روسيا لم تسلم صواريخ ‘اس ـ 300’ الى سورية وتحتاج إلى ما لا يقل عن 10وحدات من المنظومة لحماية مجالها الجوي

حجم الخط
0

موسكو ـ تل ابيب ـ وكالات: ذكرت وسائل اعلام روسية الجمعة ان روسيا لم تسلم بعد صواريخ ‘اس-300’ الى النظام السوري وقد تمتنع عن تسليم هذه الاسلحة هذا العام او حتى في اي وقت اخر، مما يشكل نفيا لما المح اليه الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة تلفزيونية.
والمح الاسد الخميس الى ان روسيا قد تكون ارسلت بالفعل جزءا من الشحنة المثيرة للجدل دون ذكر نوعها مباشرة.
وبموازاة ذلك ذكرت وكالة انترفاس ان روسيا يمكن ان تزود سورية بعشر مقاتلات ميغ ـ 29 بموجب عقد محتمل تجري مناقشه مع وفد زائر من دمشق.
واوردت صحيفة ‘فيدوموستي’ نقلا عن مصدر في صناعة الدفاع قوله انه ليس من الواضح ما اذا سيتم تسليم الصواريخ الى سورية هذا العام، بينما نقلت ‘كومرسانت’ عن مصدر اخر بان التسليم مقرر في الربع الثاني من 2014.
ومن جهتها نقلت وكالة انترفاكس عن مصدر في صادرات الاسلحة قوله ان عملية تسليم صواريخ اس-300 ان تمت ‘فلن يكون ذلك قبل الخريف’.
وقال الاسد في مقابلة مع تلفزيون المنار بثت مساء الخميس ‘كل ما اتفقنا عليه مع روسيا سيتم، وجزء منه تم في الفترة الماضية’. غير ان مصدري كومرسانت وفيدوموستي قالا انه لم يتم بعد تسليم اي صواريخ. وعقد الصواريخ تم توقيعه عام 2010 وقالت فيدوموستي ان قيمته مليار دولار. وقالت فيدوموستي ان العقد يتعلق باربعة انظمة صواريخ اس ـ 300 لكن كومرسانت قالت انه تجري مناقشة ما مجموعه ستة انظمة.
واضافت كومرسانت انه وبعد تسليم الشحنة في 2014، فان فترة من ستة اشهر على الاقل ستكون ضرورية لتدريب العاملين واجراء الاختبارات قبل ان تصبح هذه الانظمة عملانية بشكل كامل.
وقال مصدر كومرسانت انه بينما يبدو موعد التسليم في الخريف ممكنا من الناحية النظرية ‘فان امورا كثيرا رهن بالوضع في المنطقة وموقف الدول الغربية من حل النزاع في سورية’.
ونقلت فيدوموستي عن المصدر قوله انه فيما تصر الحكومة الروسية حاليا علنا على ان العقد سيتم تنفيذه، فان هذا لا يعني ان التسليم الفعلي سيتم حتما.
وقالت انترفاكس ان عملية التسليم قد تؤجل حتى اشعار اخر. ونقلت عن مصدرها قوله ان المسألة ذاتها حصلت مع صواريخ اسكندر الروسية التي ارادتها سورية قبل بضع سنوات لكن موسكو رفضت التسليم.
ويرى الخبراء ان انظمة الصواريخ هذه تكتسي اهمية عسكرية كبيرة للرئيس السوري في النزاع مع المقاتلين المسلحين اذ يمكن استخدامها كقوة رادعة لصد ضربات جوية اسرائيلية او غربية ضد النظام.
وابرز تقرير في كومرسانت مخاطر سعي اي طرف ثالث مثل اسرائيل لتدمير صواريخ اس-300 بعد وصولها الى سورية علما بأن الخبراء الروس سيكونون متواجدين على الارض لضمان عملها.
وقال مصدر في صناعة الاسلحة للصحيفة ‘اذا تأذى مواطن روسي واحد نتيجة لذلك ستكون العواقب السياسية خطيرة جدا’ واضاف ‘ما من قيادة تتحلى بمنطق تتخذ مثل هذه الخطوة’.
ونقلت وكالانت الانباء الروسية عن مدير شركة ميغ سيرغي كوروتكوف الجمعة ان موسكو ودمشق تناقشان تفاصيل عقد جديد على ما يبدو يتعلق بـ10 طائرات ميغ-29. وصرح كوروتكوف ‘هناك وفد سوري موجود حاليا في موسكو ويتم تحديد تفاصيل الاتفاق’. واضاف :اعتقد انه سيتم تسليم المقاتلات لسورية’.
وقالت وكالتا انترفاكس وريا نوفوستي ان العقد يشمل 10 مقاتلات.
غير ان يوري يوشاكوف مستشار الرئيس فلاديمير بوتين قال لوكالات الانباء انه ليس على علم بعقود اسلحة جديدة يتم الاتفاق عليها مع سورية في الوقت الحاضر.
وقال يوشاكوف انه بحسب علمه ‘فان روسيا لا تعتزم ابرام اي عقود جديدة’.
ومن جهته قال القائد العام الأسبق للقوات الجوية الروسية، الجنرال أناتولي كورنوكوف إن سورية تحتاج إلى ما لا يقل عن عشر وحدات من منظومة ‘إس-300’ للدفاع الجوي كي تستطيع تأمين مجالها الجوي.
ونقلت وكالة ‘إنترفاكس’ عن كورنوكوف قوله:’مع أخذ مساحة سورية بعين الاعتبار، فإنهم يحتاجون إلى ما بين 10 و12 وحدة من منظومة ‘إس-300′ لتغطي كامل أراضي البلاد’.
وتابع كورنوكوف أن وجود مثل هذه القدرات ‘سيجعل مهمة إقامة منطقة حظر جوي فوق سورية شبه مستحيلة. ولن تزيد فترة تأهيل الخبراء السوريين للعمل القتالي على نظم ‘إس-300′ عن شهر’.
وأضاف كورنوكوف: ‘بالطبع، يجب على خبرائنا تدريب الزملاء السوريين، إذا ما حصلوا على هذه النظم. ثم يعود كل شيء إلى جهود المتدربين. ولن تقل فترة التدريب عن نصف الشهر أو شهر’.
وأوضح كورنوكوف أن المدة التي يمكن تركيب فيها المنظومة ‘كل شيء يعود إلى موقع نشرها (المنظومة). سيحتاجون إلى بعض الوقت لسيرها وساعة أو ساعتين على الأكثر لنشرها. ذكرت فترة أطول، لأن النظم قد تتعرض لهزات أثناء نقلها وقد تحتاج لصيانة إضافية. وعامة يمكن نصب نظمنا خلال خمس دقائق’.
وأضاف أن وسائل الهجوم الراداري الموجودة في العالم اليوم لا تسمح باختراق نظم ‘إس-300’ بالكامل، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه من الخطأ الادعاء بأن صواريخ ‘إس-300’ مؤمنة تماما من تأثير الرادارات.
من جهته نفى مسؤولون إسرائيليون أن تكون صواريخ ‘اس ـ 300’ أو أجزاء منها وصلت إلى سورية، فيما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بضرب هذه المنظومة الصاروخية المتطورة إذا تم تزويد سورية بها.
ونقلت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ الجمعة، عن مسؤولين إسرائيليين نفيهم لتلميحات الرئيس السوري بشار الأسد خلال مقابلة أجدرتها معه قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله وبثتها الخميس إلى أن سورية حصلت على قسم من شحنة صواريخ ‘اس ـ 300’، وقالوا إن ‘صواريخ ‘اس ـ 300’ لم تصل إلى سورية بعد.
وقالت الصحيفة إن حصول سورية على هذه الصواريخ يثير قلقاً كبيراً في إسرائيل لأنها تمنع إمكانية شن غارات جوية إسرائيلية ضد سورية، إذ أنه يصعب تشويش راداراتها وبإمكانها اعتراض صواريخ طويلة المدى وبإمكانها ضرب طائرات في عمق إسرائيل وتهديد الطيران المدني. لكن الصحيفة قالت إن ‘سلاح الجو الإسرائيلي بإمكانه مواجهتها’.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق دان حالوتس، عبر لإذاعة الجيش الإسرائيلي مساء الخميس، عن شكوكه بحصول سورية على شحنة صواريخ ‘اس-300’ الروسية المتطورة، وقال إنه ربما يكون الأسد يتباهى وحسب، بإعلانه عن وصول هذه الشحنة بادعاء أن إسرائيل لم ترصد وصول شحنة الصواريخ.
وقال حالوتس إنه ‘من الجائز أن الأسد يتباهى’ معتبرا أن ‘ثمة احتمالا ضئيل بأننا لم نعلم بشأن الشحنة، ولكن كل شيء جائز من الناحية النظرية’.
والى ذلك، نقلت صحيفة ‘معاريف’ الجمعة، عن مصادر دبلوماسية في الشرق الأوسط اطلعت على مضمون اللقاء بين بوتين ونتنياهو في مدينة سوتشي، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ألمح إلى أن إسرائيل ستضرب صواريخ ‘اس ـ 300’ في الأراضي السورية ‘قبل أن تصبح ذات قدرة تنفيذية.
ويذكر أن يعقوب عميدرور، مستشار نتنياهو لشؤون الأمن القومي، استخدم العبارة ذاتها بأن إسرائيل ستضرب هذه الصواريخ ‘قبل أن تصبح ذات قدرة تنفيذية’، خلال لقائه مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس من الأسبوع الماضي.
وقالت الصحيفة إن الروس ‘صُدموا’ من جرأة نتنياهو عندما هدد أمام بوتين بأن إسرائيل سوف تهاجم هذه الصواريخ، وأن الرئيس الروسي فهم نوايا نتنياهو، ولذلك فإن الروس لم يفاجؤوا من أقوال عميدرور أمام سفراء الاتحاد الأوروبي بعد أن تسربت إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية الأربعاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية