بيروت – «القدس العربي»: «لا شيء يدوم، ولا حتى أنا، صوتي الذي طالما تناغم مع صداه، سينقطِع، وإلى الأبد». عن دار هاشيت أنطوان/نوفل- بيروت، صدر مؤخراً العمل الروائي السابع للكاتب السوري عبد الله مكسور، بعنوان «2003». ومن خلال الرواية يستعرض مكسور مسيرة أكثر من مئة عام من الهزائم والآمال الضائعة، التي رسمت خريطة العالم العربي، بداية من مسيرة (الجد) الضابط في الجيش العثماني، الذي شهد سقوط الدولة العثمانية وتفككها ووراثة المستعمر لها، ومن ثمّ ضياع فلسطين، حتى نهاية حياته بالوقوع في قبضة الأمريكيين بعد الحرب العالمية الثانية. وصولاً إلى (الحفيد) طبيب الأسنان السوري، الذي شهد بدوره احتلال العراق، بعد الفرار إليه والعمل هناك ـ الأب كان في طليعة مقاتلي الإخوان المسلمين في سوريا ـ ولم يكن حظ الحفيد بالأسعد حالاً، حيث سقط بدوره في يد الأمريكيين بعد التخلص من صدام حسين، وبالتالي نعيش معه تجربة المعتقلات الأمريكية الشهيرة.
من أجواء الرواية
الحرب قائمة. صدّام متوارٍ يدير العمليات من الكواليس. لكنه سيظهر فجأة ذات منتصف ليل في عيادة طبيب أسنان بسبب وجع في ضرسه، وسيشاهد من النافذة المطلّة على ساحة الفردوس انهيار تمثاله وحكمه. لكن، قبل أن يغادر تلك العيادة، سيترك للطبيب ورقة شكر ممهورة باسمه ستكلّف الطبيب غاليا في معتقلات الأميركيين… هذه البلاد لا تخاف من البشر الساكنين فيها، وإنّما تخافُ من أحلامِ الشيطان القابعِ داخلهم، عشتُ فيها على هامشِ حياتِها بين ثنائيّتَي المواطن الصالح والطالح، عارفا تماما الفرق الكبير ـ في شوارعها ـ بين الخصم والعدوّ. فكيفَ وضعتني، قبلَ أن تُسدِلَ الستار على المشهدِ الأخير من حقبة عراق صدّام حسين، في واجهةِالأحداث؟».
عبد الله مكسور،صحافي وروائي سوري، يقيم في المملكة المتّحدة. من أعماله الروائية السابقة نذكر.. «شتات الروح» «أيام في بابا عمرو» «طريق الآلام» «غبار على الذاكرة».