بغداد ـ «القدس العربي»: شارك رئيس الجمهورية العراقية، برهم صالح، أمس الخميس، في مؤتمري القمة العربية الطارئة الرابعة عشرة، وقمة منظمة التعاون الإسلامي، اللذين يعقدان في مدينة مكة المكرمة في السعودية، وهو يحمل معه رسالتين أساسيتين، مفادهما «تهدئة» الأوضاع في المنطقة، ونأي العراق نفسه عن «صراع المحاور»، في ظل اشتداد حدّة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وإيران من جهة ثانية.
الهدف الأساسي من مشاركة صالح، الذي وصل السعودية أمس الخميس، هو إعطاء رسالة واضحة تفيد بضرورة التهدئة وإبعاد شبح الحرب عن المنطقة.
حسن جهاد، مستشار صالح، قال في تصريح أورده إعلام حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، إن «الرئيس برهم صالح يحمل رسالة واضحة في كل زياراته التي قام بها خلال الفترة المنصرمة والتي فحواها، أن العراق يحاول تهدئة الأوضاع ويعمل على إبعاد شبح الحرب عن المنطقة»، مشيرا إلى أن «زيارة صالح إلى السعودية تأتي أيضا في إطار تعديل العلاقات السعودية – العراقية، التي هي في تطور مستمر بالخصوص خلال الفترة الماضية».
وأضاف أن «الرئاسات الثلاث (الجمهورية، الوزراء، ومجلس النواب) ستكون في جولات مكوكية خلال الفترة المقبلة»، مبينا أن «رئيس مجلس النواب (محمد الحلبوسي) ستكون له زيارة إلى طهران في المستقبل».
ووصف مستشار رئيس الجمهورية، زيارة الأخير إلى السعودية، بـ«المهمة»، موضحا أن «سينقل من خلالها الخطاب العراقي الواضح بعدم دخول العراق في أي محور، ومحاولة تهدئة الأوضاع في المنطقة، وكذلك تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وباقي الدول التي زارها رئيس الجمهورية والمسؤولين العراقيين خلال الفترة المنصرمة».
وتأتي زيارة معصوم إلى السعودية بعد يوم واحد من زيارة مماثلة إلى تركيا، التقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ورغم التحرك العراقي «رفيع المستوى» بإتجاه نزع فتيل الأزمة بين واشنطن وطهران، لكن زعيم «المنبر العراقي»، السياسي العراقي البارز إياد علاوي، قلل من أهمية العراق للعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران لتهدئة التوتر بين الطرفين، معتبرا الحديث عن هذا الدور «دعايات في الإعلام».
دعايات
وغرّد على حسابه في موقع «تويتر»، قائلا: «الأحاديث عن وساطات عراقية مفترضة بين الولايات المتحدة وإيران لا تعدو كونها دعايات تدور في الإعلام».
وأضاف: «العراق حسب علمي واستماعي للأخبار يحاول خلق أجواء للحوار، فهو لا يمكنه القيام بدور الوسيط لأن ذلك يعتمد على قوة البلد واستقراره».
ورأى أن العراق «لكي يكون قادراً على لعب هذا الدور، فالأجدر أن يتم الالتفات أولا إلى إصلاح أوضاع البيت الداخلي، قبل المبادرة لإصلاح الوضع في المنطقة».
في المقابل، كشفت رئاسة الوزراء العراقية عن أبرز النتائج المتحققة من زيارة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي «القصيرة» إلى العاصمة القطرية الدوحة، والتي أثمرت عن توقيع عدد من الاتفاقات، وأيضاً إطلاع قطر على موقف العراق من تداعيات الأزمة بين إيران وأمريكا.
عبد المهدي نقل إلى أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، حرص العراق على «إقامة أفضل العلاقات مع محيطه العربي والإسلامي».
وطبقاً لبيان مكتب عبد المهدي، فإن «الأخير وأمير دولة قطر عقدا اجتماعا في الديوان الأميري في العاصمة الدوحة، وجرى خلاله بحث تطوير العلاقات بين البلدين وملفات التعاون الاقتصادي والاستثماري، والتطورات الإقليمية ودور البلدين في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة ونزع فتيل الأزمات».
الحلبوسي إلى إيران قريباً… وعلاوي يعدّ وساطة بغداد بين واشنطن وطهران دعايات إعلامية
وأضاف، حسب البيان، «نسعى لأن يستعيد العراق دوره التاريخي ومكانته في محيطه العربي والإقليمي وأن تكون بغداد دارا للسلام، ونحرص على إقامة أفضل العلاقات مع محيطنا العربي والإسلامي ودول الجوار التي تحولت حدودنا معها إلى مناطق أمن واستقرار وإنشاء مدن صناعية»، مبينا أن «الشعب العراقي عانى طويلا من الحروب الخارجية التي زجه النظام السابق فيها، ومازلنا حتى اليوم نتحمل آثارها وندفع الديون لدولة الكويت».
أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، أكد لعبد المهدي، وفقاً لبيان صحافي آخر، إن «للعراق مكانة خاصة في العالمين العربي والاسلامي، وندرك حجم الضرر والحروب الطويلة والظروف الصعبة التي مرت بالعراق وآخرها مواجهة داعش ونحمد الله على تطور الأوضاع في العراق واستقراره».
وأضاف مخاطبا عبد المهدي: «وجودكم مهم من أجل تطوير علاقاتنا الثنائية وزيادة التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، ونحن نطمح للمزيد ومستعدون لتوسيع الاستثمارات والعمل معا لتقديم تسهيلات للمواطنين ورجال الأعمال في البلدين».
وخلال الزيارة، عقدت اللجنة العراقية ـ القطرية اجتماعا موسعا بحضور أعضاء الوفدين، ناقشت خلالها سبل التعاون الاقتصادي والاستثماري والثقافي والعلمي والتربوي والرياضي ومجالات البناء والإعمار والنفط وتطوير الكهرباء وتسهيل منح تأشيرات الدخول المتبادل.
مذكرات تفاهم
ووقّع رئيس الوزراء العراقي، وأمير قطر، مذكرتي تفاهم في ثلاثة مجالات، ثقافية، وعلمية، وتربوية.
في هذا الشأن، أوضحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، تفصيلات مذكرة التعاون العلمي والتربوي الموقّعة مع نظيرتها القطرية.
بيان للوزارة قال: «رافق وزير التعليم العالي والبحث العلمي قصي السهيل، رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي في زيارته إلى دولة قطر، حيث عقد رئيس الوزراء والوفد المرافق له جلسة مباحثات رسمية في الديوان الأميري القطري مساء الأربعاء، وجرى خلال المباحثات استعراض العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين الشقيقين، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، لاسيما في مجالات الاقتصاد و التجارة، والطاقة، والثقافة والتعليم والبحث العلمي».
وأضاف: «كما جرى خلال المباحثات مناقشة أبرز المستجدات الإقليمية والدولية وخاصة تطورات الأحداث التي تشهدها المنطقة».
وعقب إنتهاء الجلسة، وبحضور عبد المهدي وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وقع وزير التعليم العالي والبحث العلمي قصي السهيل مع نظيره القطري، محمد بن عبد الواحد الحمادي، على «البرنامج التنفيذي الثاني» لمذكرة التعاون الثقافي والعلمي والتربوي بين حكومة العراق ودولة قطر في مجال التعليم العالي والبحث العلمي للأعوام الدراسية.
كما شهد التوقيع على «البرنامج التنفيذي الثالث» لمذكرة التعاون الثقافي والعلمي والتربوي بين حكومة جمهورية العراق ودولة قطر في مجال التعليم للأعوام الدراسية.