■ خسارة الريال بالخمسة في الكامب نو أمام البارسا في الجولة العاشرة من الدوري الاسباني كان وقعها كبيرا على طرفي الكلاسيكو على حد سواء من الناحية الفنية والإدارية أو الجماهيرية والاعلامية، لما للغريمين من عمق تاريخي واجتماعي وجماهيري وكروي يمتد عبر السنين، فبدأت أولى التداعيات تظهر معالمها من خلال اقالة مدرب الريال يولين لوبيتيغي وتعويضه مؤقتا بمدرب الرديف الأرجنتيني سانتياغو سولاري في انتظار تعيين مدرب جديد خلال الأسبوعين المقبلين، وهي المهلة التي تمنحها لوائح الاتحاد الاسباني لأي فريق يستغني عن مدربه خلال الموسم قبل تعيين آخر جديد سيكون الثالث عشر في عهد الرئيس فلورنتينو بيريث.
طبيعي جدا أن يغادر أي مدرب العارضة الفنية للريال عند اخفاقه في الفوز طيلة خمس مباريات متتالية لكن الهزة الأرضية التي ضربت معقل مدريد بقوة خمس درجات بمقياس برشلونة كان وقعها أكبر على النادي الملكي الذي انتهى به الأمر الى إقالة مدربه بعد الخسارة المذلة وتعيين مدرب مؤقت وسط تذمر جماهيري كبير، ومستقبل يبدو غامضا منذ رحيل زيدان ورونالدو خاصة وأن مأمورية إيجاد البديل اللائق على العارضة الفنية تبدو صعبة لأن الوضع معقد في ظل مخلفات الزلزال العنيف الذي أتى على المعنويات قبل المقومات.
الزلزال الذي ضرب معقل الملكي تبعته هزات ارتدادية تمثلت في خرجة رونالدو الذي وجه أصابع الاتهام للرئيس فلورنتينو بيريز.
الزلزال الذي ضرب معقل الملكي تبعته هزات ارتدادية أخرى عمقت الجروح تمثلت في خرجة رونالدو الذي وجه أصابع الاتهام نحو الرئيس فلرونتينو بيريث الذي لم يكن يرغب في بقاء البرتغالي على حد تعبيره، وقال بعد الخسارة بأن رئيس الريال «يتحمل لوحده مسؤولية الوضع لأنه دفعني للرحيل وكان ينظر لي كسلعة تجارية وليس كوني لاعب كرة»، ثم جاء بعدها تصريح والد لوبيتيغي الذي دافع عن إبنه ووجه أصابع الاتهام لبيريث الذي لم يقدر على تعويض ماكينة أهداف تسجل خمسين هدفا في الموسم، ثم بعدهما تكفلت الصحافة المدريدية بإلقاء اللوم على الرئيس بسبب اخفاقه في الحفاظ على رونالدو وزيدان أو تعويضهما بالشكل اللازم وفي الوقت المطلوب بمدرب لائق ونجم كبير في مقام رونالدو.
صحيح أن ما حدث في الكامب نو لم يكن الأول من نوعه لأنه سبق للبارسا أن فاز بخماسية دون رد على الريال، حتى في وجود رونالدو، لكن الخسارة هذه المرة كانت الرابعة من عشر مباريات لعبها الريال في الليغا هذا الموسم، أمر جعل الكل متخوف من المستقبل خاصة وأن الفريق صار من دون روح ومن دون زعيم فوق أرضية الميدان يعوض دور رونالدو، الريال اضطر للاستعانة بالمدرب الرديف في انتظار إيجاد مدرب لائق يرفع التحدي مثل الدنماركي ميكايل لاودروب أو الإيطالي أنطونيو كونتي الذي لا يلقى الاجماع بسبب قوة شخصيته التي تهدد الرئيس، وبعدما كثر الحديث عن مدرب توتنهام الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، وربما العودة للاستعانة بزين الدين زيدان تحت ضغط اللاعبين الذين يريدونه بقوة لإنقاذ موسمهم، لكن زيزو لن يعود مثلما لن يعود رونالدو الى مملكة بيريز.
كما كان متوقعا، كان كلاسيكو هذا العام موعدا لكسر العظام وتحطيم معنويات الخاسر الريال الذي يبدو أن متاعبه لن تنتهي لمجرد تعيين مدرب جديد مهما كان اسمه، خاصة وأن مهمة انتداب لاعبين كبار من حجم نيمار أو ايدن هازارد تبدو بعيدة المنال خلال الميركاتو الشتوي، وعودة الفريق الى سكة الانتصارات تبدو صعبة جدا بقيادة بن زيمة وغاريث بيل اللذين هما في أسوا أحوالهما، ففي ظل فقدان الثقة بعد الخماسية، ثم رحيل المدرب وعدم إيجاد بديل له بسرعة، سيزيد من حجم الشكوك والضغوطات على الإدارة واللاعبين على حد سواء خلال الأسابيع المقبلة، في وقت يعتقد المتفائلون بأن الفريق سيكون على موعد نفس سيناريو رحيل رافا بنيتيز وتعويضه بزيدان لأن الريال يسقط ولا ينكسر، يخسر ولا ينهزم.
البارسا في المقابل استعاد ثقته بعدما حقق ثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات مهمة أمام اشبيلية والانتر ثم الريال واستعاد ريادة ترتيب لاليغا، واستعاد ثقة عشاقه بعد خوضه أربع مباريات متتالية بدون فوز استطاع أن يتجاوزها رغم اعتقاد البعض بأن إصابة ميسي ستزيد من متاعبه. برشلونة بفوزه على الريال بالخمسة أكد ولو مؤقتا أن الفريق لا يمكن اختزاله في شخص ميسي رغم وزنه الكبير، وأثبت أنه يملك مجموعة تستند على روح عالية وأداء جماعي لفرديات لا تزال تبدع وتجدد رغم مغادرة تشافي وانييستا واصابة ميسي، وتداول أربعة مدربين على النادي خلال العشرية الماضية، ورغم البداية الصعبة للفريق هذا الموسم بإخفاقه في تحقيق الفوز في أربع مباريات بدون فوز قبل استعادة ثقته منذ فوزه على اشبيلية بالأربعة، ثم أكدها بالفوز بالخمسة على الريال.
الزلزال ضرب في مدريد ومركزه كان في برشلونة، قوته كانت خمس درجات تضرر على إثره الفريق الملكي كثيرا، ووقف على إثره البارسا على رجليه لينفرد بريادة الترتيب بفارق سبع نقاط بعد عشر جولات فقط.
إعلامي جزائري
هناك معلق كويتي قديم إسمه خالد الحربان كان يقول بمثل هذه الأحوال : الكرة مدورة! أي لا تعلم نتائجها!! ولا حول ولا قوة الا بالله