إسطنبول – “القدس العربي”: رغم الغضب اليوناني بشكل خاص والأوروبي بشكل عام، كشفت صحيفة تركية عن أن الرئيس رجب طيب أردوغان أمر بدراسة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد مجدداً في خطوة -إن حصلت- ستعتبر تاريخية ويتوقع أن تؤدي إلى رفع مستوى التوتر والخلافات بين تركيا والاتحاد الأوروبي إلى مستويات غير مسبوقة.
و”آيا صوفيا” التي تعتبر حالياً متحفاً تاريخياً، كانت في الأصل كاتدرائية أرثوذكسية طوال (916 عاماً)، تحولت لاحقا إلى مسجد (482 عاماً) قبل أن تصبح متحفا عام 1935 في عهد كمال أتاتورك.
ومنذ سنوات شهدت تركيا دعوات متصاعدة لإعادة فتح “آيا صوفيا” كمسجد للعبادة وإطلاق الأذان من مآذنه الأربع الشهيرة، لكن أردوغان رفض مراراً هذه الدعوات.
والجمعة، قالت صحيفة حرييت التركية إن أردوغان وخلال اجتماع عقد قبل يومين مع أعضاء اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية الحاكم أعطى تعليمات رسمية لمسؤولي الحزب من أجل القيام بدراسة وتقديم مقترحات لإعادة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد على أن يبقى مفتوحاً للزوار.
وينص تصور أردوغان الأولي على استمرار فتح آيا صوفيا كمزار للسياح ولكن ليس بصفته الحالية كمتحف أو ككنيسة تاريخية وإنما بصفة جديدة، بحيث يكتب عليه “مسجد آيا صوفيا” وليس “متحف آيا صوفيا”. ونقلت الصحيفة عن أردوغان قوله في الاجتماع: “تقرأ سورة الفتح في آيا صوفيا وتقام الصلاة أيضاً، الشعب التركي هو فقط من يمكنه اتخاذ هذا القرار”، ولفتت إلى أن أردوغان كلف مسؤولي الحزب بالقيام بدراسة حول إمكانية تحويله إلى مسجد مجدداً والاجتماع لاحقاً لاتخاذ قرار بذلك.
وقال أردوغان: “يمكن أن يستمر فتح آيا صوفيا أمام السياح بصفته مسجدا، الشعب التركي هو من يقرر ذلك”، وطالب المسؤولين عن إعداد الدراسة: “كونوا حساسين جداً في هذا الموضوع، ابحثوا جيداً، لا داعي للتعجل”.
وشيدت كنيسة آيا صوفيا في القرن السادس في عهد الإمبراطورية البيزنطية المسيحية وكانت مقرا لبطريركية القسطنطينية، الاسم السابق لإسطنبول، وعندما دخلت القوات العثمانية المدينة في 1453 أمر السلطان محمد الثاني بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد، وبنيت المآذن الإسلامية حول قبتها البيزنطية، وفي منتصف الثلاثينات أمرت السلطات التركية الجديدة في عهد مؤسسها مصطفى كمال أتاتورك بتحويل المسجد إلى متحف مفتوح للجميع.
ومنذ سنوات، تثير جماعات دينية تركية ومسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم قضية إعادة فتح آيا صوفيا للصلاة في خطوة عارضها أردوغان سابقاً، كما رفضت المحكمة التركية العليا قبل عدة سنوات طلباً مشابهاً بفتح آيا صوفيا للمسلمين للصلاة.
وفي عام 1991 أعادت تركيا فتح أبواب مسجد “قصر هونكار” في آيا صوفيا أمام العبادة مجددا، وتقول تركيا إن “قصر هونكار” ليس جزءا أساسيا من آيا صوفيا، إنما تم تشييده في العصر العثماني على يد السلطان محمود الأول، وهو القسم المفتوح للعبادة حاليا وليس كامل آيا صوفيا.
وعام 2015، قامت رئاسة الشؤون الدينية التركية بافتتاح معرض كبير في “آيا صوفيا” تحت عنوان “النبي محمد في ذكرى مولده الـ1444″ ضمن فعاليات أسبوع المولد النبوي الشريف لعام 2015، ولأول مرة منذ عشرات السنوات تمت تلاوة آيات من القرآن الكريم داخل الجزء الداخلي لـ”آيا صوفيا”.
وعام 2016 عينت رئاسة الشؤون الدينية التركية إماما لمسجد “قصر هونكار” الواقع ضمن “آيا صوفيا”، لتتيح بذلك إعادة رفع الأذان عبر المآذن الأربع للصلوات الخمس يومياً، بعد إيقاف استمر لعشرات السنين، لكن دون السماح بالصلاة داخل مرافق الكنيسة التاريخية “المتحف الحالي” الذي يزوره ملايين السياح لا سيما الأوروبيين سنوياً.
وتجدد هذا النقاش قبل أيام، خلال إحياء الذكرى الـ567 لـ”فتح القسطنطينية”، فبحضور أردوغان، تمت تلاوة سورة “الفتح” كاملة في آيا صوفيا وذلك لأول مرة منذ تحويلها إلى متحف عام 1935، وهي خطوة أثارت غضب اليونان بشكل غير مسبوق.
ورداً على الإدانات اليونانية، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، أن تلاوة القرآن في متحف آيا صوفيا لا تتعارض مع مكانة المتحف الأثرية حول العالم، ولا مع اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي والطبيعي، واعتبر أن الاعتراض اليوناني “باطل ولن يفضي إلى نتيجة”. وقال: “في الوقت الذي ترتفع فيه أصوات الأذان من المآذن المنتشرة في القارة الأوروبية، يعتبر استياء اليونان، وهي الدولة الأوروبية الوحيدة التي لا يوجد مسجد في عاصمتها، من أصوات الأذان، دليلا على الحالة النفسية السائدة في هذه البلاد”.
من جهته، قال الناطق باسم حزب العدالة والتنمية التركي عمر جليك، الأربعاء، إن قراءة سورة الفتح في متحف آيا صوفيا بإسطنبول لا تعتبر تحديا لأحد، بل استذكارا لتاريخ تركيا، مضيفاً: “نحن لا نسيء لمشاعر أي مسيحي، على العكس نحترم مشاعر منتسبي كافة الأديان”، واعتبر أن اليونان هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي تمنع رفع الأذان من مئذنة المساجد، وأن أثينا تعتبر العاصمة الأوروبية الوحيدة التي تخلو من أي مسجد.
كما رد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو على اليونان بالقول: “آيا صوفيا ليست تابعة لليونان وإنما مُلك للجمهورية التركية، فاعتراض اليونان على تلاوة القرآن في آيا صوفيا هراء وتجاوز للحدود”.
الأفضل هو أن تبقى أيا صوفيا كمتحف!
لا يجوز إستبدال كنيسة لمسجد بالقوة!!
لا نفعل كما فعل الإسبان بمساجدنا!!!
ولا حول ولا قوة الا بالله
اعادة آيا صوفيا الى وظيفته كمسجد جامع كما كان بعد فتح القسطنطينية على عهد السلطان محمد الفاتح ، هو الاختبار الحقيقي ان الرئيس اردوغان قائد مستقل القرار والارادة في السياسة..وفي تقديري كفته تعادل كفة جميع ( منجزات اردوغان ) الاخرى في تركيا.
في بلاد بيزنطة وعندما حكم ستالين كان من يجدوه يصلي يسجن ١٥ عاما وفي ألبانيا أصبح المسلم لا يعرف دينه ـ مسخ ـ وفرنسا أقصت اللغة العربية من مناهج التعليم في الجزائر والمغرب بل حتى نبشوا قبور المجاهدين واستعملوا عظامهم لاغراضهم فأين كان هؤلاء؟ بل وطن كامل إسمه فلسطين يُسرق بكامله في وضح النهار ولا يهتز لهؤلاء المجرمون منظري العلمانية والديموقرطية قصبة. نعم الشعب التركي هو من يقرر فأهل مكة أدرى بشعابها
اسبانيا اعطت مسجد قرطبة إلى الكنيسة بثمن 26اورو……لم يتحرك اي احد ضد هدا القرار……وحولوا الاسم من مسجد الى كتداؤية….فقط أهل مدينة قرطبة من تضاهروا ضد تغيير…..
أردوغان محق ومايفعله هو حق دفاع عن الأمه الإسلامية وعن كرامتها.
كل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
كلنا مع هذه الخطوه وليس ل أوروبا اي دخل في هذا الموضوع.
يبدو ان هناك قلة مساجد في تركيا والى العزيز الكروي ان يقرا التاريخ جيدا وماذا كان الجامع الاموي قبل ان يصبح جامعا
ياسيدي سلمهم بيتك..ومشكور الى الابد..وسندخلك كتاب غينس للكرماء….
إن كانت أوروبا المعترضة صادقة من نفسها، فلتأمر إسبانيا بسحب مسجد قرطبة من ملكية الكنيسة و تسليمها إلى وزارة السياحة أو مديرية المتاحف
الجامع الأموي كان كاتدرائية مسيحية وكذلك سوريا ولبنان وفلسطين كانت مسيحية واليوم سكانها مسلمون ولغتهم هي لغة القرآن الكريم٠
سلام عادل / انت تدعي عدم إيمانك بالديانات الإبراهيمية : اليهودية والمسيحية والإسلام ، لكن عند المساس باليهودية أو بالمسيحية تدافع عنهما ؟ لكنك لا تدافع عن الإسلام ولو مجاملة.ما هذا التناقض الانتخابي للمواقف ؟
شخصيا، لا أرى أي مانع أن يتحول أو يعود متحف آية صوفيا إلى مسجد،والقرار طبعا يعود للشعب التركي المسلم، وليس للغرب البيزنطي وغيره. وللتذكير إسبانيا عملت على تحويل كل المساجد تقريبا على أراضيها أيام الحكم الإسلامي إلى كنائس،وبقيت معالم هذه المساجد منذ مئات سنين ظاهرة بقوة رغم تحويل وإعادة بناؤها إلى كنائس واديرة وقد رأيت ذلك بأم عيني في الكثير من المساجد التي تحولت إلى كنائس في جزيرة مايوركا الإسبانية والأمر ينطبق أيضا على معظم المدن الإسبانية أثناء الحكم الإسلامي فيها آنذاك.
الطريق طويلة والتحديات كثيرة وصعبة .
الإسلام لا يمنع الدهاء السياسي في التعامل مع قضايا معينة ما دامت النية هي الخير للمسلمين.