رغم أن اولمرت ليس شخصية موازية لشارون إلا أنه يمتلك الخبرة والقدرة السياسية
تمكن من الصمود في جميع الاختبارات التي تعرض لهارغم أن اولمرت ليس شخصية موازية لشارون إلا أنه يمتلك الخبرة والقدرة السياسية دار الحديث بقلق هذا الاسبوع في كل الأطر والاجتماعات التي كانت تُعقد هذا الاسبوع حول صحة وحالة رئيس الوزراء، ولكن في جميع الاحوال، كان الحديث سرعان ما يتحول الي مستقبل الانتخابات البرلمانية، وذلك علي أساس الاعتقاد بأن شارون لن يكون المرشح فيها، وفي مرحلة كهذه كان الحديث ينقطع بصورة عامة، لأن ناخبي ومؤيدي شارون لا يعرفون كيف سيتصرفون. أنا شخصيا تمكنت من استغلال مناسبتين اجتماعيتين كان بضع عشرات يتواجدون فيها للقيام بعملية استفتاء خاصة، فقد لاحقت عددا من مؤيدي حزب كديما الذين كانوا يتواجدون بكثرة ووجهت اليهم سؤالا واضحا حول ما اذا كانوا سيصوتون لصالح حزب كديما حتي لو كان ايهود اولمرت يتزعمه. ورد نحو الثلث منهم علي السؤال بالايجاب، وهذا بلا شك يعتبر مقدمة ايجابية.ايهود اولمرت ليس شارون، هو لديه مشاكل كشخصية جماهيرية وشعبية قليلة، ولو أراد التنافس في قائمة خاصة به، فمن الصعب عليه تحقيق انجازات مثيرة. ولكن اولمرت يمتلك جميع العناصر المطلوبة للنجاح والتي تُمكّنه بقوة أن يكون رئيسا للوزراء حتي بعد اجراء الانتخابات، ولا شيء يمنعه من ذلك إلا أخطاء من قِبَل سياسيين ثانويين أو مخبولين هي التي ستمنعه من النجاح، واولمرت ليس مخبولا ولا مبتدئا في السياسة، بل هو سياسي قديم وصاحب تجربة، ولا يوجد إلا شارون وبيريس ودافيد ليفي ربما، من السياسيين الذين مروا في جميع الدهاليز والازمات السياسية الممكنة علي مدار السنوات الـ 35 الأخيرة.سيعمل ايهود اولمرت كرئيس للوزراء بالوكالة حتي موعد اجراء الانتخابات. وهذه الوظيفة ستحقق له راحة جماهيرية، يمكن أن تُقلل كثيرا من تخوفهم من اولمرت المرشح لرئاسة الحكومة في الانتخابات. الظروف المأساوية لشغل اولمرت هذه الوظيفة الآن سوف تجلب له مزيدا من التأييد. ففي نظر جزء من الشعب الاسرائيلي سيكون الوريث للزعيم المريض، والتصويت لصالحه سيشكل نوعا من استمرارية الولاء لتركة شارون.المصطلح كديما ستكون له قيمة ايضا بعد شارون، بل ربما تُضاف اليه أهمية خاصة، فوسائل الاعلام تقف مساندة لايهود اولمرت كما سبق لها وتصرفت مع شارون، لذلك فهي تُسهل عليه الأمر. لقد نجح اولمرت حتي الآن في بلورة اتفاق من حوله داخل كديما، وعبارات التأييد التي حظي بها من قبل الاعضاء: مئير شطريت وتسيبي لفني وحاييم رامون وغيرهم كانت تقصد الي إضفاء الانطباع بأن كديما يشكل فريقا جديا وجيدا والذي سيساعدهم كما هو معروف، كذلك اولمرت يشعر بالسعادة لوجود منافسين سياسيين ضعفاء، حتي الآن. وبنيامين نتنياهو وعمير بيرتس يواجهان صعوبات كبيرة في الوصول الي المستويات التي حققها حزب كديما في استطلاعات الرأي التي جرت حتي الآن.تاريخ ايهود اولمرت السياسي يفيدنا بأن هذا الشخص تمكن من الصمود في جميع الاختبارات التي تعرض لها ومن النوع الذي أُعد له. فهو كان دوما عضوا في القوي الجيدة، والتي حافظت له دوما علي سيرته الصحيحة المتواصلة في الكنيست وغيرها، ورهانه علي شارون قبل ثلاث سنوات جعله يصيب الهدف، فقد انتشله شارون من ترتيبه في القائمة، حيث كان في العشرة الرابعة في قائمة الليكود، وقام بتعيينه نائبا له. واولمرت صاحب تجارب في منافسات قوية، فقد سبق له عام 1993 أن نافس تيدي كوليك علي رئاسة بلدية القدس، ونجح في ذلك.صحيح، حسب تقديري، أن ايهود اولمرت لا يستطيع ان يفوز بعدد المقاعد التي كان من المتوقع لشارون ان يفوز بها، ولكنها ستكون كافية ليشكل بها الحكومة الجديدة، وكما يبدو في هذه اللحظة فانه بحاجة الي تمرينات خاصة حتي لا يضيع هذه المهمة.شالوم يروشالميمراسل الصحيفة للشؤون الحزبية(معاريف) 9/1/2006