رياضي إيرلندي مبتور القدم ينقل خبراته لشباب فلسطينيين فقدوا أطرافهم في «مسيرات العودة»

حجم الخط
1

■ غزة ـ الأناضول: في ملعب لكرة القدم وسط قطاع غزة يجري عدد من اللاعبين الفلسطينيين مبتوري الأطراف تمارين رياضية، يشرف عليها المدرّب الدولي الإيرلندي سيمون بيكر.
بيكر(52 عاماً)، الأمين العام لاتحاد كرة القدم للمعاقين في أوروبا والعالم، والذي فقد ساقه اليمنى في حادث بناء عام 2004، يدرب اليوم نظراءه في غزة، كي يصبحوا «أبطالا في تلك الرياضة»، حسب قوله.

قال إن تدريبهم ستة شهور يمكن أن يؤهل غزة لبطولات عالمية

وصل بيكر إلى قطاع غزة الأحد الماضي ضمن مشروع «دورة تدريبية كاملة لحكام ومدربين ولاعبين»، تحت رعاية جمعية فلسطين لكرة القدم، واللجنة الدولية للصليب الأحمر في إطار اتفاقية تم توقيعها في 25 مارس/ آذار الماضي.
وقال بيكر إنه بدأ في رياضة كرة القدم عقب بتر قدمه حيث أدخلته الإصابة في حالة نفسية سيئة، حاول على إثرها قتل نفسه مرتين، لكنه أدرك آنذاك أن ثمّة تغييرا يجب أن يضاف لحياته من أجل تجاوز تلك المرحلة الصعبة، فوضع أهدافا لنفسه وحاول تحقيقها، على حدّ قوله.
وفي عام 2008 أطلق بيكر ماراثونا للجري، استمر لمدة 5 أيام، وقطع خلاله 275 كيلو مترا مستخدما «عكازاته».
وبذلك أوصل بيكر رسالة للناس بأن مبتوري الأطراف هم أشخاص ذوو إرادة وطموح، ويستخدمون عقولهم رغم الإعاقة.
وبعد نجاحه عُرضت على بيكر المشاركة في رياضة كرة السلة أو السباحة، لكنّه فضّل الانضمام إلى فريق كرة قدم لمبتوري الأطراف في بلده «إيرلندا».
ومنذ ذلك الوقت، شارك بيكر في مباريات محلية في إيرلندا حتّى وصل اليوم إلى الأمانة العامة لاتحاد كرة قدم ذوي الإعاقة في أوروبا، وفي العالم.
ويأمل المدرب الدولي أن يصل بلاعبي غزة مبتوري الأطراف إلى العالمية، خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وقال في ذلك الصدد: «بعد نحو 6 شهور من التدريب أو عام على الأقل يمكن الحديث أن غزة قادرة على المشاركة في بطولات عالمية لذوي الإعاقة».
خلع بيكر ساقه الصناعية وبدأ بتدريب اللاعبين مستخدما عكازين اثنين، ليجري بسرعة لا تتجاوز الـ(40 ثانية) بين مجموعة من الأقمع الرياضية المرتّبة بشكل غير منتظم. لكن اللاعب معاذ أبو ضاهر (18 عاماً)، الذي فقد ساقه جرّاء مرض ألمّ به منذ أن كان في السادسة من عمره، أنجز تدريبه بوقت قياسي قدّر بنحو (16 ثانية).
التحق أبو ظاهر بفريق كرة القدم للمبتورين منذ نحو عام، الأمر الذي شكّل إضافة نوعية على صعيد حياته. وقال: «الأشخاص المعاقون يجب أن يبقوا متمسكين بالأمل، فهم قادرون على صنع المعجزات في حال توفرت لديهم الإرادة».
إلى جانب أبو ضاهر يتمرن الطفل عبد الرحمن نوفل (12عاماً) الذي بُترت ساقه جرّاء إصابته برصاص إسرائيلي خلال مشاركته في مسيرة العودة وكسر الحصار عام 2018.
أما سهير زقوت، المتحدثة الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، فقالت إن بيكر سيدّرب نحو 80 لاعب كرة قدم، 20 منهم فقدوا أطرافهم في مسيرات العودة الحدودية، التي انطلقت نهاية مارس/ آذار 2018.
وأضافت : «الرياضة تساعد هؤلاء الأشخاص على تخطي الحالة التي يعيشها أي شخص يفقد أطرافه، بعد أن تلقى هؤلاء الخدمة في مركز الأطراف الصناعية وبعض الدعم النفسي اليوم جاء الدور الرياضي، للمساعدة في الدمج المجتمعي لهذه الفئة».
وأعربت زقوت عن أمنيتها في انضمام هذه الفرق لـ«الاتحاد الدولي لكرة القدم لذوي الإعاقة»، كي يصبحوا قادرين على تمثيل بلادهم في المسابقات الدولية والإقليمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Nadia:

    Fantastic and shows how resilient Palestinians are.

إشترك في قائمتنا البريدية