روسيا ترسل مئات الجنود إلى القامشلي..وتوقف الحوار الكردي- الكردي وسط اتهامات بالتبعية لأنقرة

وائل عصام
حجم الخط
0

أنطاكيا-“القدس العربي”: استقدمت روسيا مئات الجنود إلى مطار القامشلي بريف الحسكة، وكشفت وسائل إعلام روسية أن 300 جندي مظلي وصلوا الأحد المطار، في الوقت الذي كررت فيه تركيا تهديها بشن عملية عسكرية جديدة ضد القوات الكردية التي تتهمها أنقرة بـ”الإرهابية”.
و قالت وكالة “Rusvesna” الروسية، إن المظليين الروس ربما وصلوا إلى القامشلي بهدف “تدمير القوات التي تخطط تركيا لاستخدامها قريباً في المنطقة” ومؤخراً، عززت روسيا من تواجدها في المطار الذي يقع بالقرب من الحدود التركية، وكذلك من القواعد الأمريكية في محافظة الحسكة.
من جانب آخر أعلن قيادي كردي بارز عن توقف الحوار- الكردي الكردي، وقال عضو الائتلاف السوري عن المجلس الوطني الكردي شلال كدو، إن المجلس لا يرى أي أفق واعد للحوار مع أحزاب الوحدة الوطنية الكردية التي يقودها حزب “الاتحاد الديمقراطي” أو الحوار الكردي- الكردي الذي ترعاه الولايات المتحدة
وأضاف كدو في حديث خاص لـ”القدس العربي”، أن تواجد “المجلس الكردي” في تشكيلات المعارضة السورية السياسية (الائتلاف، هيئة التفاوض)، لا يعني تبعية المجلس لهذه الجهات، وإنما هو خيار استراتيجي اتخذه المجلس.
حديث كدو يأتي رداً على إعلان آلدار خليل عضو هيئة الرئاسة المشتركة لـ”الاتحاد الديمقراطي”، عن إنهاء الحوار مع المجلس الكردي.
وكان خليل، قد اتهم المجلس الكردي بالتبعية لتركيا، قائلاً إن “المجلس الوطني الكردي جزء من الائتلاف الوطني السوري، التابع للدولة التركية، وخلال الحوارات لم يقم المجلس بأي خطوة تجاه هذا الأمر ولم ينسحب من الائتلاف”.
وأضاف في تصريح لوسائل إعلام كردية محلية، أن “المجلس الوطني يشجع سيطرة تركيا على الأراضي السورية، وهو لا يتوافق مع توجههم بضرورة إخراج تركيا من المناطق التي سيطرت عليها، كما لا يعترف بالإدارة الذاتية، ولا يعترف بالمؤسسات الموجودة على الأرض، ولذلك الحوارات التي كانت مع المجلس توقفت، وهم يراهنون على قدوم تركيا، وهم متحالفون مع تركيا، ولذلك أي طرف يتحالف مع تركيا لا يمكن التفاوض والحوار معه”.
وأكمل خليل، “كان في البداية لنا محاولات لإقناع المجلس الكردي بضرورة التراجع عن هذه المواقف، لكن تبين أنهم مصرون على مواقفهم وهم أصبحوا أطرافاً تابعة لتركيا، ويعملون وفق أجنداتهم”.
وفي رده على ما سبق، أشار كدو إلى أن الإعلان عن توقف المفاوضات ليس الأول من نوعه، فقد أعلن الطرف المقابل في أكثر من مرة عن ذلك.
وبما يخص علاقة المجلس بتركيا، شدد كدو على أن العلاقة مع أنقرة مبنية على الاحترام المتبادل، ولا بد أن تستمر وتتطور نحو الأفضل، نظراً للدور التركي في الملف السوري، ولأنها دولة جارة، لافتاً إلى أن معظم أطياف المعارضة السورية على علاقة جيدة بتركيا.
بدوره، قال عضو الهيئة الرئاسية في المجلس الوطني الكردي، فيصل يوسف، إن وحدة الموقف الكردي في إطار وحدة المعارضة السورية كان ولا يزال هدفاً استراتيجياً للمجلس، وبالبناء على ذلك عقد المجلس اتفاقات عديدة مع “الاتحاد الديمقراطي”، وانخرط كذلك في الحوار مع الحزب برعاية أمريكية.
وفي حديثه لـ”القدس العربي”، أكد اليوسف أنه جرى التوافق على رؤية سياسية، وقال “من بين الأمور التي اتفقنا عليها كان استعادة الأراضي السورية وفقاً للقرارات الأممية ومنها عفرين ورأس العين (سري كانيه) وتل أبيض، ووجودنا في الائتلاف يأتي تأكيداً من المجلس على أنه جزء من المعارضة التي تؤمن بوحدة سوريا”.
وأشار يوسف إلى اتفاق المجلس مع “الاتحاد الديمقراطي” على الحق لكل طرف بالاحتفاظ بالمواقع القديمة، إلى حين العمل سوياً على إنجاز انتخابات والحوار مع المكونات الأخرى، وقال: “لا زلنا نعتقد بأهمية الموقف الكردي، وننتظر أن يتم الوفاء بالتعهدات، أي ضمان حرية العمل السياسي للمجلس وعدم ملاحقة كوادره، ونحن ننتظر الضامن الأمريكي للحوار، وأي تصريحات أخرى تعبر عن رأي الطرف الآخر، ونعتقد أن التصريحات الأخيرة (تصريحات آلدار خليل) لا تصب بمصلحة الشعب الكردي”.

ويبدو أن التقارب الأخير بين “الاتحاد الديمقراطي” الذي يهيمن على قرار قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والنظام السوري، كان بسبب التهديدات التركية بشن عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري، وأثر على الحوار الكردي الداخلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية