرع الله فقد هالهم نجاح درة الربيع العربي(مصر) في السير على طريق العزة والكرامة واستقلال القرار واخذوا يجمعون الانصار ويحشدونهم حتى اغروا العسكر ودفعوهم للاطاحة بشرعية الصناديق واستبدالها بحراك غوغائي غير منضبط.وهذا الحراك الذي اصطنعوه لا يصلح ان يكون مقياسا لاي شعبية او شرعية في جميع المعايير الديموقراطية عبر العالم،وان الشرعية والشعبية الحقيقية هي فقط افراز صناديق الاقتراع الحرة والنزيهة.حفظ الله مصر وجنبها كيد الاعداء وغدرهم وهدى الله الجميع الى الطريق القويم للنهوض بمصر وانتزاعها من العسكر والغوغاء والاعداء والعملاء.. آمين

  6. يقول Knower من أمريكا:

    تحليل منطقي ولكن لا أوافقك علي ان الانقلابيين يحظون بشعبيته كبيره بل علي العكس من ذللك غير ان الاعلام المصري المأجور جداً يحاول ان يصور بان لهم شعبيه مع زعيمهم عبد الفتاح السيسي

  7. يقول راضي الجبوري العراق:

    رسالة مرسي لم تاتي بشيء جديد ويبدو ان المحامين عندهم معلومات اخرى ويخافون نشرها للناس واغلب المحللين والمراقبين يؤكدون ان ماحدث يوم 3 يوليو هو انقلاب عسكري بامتياز وقتل للديمقراطية التي تتبجح بها امريكا التي هي وراء كل ماساة في العالم العربي والاسلامي وامريكا او من بارك الانقلاب ولكن بدون تصريح هم يريدون من الشعب العربي ديمقراطية مزاج امريكي

  8. يقول عيسى بن عمر:

    تحليل موفق لأنه لا يقلب الحقائق الموجودة على الأرض و لا يحاول معاكسة اتجاه التاريخ. فلا مستقبل لمصر إلا في ظل دولة مدنية و حكم ديمقراطي يعيد العسكر إلى ثكناتهم و إلى وظائفهم الأصلية في حماية الوطن من العدو الخارجي. و ستثبت الأيام صحة هذا الكلام. شكرا جزيلا.

  9. يقول Hassan:

    في السياسة عند العرب تغلب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة وهذا متعارف عليه في الأحزاب بدءا من قاروة الماء المجانية إلى وصولات الوقود
    لبيعها أو لإستعمالها للسيارة الخاصة وابحث هنا عن مصدر تلك السيارة أصلا.
    إلى استعمال سيارة الدولة للأغراض الخاصة والتوصية عن الأخ أو ابن العم أو القريب لإنجاحة في المناظارت العامة أو في مناظرات إعادة التوجيه الجامعي للإرتقاء إلى الإختصاصات الخاصة بالأغنياء وهي حكر على البؤساء. وأما عن الصفقات الكبرى فحدث ولا حرج عن الشبهات في ابرامها رغم مرورها ضمن
    “التسلسل الإداري” لتنفيذها إلخ إلخ … كل تلك ” المحفزات ” لضعاف النفوس
    ممن “امتهنوا” مهنة السياسة تجعلهم يهرولون للحصول على الكرسي بأي ثمن ليتحكموا ولا ليحكموا أو ليحكموا التصرف في موارد البلاد وتنميتها حتي يعم الرخاء. ولكنهم يريدون من وراء تصرفهم تحطيم الذات البشرية. من ذاك عرف السبب.

  10. يقول ابو شوكة:

    منذ شهرين او ثلاثة ذهبنا الي الانتخابات في المانيا !!!!!!
    وربحت المستشارة الألمانية في الانتخابات ؟؟؟؟؟
    كم تتوقعون النتيجة التي حصلت عليها وهي التي تضع الأمة العربية في جيبتها الصغيرة في كل شي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    45 في آلمة واجتمعوا الفرقاء لكي يعملو حكومة وحدة ألمانية يتقاسمون فيها السلطة مجتمعين ؟؟؟؟؟
    ويخرج علينا السيسي ويقول ان مرسي انتخبوا 52 في آلمة من الشعب المصري ولا يستحق الرئاسة !!!!!
    جنرالات آذلتنا وأنزلتنا تحت التراب مذلة ويقولون ليس لة شعبية
    سبحان مغير الأحوال
    مع ان السيسي درس في امريكا فلم يتعلم احترام الانسان وحريته
    ففي أوروبا (الانسان أغلا ما نملك ) فعلا وعملا !!!!!
    اما في الوطن فالحيوانات أغلا ما يملكون ؟؟؟؟؟؟؟
    فخذ عبرة من الأوربيين يا سيسي الذين صنعوا مجتمعهم ووحدوا أنفسهم
    وهم خمسين لغة وشعوب وعادات مختلفة ؟؟؟؟
    فاتقي الله يوم الحشر ماذا سوف تقول لربك

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية