ركوب الترند هاجس الشباب… والإدارة الأمريكية ستفرج عن 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية لمصر

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: لا تمثل المجاعة التي يعيش الغزاويون تفاصيلها بثبات منقطع النظير، والمذابح التي لم تتوقف منذ عام مصدر الألم الوحيد للشعب الفلسطيني، الذي يدفع ضريبة جبن الأشقاء من عرب ومسلمين منفردا، بل تمثل جبال الأكاذيب التي تنطلق على ألسنة إعلاميين وكتاب يتحدثون لغة الضحايا نفسها، مأساة أخرى، إذ تروج تلك الأبواق وجهة نظر العدو وتخفي، عن قصد أو غير قصد، الخسائر الكبيرة في صفوفه. وأكد الدكتور بدر عبدالعاطي، أن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يهدد السلم والأمن الدوليين، وأعرب عن القلق إزاء تفاقم المأساة الإنسانية في القطاع، والتي تتحمل مسؤوليتها إسرائيل، التي تعمل على جعل غزة منطقة غير قابلة للحياة، وشدد على خطورة الوضع في الضفة الغربية والقدس الشرقية بسبب عمليات القتل التي تقترفها إسرائيل وإصرارها على التوسع في الاستيطان، وسماحها بالعنف من جانب المستوطنين ضد المدنيين، وهي الممارسات التي تقوض فرص التوصل لتسوية على أساس حل الدولتين.
وافقت الولايات المتحدة، على بيع مصر صواريخ ستينغر بقيمة 740 مليون دولار، في وقت نشهد فيه تقاربا بين واشنطن والقاهرة. وأبلغت الخارجية الأمريكية الكونغرس موافقتها على بيع مصر 720 صاروخا من طراز سترينغر لأنظمة في حوزة القاهرة. وكشفت الإدارة الأمريكية مؤخرا، حسبما ورد في قناة «بي بي سي» عربية، أنها ستفرج دون شروط عن 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية لمصر. وأوضح دبلوماسي أمريكي، أن ذلك سيحسّن من أمن دولة صديقة، لا تزال قوة مهمة للاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في الشرق الأوسط. وقال الإعلامي مصطفى بكري إن الحرب التي تشن لا تستهدف غزة أو لبنان أو الضفة الغربية وحدها؛ بل هي حرب لبناء «إسرائيل الكبرى». وأكد أن المشهد قد يبدو مؤلما للبعض، وقد يظن البعض أن الهزيمة قد لحقت بنا؛ لكن كل قارئ للتاريخ يدرك أن نهاية هذا العدوان هي نهاية هذا الكيان، فأبدا لن يكون الاستسلام عنوانا؛ بل المقاومة هي الطريق أيا كان المسؤول عما حدث، فالحرب واضحة. وحول حجم التدفقات المالية التي استقبلتها القاهرة مؤخرا والتي لم تفلح في ضبط إيقاع الأسعار التي تكوي جباه أولياء الأمور كشف الخبير الاقتصادي محمد فؤاد أنه «منذ تحرير سعر الصرف في شهر مارس/آذار الماضي، دخل مصر 94 مليار دولار، من بينها 39 مليار دولار أموال ساخنة و24 مليار دولار المقابل النقدي لصفقة رأس الحكمة، إضافة إلى تحسن تدفقات المصريين في الخارج إلى 7٪». وأضاف الخبير الاقتصادي أنه خلال تلك الفترة حصلت مصر على 1.6 مليار دولار من صندوق النقد الدولي و3 ملايين دولار قروض أخرى، بالإضافة إلى الموارد الدولارية الطبيعية للدولة المصرية وتقدر بـ20 مليار دولار من قناة السويس والسياحة والتصدير ليصبح الإجمالي 94 مليار دولار.
ندد الدكتور أسامة عبد الحي نقيب الأطباء، بفيديو تزعم فيه مجموعة من الأشخاص أنهم أطباء قاموا بالتحرش بمرضى أثناء الكشف عليهم. وقال خلال تصريحات تلفزيونية، إذا ثبت أن هؤلاء الأشخاص أطباء؛ فإن ذلك يعد «جريمة» وأكد أن هذا الفعل ليس مخلا بقيم المهنة فقط؛ بل بكل القيم الدينية والأخلاقية والمجتمعية، واصفا هؤلاء الأشخاص بـ»المراهقين». وشدد أن العقوبة ستصل إلى الشطب النهائي من النقابة والحرمان من ممارسة المهنة، داعيا لمعاقبة هؤلاء الأشخاص بأقصى عقوبة. وأكد عبد الحي، أن «السجون والعقوبات لم تصمم للانتقام من المجرم؛ بل لتأديبه وردع كل من يفكر في ارتكاب فعل خاطئ، يجب تهذيبهم وتأديبهم، أو علاجهم إذا كانوا مختلين نفسيا». ونشرت صفحة مختصة بحقوق النساء ودعم ضحايا التحرش، فيديو صادما لطبيب بعد تحرشه بعدد من الفتيات بصحبة زملائه، وأعلنت نقابة للأطباء، أنها بدأت تحقيقا بشأن الواقعة.

ذوو القربى

ليس القصف الوحشي الذي يقوم به العدو ضد لبنان والمذابح التي ظلت ترتكب طيلة عام في قطاع غزة وأسفرت عن قرابة 42 ألف شهيد هو أشد ما يؤلم في العدوان الإسرائيلي، لكن الأشد إيلاما من وجهة نظر أسامة غريب في «المصري اليوم» هو ما عبّر عنه قديما الشاعر طرفة بن العبد حين قال: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند. معظم وسائل الإعلام العربية تستقي أخبار الحرب ضد لبنان وغزة من مصدرين: موقع واللا الإسرائيلي الذي يديره الموساد، وموقع أكسيوس الذي تديره المخابرات الأمريكية. يترتب على هذا الجرم انحياز فاضح في بعض وسائل الإعلام العربي لوجهة النظر الإسرائيلية، وترديد لكل الأخبار الكاذبة والمبتورة، التي يتعمد مجرمو الحرب في تل أبيب بثها بين الجمهور العربي. من المعروف أن قصف المقاومة اللبنانية لمستوطنات شمال إسرائيل، الذي بدأ صبيحة اليوم التالي لطوفان الأقصى قد ترتب عليه بالفعل نزوح المستوطنين بأعداد كبيرة نحو وسط وشمال إسرائيل. ولما كانت هذه المستوطنات يُعتمد عليها بشكل كبير في الحصول على الخضر والفواكه واللحوم والدواجن، حيث إنها عبارة عن مزارع يعمل فيها المغتصبون، الذين استولوا على الأرض الفلسطينية.. لذلك فإن هجر المستوطنين لها، سبّب نقصا فادحا في إمدادات الطعام، وهنا قام الجنود بالحلول مكان المزارعين الذين هربوا، فخلعوا الزي العسكري وارتدوا الملابس المدنية وأصبحوا يديرون العمل.

عار على الجميع

لأجل ما سبق أن ذكره أسامة غريب يشعر بالألم عندما يقرأ في بعض وسائل الإعلام العربي، أن صواريخ المقاومة اللبنانية أصابت عشة فراخ. قالوا هذا نقلا عن الإعلام العبري، دون أن يوضحوا للجمهور أن عشة الفراخ المذكورة كانت تؤوي مجموعة من الجنود، وأن كل الموجودين في المستوطنات هم عسكريون يعملون في الخدمة المدنية، وأنهم يحملون السلاح في الوقت نفسه، وبالتالي فإن إصابتهم في أماكن عملهم هي إصابة أهداف عسكرية، وهو أمر لا يثير الضحك والسخرية، كما حدث في الصحف والمواقع العربية. الأمر نفسه تكرر في ما نشر عن إصابة قطيع من الأبقار في صفد.. الأخبار الإسرائيلية التي يمررونها لنا فننشرها ونشاركهم السخرية من المقاومة، إن بعض وسائل الإعلام العربي في الوقت الراهن يحتاج للاجتهاد من أجل الوصول للخبر من مصادر محايدة، ومصادر الأعداء هي أبعد ما تكون عن الحياد. يكفي أننا لا نقرأ عن خسائر إسرائيل بالمرة. تنطلق الصواريخ من لبنان وتهرب من القبة الحديدية فتصيب القواعد والمطارات ومخازن الأسلحة وفي النهاية يقال في الأخبار: إصابة إسرائيلي واحد بشظايا، أو إصابة امرأة أثناء التدافع لدخول الملاجئ.. لا يا سادة، إن خسائر إسرائيل فادحة، ومئات الصواريخ التي أصابت أهدافها لا يمكن أن تسفر عن إصابة عشة فراخ ووفاة مستوطن من الخضّة، ولو كان هذا هو تأثير صواريخ ومسيرات المقاومة فعلا، لما تكبدت إسرائيل عناء القيام بارتكاب كل هذه الجرائم بحق المدنيين ولا كانت احتاجت لاغتيال قادة المقاومة وتفخيخ البيجرات والظهور بمظهر الدولة المارقة. في الحقيقة من الخير لنا أن تتوقف هذه الوسائل الإعلامية عن متابعة أخبار العدوان الإسرائيلي، فذلك أفضل من تعريض الجمهور لدعاية العدو بهذه الكثافة، ونحن في النهاية لا نحب أن نردد صرخة مظفر النواب حين تساءل: يا وطني هل أنت بلاد الأعداء؟

ثاني الضحايا

لا وقف لإطلاق النار في لبنان من أجل التفاوض حول اتفاق يتيح عودة مستوطني الشمال إلى منازلهم والنازحين في لبنان إلى بلداتهم وقراهم.. ولا بأس من التفاوض تحت النار حسبما يرى عبد القادر شهيب في «فيتو»: هذا كان رد نتنياهو على كل من بايدن وماكرون اللذين اقترحا هدنة في لبنان لنحو ثلاثة أسابيع لإجراء مفاوضات للتوصل إلى حل دبلوماسي يوقف الحرب بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله. وجاء هذا الرد صادما لكل من الرئيسين الأمريكي والفرنسي، اللذين كانا يتوقعان قبولا إسرائيليا لدعوتهما لهدنة الثلاثة أسابيع.. وتفسر دوائر أمريكية وفرنسية ذلك بأن الاستمرار في العدوان على لبنان يحظى بتوافق داخل حكومة نتنياهو، وخارجها بين المعارضة وسكّان المستوطنات الشمالية في إسرائيل.. الجميع تقريبا في إسرائيل يطالبون بالاستمرار في الحرب ضد لبنان للقضاء على القدرات العسكرية لحزب الله، خاصة بعد الضربات الكبيرة التي تعرض لها مؤخرا، فضلا عن عدم رغبة إيران في تورط الحزب في حرب واسعة. ولذلك علينا أن نتوقع مزيدا من التصعيد الإسرائيلي في الجبهة اللبنانية.. ولن يفعل الأمريكيون والفرنسيون شيئا.. سوف يكتفون فقط بالتصريحات التي يستنكرون فيها التصعيد.. لن يوقفا دعم إسرائيل بالسلاح.. حتى الدعم السياسي لإسرائيل لن يتوقفوا عنه.. وبالطبع لن يمارسوا حتى ضغوطا سياسية على إسرائيل لتستجيب لدعوة الهدنة.. وسوف يقولون لنا لتهدئتنا نحن نبذل قصارى جهودنا للتوصل إلى هدنة ومنع توسيع تلك الحرب.. ولذلك لك الله يا لبنان.

حذر أم رعب؟

رغم التصعيد الحالي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وتصاعد الضربات الموجهة إلى حزب الله، يبدو وفق ما لاحظ عبد اللطيف المناوي في «المصري اليوم» أن إيران ستتجنب التورط المباشر في حرب شاملة. السياسة الإيرانية منذ الثورة الإسلامية عام 1979 تعتمد على الحرب بالوكالة، وتجنب المواجهات المباشرة قدر الإمكان. لكن، يبقى السؤال حول ما إذا كان هذا النهج سيصمد أمام الضغوط الحالية، حيث إن الوضع في المنطقة يبقى هشا وقابلا للانفجار في أي لحظة. التصعيد الحاد الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط في الأوضاع الأمنية والسياسية منذ عملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول أدخل المنطقة في دوامة من التصعيدات العسكرية والسياسية، ازدادت مع مشاركة جماعات مسلحة وميليشيات محسوبة على إيران. وفي ظل اشتداد الأزمة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وتوجيه الضربات إلى حزب الله، حليف إيران الاستراتيجي، يطل السؤال المتخوف هل ستدخل إيران الأزمة كطرف عسكري مباشر؟ لإيران تاريخ طويل من دعم الجماعات المسلحة في المنطقة، ولاسيما تلك التي تدعم أجندتها الإقليمية أو تمثل أدوات نفوذ سياسي وعسكري، مثل حزب الله في لبنان و«حماس» في غزة. تستند هذه العلاقة إلى مزيج من الأيديولوجيا والمصالح الاستراتيجية، حيث تسعى إيران إلى تعزيز نفوذها في العالم العربي والإسلامي، من خلال دعم هذه الفصائل التي تمثل أوراق ضغط فعّالة ضد أعدائها الإقليميين والدوليين. في الأزمة الحالية، ومع تصاعد الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل على الحدود اللبنانية، يبدو أن إيران تلعب دورا حذرا، فهي تقدم الدعم اللوجستي والاستخباراتي والتسليحي لحلفائها، لكنها في الوقت نفسه تحاول تجنب التورط المباشر في القتال.

حجر الزاوية

إيران تجد نفسها في موقف معقد كما أخبرنا عبد اللطيف المناوي. من جهة، التورط في حرب مباشرة مع إسرائيل قد يؤدي إلى نتائج كارثية، خاصة مع تزايد التحالفات العسكرية الغربية في المنطقة، مثل هذه الحرب قد تؤدي إلى ضربات قاسية للبنية التحتية الإيرانية، بما في ذلك المنشآت النووية، ما يعيد طهران سنوات إلى الوراء في برامجها العسكرية والتنموية. امتناع إيران عن تقديم الدعم الكامل لحلفائها قد يؤدي إلى تآكل نفوذها في المنطقة. حزب الله و«حماس» يعتبران حجر الزاوية في استراتيجيات طهران الإقليمية، وتراجعهما قد يُنظر إليه على أنه هزيمة لإيران نفسها. لإيران عدة خيارات في هذه الأزمة، لكن يبدو أن السيناريو الأكثر احتمالا هو استمرار الانخراط غير المباشر. يمكن لطهران زيادة دعمها لحزب الله والفصائل الفلسطينية، دون الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل. من خلال تكثيف الدعم العسكري والمالي والاستخباراتي، تستطيع إيران تعزيز موقف حلفائها وجعلهم أكثر قدرة على الصمود، دون تعريض نفسها لخطر الهجمات المباشرة.

وجه آخر للمأساة… الإعلامي العربي يستمد أخبار الحرب من موقع تابع للموساد… وآخر تحركة المخابرات الأمريكية

من العوامل الأخرى التي قد تؤثر على قرار إيران هو الموقف الدولي، خاصة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، إذا وجدت إيران أن المجتمع الدولي لا يزال على استعداد للتفاوض أو التوصل إلى حلول دبلوماسية، قد تختار تجنب التصعيد. في المقابل، إذا رأت أن الظروف تميل إلى مواجهات مباشرة، قد تُقدِم على خطوات أكثر حدة. من المرجح أن تسعى إيران إلى موازنة حساباتها الاستراتيجية بحذر شديد، متجنبة في الوقت الحالي حربا مفتوحة لكنها في الوقت نفسه تسعى للحفاظ على نفوذها وحلفائها من الانهيار.

سنعيدها جنة

أظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللتها الأمم المتحدة أن أكثر من نصف الأراضي الزراعية في غزة التي تعد حيوية لإطعام السكان الجوعى في القطاع قد دمرت بالإضافة لـ200 منشأة حكومية و122 مدرسة وجامعة و610 مساجد وكنائس. ويبدو أن هذه المعادلة حسب خديجة حمودة في «الوطن» لها تاريخ (تلك التي تقول اقتل ودمر وسنعيد الإعمار) حيث يرتبط ظهور إعادة الإعمار بالتاريخ الأمريكي في الفترة الزمنية الممتدة ما بين 1863 و1877 التي شهدت اندلاع الحرب الأهلية الأمريكية وتدمير البنية التحتية والاقتصادية للجنوب الأمريكي إلى جانب إبادة 40٪ من الماشية، حيث وصلت تكلفة النفقات الحكومية في الحرب إلى 3.3 مليار دولار أمريكي، كما هاجر أغلب السكان إلى المدن، ولذلك شرع الرئيس الأمريكي حينذاك في تطبيق خطة لإعادة الإعمار وتوحيد الأمة. وقد ظهر هذا المصطلح مرة أخرى بشكل أكثر تأثيرا في المرحلة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، التي تميزت بتطور الاقتصاد العالمي واتجاه كبير نحو التعاون الدولي، خاصة في أعقاب عام 1950، حيث شهدت أوروبا واليابان عجزا في ميزان مدفوعاتها وتخريبا لبنيتها التحتية والاقتصادية والاجتماعية، استدعت ضرورة إعادة الإعمار وهو ما وفّرته الولايات المتحدة الأمريكية، التي استحوذت على 80٪ من الذهب الدولي وعلى هذا الأساس دعت أمريكا إلى إقامة نظام (برتن وودز) الذي أسس لمشروع مارشال لمساعدة أوروبا أو ما سُمى ببرنامج الاسترداد الأوروبي، ومنه تمت إقامة صندوق النقد الدولي. وحاليا فإنه من المتوقع أن تتعاظم تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة، خاصة مع مجهولية التوقيت الذي ستتوقف فيه الأعمال القتالية الإسرائيلية، ومن المتوقع ألا تقتصر جهود الإعمار على دول الجوار فقط أو الدول المساهِمة، حيث تتجه الأنظار إلى المنظمات الدولية والأممية التي من المتوقع أن تلعب دورا بارزا في جهود الإعمار قياسا على أدوارها السابقة، وسيكون على منظمة العمل الدولية توسيع برامجها القائمة وتدشين مشروعات جديدة لخلق فرص العمل ودفع جهود التنمية الاقتصادية. وبعيدا عن كل ما سبق فإن ما سنحتاجه جميعا ولا ندري من سيتولى مهمته (إعمار النفوس والقلوب).

أغراه هواننا

لا يتعجب الدكتور هاني سري الدين في «الوفد» من السياسات المستفزة لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة المتطرفة في تل أبيب، والمتصاعدة لجر منطقة الشرق الأوسط كلها إلى صراع إقليمي طويل الأمد. لا يتعجب المتابع للحرب الوحشية الإسرائيلية من ذلك السلوك، لأن الجميع يدرك أن مثل هذا الصراع المستدعى هو طوق النجاة لحكومة نتنياهو، وهو السبيل الأمثل لنجاته من المحاكمة بتهم الفساد. ولا شك أن السلام والوصول إلى حالة الاستقرار يدفع التيارات المتصارعة داخل إسرائيل إلى تنحية رئيس الحكومة اليمينية الدموية، لذا لا تمر ساعات قليلة على تداول أي أنباء بشأن قرب التوصل لتسوية للحرب، حتى تفتح إسرائيل جبهات صراع جديدة باستفزازات مزعجة تغتال فيها قيادة سياسية ما، أو تقصف مواقع مدنية، أو تمارس عملا تخريبيا. لا يشعر أي متابع للصراع العربي الإسرائيلي باندهاش من مثل هذه الاستفزازات، ولا يستغرب تمادي البطش الوحشي، لكنه بلا شك يستغرب من ردود الأفعال الدولية، التي تبدو عاجزة تماما عن وقف أي اعتداءات على السلام، أو ممارسات عاصفة بأمن البشر هنا أو هناك. فالمفترض أن العالم الأوروبي بمبادئه وقيمه المعلنة، يكرر في خطابه العام انحيازه الدائم للسلام، وسعيه الحثيث لترسيخ الاستقرار والهدوء في مختلف بقاع الأرض، انطلاقا من الحرص المعلن على حياة البشر وأمنهم واستقرارهم. لكن شتان بين الخطاب المطروح، والواقع الفعلي غير المكترث بالممارسات الدموية التي يمارسها النظام الصهيوني، والتي لا تخلف سوى الخراب. ولا شك أن الاقتصاديات الأوروبية تأثرت بشكل كبير بالحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت في 2022، وشهدت حركة التجارة الدولية تباطؤا كبيرا، كما شهدت الاستثمارات العالمية انكماشا واضحا، وهو ما انعكس بصورة لافتة على فرص العمل المتاحة، وقطاع التوظيف.

رصيد مهدر

من هُنا، فإن هذه الاقتصاديات التي يحدثنا عنها الدكتور هاني سري الدين تهتم بصورة عملية باستتباب الأمن والاستقرار، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، لأن مصالحها المباشرة ترتبط بتوقف الحرب، وليس بتوسيع نطاقها. ولذا، فإننا نشهد بين الحين والحين حالات غضب عارمة داخل مجتمعات أوروبا، تجاه بعض سياسات حكوماتها، إذ تراها تلتزم الصمت إزاء تصعيد الصراع من جانب إسرائيل، وهكذا رأينا على مدى شهور طويلة انتفاضات طلابية قوية معبرة عن توجهات شباب بات يرفض سياسات الصمت أمام الجرائم الإسرائيلية، ويرى فيها تهديدا لمصالحه المستقبلية. وفي تصوري، فإننا في مصر والعالم العربي نمتلك رصيدا قويا من الدبلوماسية الدولية، والإمكانات الفكرية، والعلاقات المتينة بالمؤسسات الكبرى التي تُمكننا من مجابهة استفزازات حكومة نتنياهو بقوة وفاعلية في مختلف الساحات الدولية، رفضا لأي سياسات تمس حالة الاستقرار في المنطقة. وهذا يُحتم علينا ممارسة دور واضح لدعوة المجتمع الدولي للتدخل لوقف الحرب وكبح جماح الصراع كي لا يتطور ويتسع. لقد أثبتت التجارب العملية أن أي صراع حاد يندلع في الشرق الأوسط يؤدي إلى هجرات كثيفة، ولجوء واسع النطاق ناحية الشمال، ما يمثل عنصر قلق لدى المجتمعات الغربية التي تسعى للحفاظ على سماتها الديموغرافية. إننا ندرك أن قواعد اللعبة السياسية في الشرق الأوسط تتبدل كل يوم، لكن ما يبقى واضحا ومؤثرا هو التقييم الحقيقي للمصالح الاقتصادية، ما يُحتم علينا خوض حرب دبلوماسية قوية تجاه سياسات الاستفزاز الصهيوني، والوقوف بقوة ضد جرجرة أطراف جديدة في المنطقة لصراعات يخسر فيها الجميع، ما عدا النظام الصهيوني القابع على رأس السلطة الإسرائيلية. وتبقى مصر دوما راية السلام الخفاقة التي يلتف حولها الجميع سعيا للاستقرار، وطلبا للسلام والأمان وتنمية الإنسان تنمية مستدامة.

تاريخ أمريكا الدموي

على مدى تاريخها القصير، شهدت الولايات المتحدة خمسة اغتيالات لرؤسائها، ولم تتوقف هذه الظاهرة حسب محمد المنشاوي في «الشروق» خلال معظم حقب التاريخ الأمريكي، إلا أنه لم تنجح أي محاولة اغتيال لرئيس خلال الستين عاما الأخيرة منذ اغتيال الرئيس جون كينيدي عام 1963. جددت محاولتا اغتيال ترامب، النقاش حول قضية العنف السياسي في الولايات المتحدة، الذي له تاريخ كبير ومعقد في أمريكا. وقد اغتيل الرئيس السادس عشر لأمريكا أبراهام لينكولن عام 1865، وكان أول رئيس أمريكي يغتال، وكذلك تعد أشهر حادثة اغتيال في التاريخ الأمريكي. كان جيمس جافيلد الرئيس العشرين لأمريكا ثاني رئيس يتم اغتياله عام 1881 في محطة السكك الحديدية في واشنطن عن طريق المحامي كارلوس جيتو، الذي كان غاضبا بعد أن رفض طلب تعيينه كسفير للولايات المتحدة في فرنسا. بعد ذلك اغتيل الرئيس الخامس والعشرون وليام ماكينلي عام 1901 عندما أطلق الفوضوي ليون كولجوش الرصاص عليه أثناء تحيته لمؤيديه في حفل استقبال في معرض لدول أمريكا اللاتينية. وكان الرئيس الخامس والثلاثون جون كينيدي آخر من اغتيل من الرؤساء عام 1963، وقتل خلال سير موكبه في مدينة دالاس في ولاية تكساس وسط جمع غفير من المواطنين اصطفوا لتحية الرئيس وزوجته أثناء مرور سيارتهما المفتوحة في الشوارع. يخشى المراقبون أن يكون لمحاولتي الاغتيال تأثير كبير على حملات الانتخابات الرئاسية، وعلى العنف السياسي الذي بات ظاهرة تقترب من أن تصبح إحدى سمات العملية السياسية في البلاد، خاصة منذ اقتحام الآلاف مبنى الكونغرس يوم 6 يناير/كانون الثاني 2021 في محاولة لعرقلة التصديق على نتائج انتخابات 2020. ويزداد القلق من انتشار العنف والاغتيالات خاصة مع ما منحه الدستور للأمريكيين من حق في امتلاك السلاح الناري، سواء للدفاع عن النفس، أو لمواجهة خطر استبداد الحكومة.. يمتلك الأمريكيون أسلحة نارية أكثر من أي دولة أخرى في العالم، إذ يملكون ثلثها، أو ما يقرب من 400 مليون قطعة سلاح ناري. ويدفع امتلاك ملايين الأمريكيين لبنادق آلية ونصف آلية، لعدم استبعاد وقوع أعمال عنف ذات طبيعة سياسية مرارا وتكرارا، خاصة مع إيمان الكثير منهم بأن هناك من يحرك الأحداث بعيدا عن صناديق الاقتراع ورغبات الأمريكيين.

لو حدث فعلا

العلاقة بين المرشح الجمهوري الحالي والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والجمهورية الإسلامية الإيرانية يراها محمد مصطفى أبو شامة في «الوطن» شديدة التعقيد ويغلفها عداء وكراهية عميقة، والبحث وراء أسبابها قد يفسر لنا مغزى الحضور الإيراني الدائم في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، التي انطلق التصويت فيها عبر البريد قبل أيام، وأصبح لا يفصلنا عن ليلتها الكبرى، ليلة الثلاثاء العظيم، سوى بضعة أسابيع. وقد تجدَّد التصعيد وزاحم ترامب وعلاقته «التوكسيك» بإيران نشرات الأخبار العالمية، التي كانت تنعى ضحايا لبنان وتتابع تلاعب نتنياهو بالعالم بين التصعيد والتهدئة في الجبهة الشمالية، في حين يترقب العالم وصوله إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ليلقي كلمة إسرائيل في الدورة 79 لجمعيتها العامة. وفي هذه الأثناء، أطلق صديقه ترامب من جديد قنابل دخانه الكلامية الإثارية، وأشعل الجدل بتهديدات متبادلة بينه وبين إيران، متوعدا بـ«تدمير إيران إذا ألحقت أذى بمرشح في الانتخابات الرئاسية» وكان رده الموجز بعد أن أطلعته وكالات الاستخبارات الأمريكية على تهديدات لحياته تقف وراءها طهران. ويبدو أن محاولات «اغتيال ترامب» ستكون الملمح الأبرز لسباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، فبعد محاولتين فشلتا خلال شهرين، مرت في الأولى رصاصة بجوار رأسه أصابته إصابة سطحية في أذنه في يوليو/تموز الماضي، عاش بعدها دورا بطوليا وهميا، تم تضخيمه واستثمار نجاته من الموت بشكل مفرط في حملته الدعائية، أما المحاولة الثانية فكانت قبل أسبوعين تم اكتشافها بعد رصد مشتبه فيه قبل أن يصل لترامب، الذي كان يلعب الغولف في «ويست بالم بيتش» في ولاية فلوريدا، وتم القبض على الشخص المشتبه فيه الذي كان في حوزته سلاح غير مرخص، وتمت إحالته للمحاكمة مخلفا وراءه رسالة إلى العالم يعترف فيها بجريمته، وجاء فيها حسبما نشرته وسائل إعلام مختلفة: «كانت هذه محاولة اغتيال لدونالد ترامب لكننى خذلتكم. لقد بذلت قصارى جهدي وبذلت كل ما في وسعي. الأمر متروك لكم الآن لإنهاء المهمة» موضحا في رسالته رفضه عودة ترامب ليكون من جديد رئيسا، مؤكدا عدم صلاحيته للمنصب.

إيران والانتخابات الأمريكية

دخلت إيران على خط الانتخابات الرئاسية مبكرا بعد اتهامات طالت إحدى الشركات الإيرانية بقيامها بعمليات قرصنة إلكترونية ضد حملة الرئيس ترامب، حسبما أكدته تحقيقات لوكالات الاستخبارات الأمريكية أُعلنت نتائجها في أغسطس/آب الماضي، وجاء فيها أن «إيران تقف وراء الهجمات الإلكترونية على مقرات الحملات الانتخابية في البلاد، في إطار تدخل أوسع للنظام الإيراني، بهدف التأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية» يتساءل محمد مصطفى أبو شامة، إن صح ما وصلت إليه المخابرات الأمريكية، فهل حقا إيران تريد منع عودة ترامب بأي وسيلة، حتى لو اضطرت إلى تدبير محاولة لاغتياله؟ ربما يساعدنا على الإجابة استرجاع أهم محطات العلاقة بين إيران وترامب، خلال فترته الرئاسية (2017 ـ 2021) التى كان ختامها قاسيا ولا يُمحى بعملية اغتيال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني في يناير/كانون الثاني سنة 2020، الذي قُتل في قصف صاروخي أمريكي استهدف موكبا للحشد الشعبي في مطار بغداد. وسليماني كان العقل المدبر والمنفذ لأنشطة إيران في الشرق الأوسط، ووزير خارجيتها الفعلي، فيما يتعلق بشؤون الحرب والسلام، أما ضربة البداية من ترامب ضد إيران فكانت في مايو/أيار 2018، عندما أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، لتدخل بعدها طهران ما عُرف اقتصاديا بفترة «الضغوط القصوى» وحاليا وبعد موجات الاضطرابات الداخلية لا يحتمل الاقتصاد الإيراني أي ضغوط جديدة، فقد قضى فترة بايدن الرئاسية يلتف حول العقوبات، مستغلا تغاضي الإدارة الديمقراطية. ومسألة التهديد الإيراني باغتيال ترامب أثيرت من قبل في 26 يوليو/تموز الماضي. وربما يفسر لنا هذا التشابك المريب حول «اغتيال ترامب» بين نتنياهو وترامب وإيران مستقبل منطقة الشرق الأوسط في ظل الثلاثة الذين يدفعونه بلا رحمة نحو الهاوية. والمثير أن حديث ترامب عن «طمس إيران» تكرر من قبل خلال ولايته الرئاسية سنة 2019.

سلاح ذو حدين

لا شك والكلام لشيماء شعبان في «الأهرام» أن «الترند» يمكن أن يكون قوة دافعة للتغيير الإيجابي. فقد شهدنا كيف استطاعت بعض الحركات الاجتماعية أن تحقق أهدافها بفضل انتشارها السريع عبر المنصات الرقمية، كما أن «الترند» يمكن أن يكون وسيلة ممتازة لنشر الوعي حول قضايا مهمة. وقد يكون ذلك في شكل حملات توعية، أو مبادرات تطوعية، أو دعوات للتغيير الاجتماعي، لأن مثل هذه الترندات تتميز بقدراتها على توحيد الناس حول قضية مشتركة، وإلهامهم للعمل معا لتحقيق هدف مشترك. ولكن على الجانب الآخر، نجد أن السقوط في فخ الترند يحمل في طياته العديد من الجوانب السلبية، ففي ظل السعي المحموم للحصول على أكبر عدد من الإعجابات والمشاركات، قد نتجاهل جودة المحتوى، أو اللجوء إلى أساليب رخيصة لجذب الانتباه، فضلا عن أن التركيز الزائد على «الترند» قد يؤدي إلى فقدان هويتنا الفردية وتقليد الآخرين بشكل أعمى؛ حيث يشعر الكثير من الأفراد بالحاجة إلى الانتماء إلى مجموعة أو مجتمع معين، وأن «ركوب الترند» يوفر لهم هذه الفرصة، من خلال المشاركة في شيء مشترك مع الآخرين. وهذا الأمر يجعلنا نقف قليلا لنفكر في هذا السلوك المعقد، وأن نسعى إلى التوازن بين المشاركة في الحياة الرقمية وبناء حياة حقيقية سعيدة ومثمرة. «السقوط في فخ الترند» ظاهرة معقدة تتطلب منا التفكير بعمق في دوافعنا وأهدافنا؛ حيث يمكننا تغيير هذه الدائرة المفرغة من خلال الوعي بأخطار التريندات، وتطوير عادات صحية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتركيز على بناء علاقات حقيقية مع الآخرين. لذا علينا أن نتذكر أن القيمة الحقيقية تكمن في أنفسنا وفي إنجازاتنا، وأن نكون حذرين من الوقوع في فخ المظاهر، وأن نسعى دائما إلى تطوير أنفسنا والمساهمة في بناء مجتمع أفضل.

كلب صيام

دروس جديرة بالمتابعة تلك التي يحرص عليها صلاح صيام في «الوفد» بهدف تقديم النصح للمواطنين من مجمل خبرته بعد أن عقره كلب: المشكلة في الإصابة بالسعار أن الوفاة تحدث بداية من ثلاثة أيام وتمتد إلى 11 يوما، فعند ظهور الأعراض تكون احتمالات وإمكانية البقاء على قيد الحياة ضعيفة ونادرة، حتى إن تناول المصاب الأدوية والأمصال واللقاحات، ونال الاهتمام الصحي الكامل وتعاطى الدواء ومكث في العناية المركزة. الغريب أن الكلاب – سبب جميع هذه المشاكل- هي الحيوانات الأليفة المفضلة في جميع أنحاء العالم، وتشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 900 مليون كلب على كوكب الأرض، ويختلف المؤرخون حول متى وأين بدأ البشر استئناس الكلاب لأول مرة، فهناك اعتقاد بأن الكلاب الأولى عبارة عن ذئاب استأنست نفسها وانجذبت إلى مكان التجمعات البشرية وأول فصائلها التي تم التعرف عليها يرجع تاريخها إلى نحو 9000 سنة قبل الميلاد، وربما كانت تلك الفصيلة من نوع الكلب «السلوقي» الذي يستخدم في الصيد، وتم العثور على بقايا الكلب في وقت مبكر في الصين في الفترة بين 5800 و7000 قبل الميلاد، حتى أن هناك موقعا لدفن الكلاب في يوتا – إحدى الولايات الأمريكية -حيث تشير التقديرات إلى أن تاريخه يعود إلى 11000 سنة. وعندما كان يموت كلب في مصر القديمة، فإن أصحابه -إذا كان بإمكانهم ذلك- لا يتوانون عن العمل على تحنيطه بالرعاية التي يحظى بها أحد أفراد الأسرة البشرية، كما أن أصحابه كانوا يحلقون حواجبهم علامة على الحزن الشديد. وفي الصين القديمة كان الاعتقاد السائد أن الكلاب هبة من السماء، وكانت دماؤها تعتبر مقدسة لدرجة أنها كانت تستخدم في ختم الإيمان وقسم الولاء. وفي الأمريكيتين، احتفظت قبائل «المايا» بالكلاب كحيوانات أليفة، ولكنها كانت مرتبطة أيضا بالآلهة، وقيل إن الكلاب كانت تقود أرواح الموتى إلى العالم السفلي، وكان الكلب يساعد في إرشاد المتوفى لعبور تحديات وضعها أقطاب زيبالبا من أجل الوصول للجنة. ولكن هذه المخلوقات الجميلة الذكية أصبحت تهدد حياة البشر على وجه الأرض، وتسبب مشاكل جسيمة للكبار قبل الأطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية