دخل «مجلس الإفتاء الروسي»، أمس، على خط الحرب الروسية – الأوكرانية الجارية بإعلانه أن «العملية الروسية الخاصة التي ينفذها الجيش» في أوكرانيا «تستند إلى أحكام القرآن الكريم».
ولم يكتف المجلس بهذا الإقرار ولكنه دعا أيضا «مسلمي روسيا والعالم للتوحد من أجل الدفاع عن روسيا»، وهو ما يشبه إعلانا جديدا لحركة جهادية أممية لكنها هذه المرة لا تدعو لإعادة الخلافة ولكن للمشاركة في حرب دولتين أغلب سكانهما مسيحيين!
تبدو دعوة مجلس الإفتاء (وكذلك مشاركة وحدات عسكرية من الشيشان، التي يقودها رمضان قديروف، الزعيم الشديد الولاء للرئيس فلاديمير بوتين)، ردا على مواقف المسلمين الأوكرانيين، الذين لديهم تاريخ طويل في تلك البلاد، منذ دخوله في بداية القرن الرابع عشر مع اعتناق حكامها المغول الإسلام، ثم دخولهم تحت حكم العثمانيين قبل ضم الإمبراطورية الروسية لها. آخر هذه المواقف كانت خلع المفتي الأوكراني سعيد اسماعيلوف، وهو من مدينة دونيتسك الخاضعة لسيطرة الانفصاليين، للجبة والعمامة والتحاقه بقوات «الدفاع الإقليمي» للمشاركة في مواجهة الغزو الروسي الجديد.
هذا التوظيف الحربي للإسلام في الحرب الدائرة لا يقل عنفا، في الحقيقة، عن توظيف المسيحية، التي يعتبر مؤرخون ومحللون أنها عامل لعب دورا في قرار الغزو، فكييف، بالنسبة للمسيحيين الأرثوذكس، تعد بمثابة القدس للأديان السماوية، وأن الصراع على أوكرانيا، لا يتعلق فقط بتوسيع المجال الحيوي الامبراطوري للنفوذ الروسي، ومطالب الضمانات الأمنية، وتمدد الحلف الأطلسي، بل يشمل أيضا الصراع على الأرثوذكسية نفسها، وبالتالي على المجال الحيوي الديني لسكان أوروبا الشرقية واليونان والقوقاز، إضافة إلى أقليات في بلدان شرق المتوسط وشمال أفريقيا.
ترى مؤرخة متخصصة بتاريخ المسيحية، ديانا باتلر باس، أن لعب كييف دورا تأسيسيا في تاريخ الأرثوذكسية جعلها مكانا مقدسا أول في الخيال الجماعي للروس (والأوكرانيين طبعا). شهدت الأرثوذكسية نهضة كبرى في أوروبا الشرقية خلال العشرين عاما الماضية، بالتوازي مع تنامي المشاعر المؤيدة لروسيا في المنطقة «كقوة ضرورية لموازنة الغرب».
قامت الكنيسة بدعم رؤية بوتين الامبراطورية حول توسيع نفوذ روسيا في العالم، واستخدم بوتين الكنيسة لدعم سياساته الداخلية والخارجية بحيث صارت أحد رموز قوته. يحاول بوتين إظهار العلاقة مع الكنيسة باعتباره أكثر من كونه توظيفا «ميكيافيليا» للدين حيث تبث آلته الدعائية حكاية قلادة صليب لا تفارق رقبته، وأنه قام بمباركتها على قبر المسيح خلال زيارة للأراضي المقدسة حين كان ضابط مخابرات في التسعينيات، وأن أحد أحلامه التي يريد تحقيقها من احتلال أوكرانيا هي الاحتفال بقداس الفصح في كييف!
يسهل، ضمن هذا السياق المتداخل للسياسة بالتاريخ والدين (على ما هو الحال في الصراع العربي – الإسرائيلي)، اعتبار إعلان الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية انفصالها عن الكنيسة الروسية عام 2018 (أي بعد 332 عاما من اتحادهما)، انعكاسا لإرادة التحرر السياسي للأوكرانيين أنفسهم، وتخلصا من توظيف الكرملين للكنيسة الأرثوذكسية (والإسلام واليهودية)، في معاركه، سواء في أوكرانيا، أو في الشيشان، أو في سوريا.
الى اخواني العرب المسلمين المغتربين والامنين في ربوع دول اوروبا ارجوكم انزلوا اجازات على بلدانكم انتم واولادكم ولو بشكل مؤقت لحتى تنتهي هذه الحرب واللتي لا ناقة ولا بعير لنا فيها .
و بماذا اخطىء مجلس الافتاء الروسي … الناتو صنع خنجر سام في خاصرة بلد يعيش به ٣٠ مليون مسلم و توج رئيس ممثل لهذا الموضوع و قصة رياسته لم تكن صدفة و تم التخطيط بعناية و غسل عقول الشعب الاوكراني اللذي تحول خلال ثمان سنوات من أخ و شقيق و مسيحي ارذوكسبي ليقبل ان يكون رئيسه صهيوني ، اتوقع ان مجلس الافتاء الروسي للمسلمين فهم اللعبة و اكتشفها اكثر مننا. و كما يقال اهل مكة ادرى بشعابها. مع احترامي لقدسنا و رأيها.