زلزال “كورونا” يضرب الإعلام البريطاني والمئات يفقدون وظائفهم

حجم الخط
0

لندن-“القدس العربي”: عصفت جائحة “كورونا” بأعرق المؤسسات الإعلامية في بريطانيا بعد أن تسببت بأسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عدة عقود، فضلاً عن أنها تسببت بأزمات مالية واقتصادية في أغلب دول العالم نتيجة الإغلاق الذي فرضته على السكان وأدى إلى تعطيل العديد من القطاعات الاقتصادية.

وطالت الأزمة الاقتصادية العديد من وسائل الإعلام في بريطانيا بما في ذلك أعرق المؤسسات وذلك بعد الهبوط الحاد الذي تم تسجيله في الإعلانات التجارية التي تشكل المصدر الأساسي للدخل، فضلاً عن تراجع كبير في توزيع ومبيعات الصحف المطبوعة، وهو ما يتوقع أن يؤدي في المستقبل القريب إلى مزيد من المتاعب لهذه المؤسسات.

واضطرت العديد من المؤسسات الإعلامية البريطانية الكبرى إلى إجراء مراجعات عاجلة في موازناتها المالية، والإعلان عن عزمها الاستغناء عن عدد من العاملين فيها، بمن فيهم الصحافيون والإعلاميون وغيرهم من الموظفين الإداريين.

وأعلنت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” الأسبوع الماضي إنها ستخفض 520 وظيفة في قطاع الأخبار، إلا أن هذا العديد يزيد بواقع 70 وظيفة فقط عن العدد الذي تم الإعلان عنه في كانون الثاني/يناير الماضي.

وكانت شبكة “بي بي سي” أعلنت مطلع العام الجاري أنها تبنت خطة تتضمن تسريح 450 موظفاً من العاملين فيها، إلا أن تنفيذ هذه الخطة توقف في وقت لاحق وتم تأجيله إلى ما بعد انتهاء جائحة “كورونا” التي تسببت بإغلاق شامل في بريطانيا، واضطرت الحكومة إلى تقديم مساعدات مالية للموظفين والشركات ممن تعطلوا عن العمل بشكل كامل.

وقالت مديرة الأخبار والأحداث الجارية في “بي بي سي” فران أنزويرث إن المؤسسة عليها أن تدخل تغييرات لتتمكن من الحفاظ على استمرار عملياتها، حسب ما نقلت وكالة “رويترز”.

وتتضمن الخطة تقليل “بي بي سي” للقصص الإخبارية التي تنتجها مقابل تحويل إنتاجها لقصص أكثر تحديدا بهدف زيادة تأثيرها.

ويأتي الخفض في النفقات من قبل “بي بي سي” على الرغم من عدم اعتمادها على الإعلانات التجارية، حيث أن أغلب تمويلها يأتي من رسوم رخصة التلفزيون التي يدفعها المشاهدون في بريطانيا.

كما أعلنت صحيفة “الغارديان” أيضا أنها تخطط لإلغاء عدد من الوظائف التحريرية والتجارية مع تحول القراء إلى الإنترنت لتصفح الأخبار وتراجع عائدات الإعلانات بسبب فيروس “كورونا”.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن خطتها ستطال نحو 180 وظيفة، 70 منها تحريرية، و110 في أقسام مثل الإعلان والتوظيف والتسويق والأحداث الحية.

وقالت رئيسة التحرير، كاثرين فاينر، والرئيسة التنفيذية لمجموعة “ذا غارديان ميديا”​​ أنيت توماس، في بيان مشترك للموظفين، إن الوباء خلق “نظرة مالية غير مستدامة للصحيفة” مع توقع انخفاض الإيرادات بأكثر من 31.5 مليون دولار.

وأكدت فاينر وتوماس أنهما ملتزمتان بالحفاظ على مجانية القراءة في الموقع، وعدم اتباع نموذج الاشتراك المدفوع الذي اعتمده العديد من المنافسين.

إلى ذلك أعلنت شركة “ريتش للنشر” وهي المالكة لصحيفتي “دايلي ميرور” و”دايلي إكسبريس” في بريطانيا أنها تعتزم إلغاء أكثر من 550 وظيفة، وتسريح العاملين في هذه الوظائف.

وحسب ما أعلنت الشركة في بيان فإن هذا العدد يشكل 12في المئة من القوة العاملة لديها، فيما يأتي هذا القرار بالاستغناء عن هذا العدد من العاملين نتيجة “المتاعب التي تسببت بها جائحة كورونا والتي أدت إلى تراجع كبير في التوزيع والإعلانات”.

وقالت شركة “ريتش للنشر” إن إيراداتها خلال الربع الثاني من العام 2020 تراجعت بنسبة 27.5 في المئة، أما إيرادات الصحف المطبوعة لها فتراجعت بنسبة 29.5 في المئة فيما تراجعت إيرادات المنشورات الإلكترونية والرقمية العائدة للشركة بنسبة 14.8 في المئة.

يشار إلى أن جائحة “كورونا” تسببت بأسوأ أداء للاقتصاد البريطاني منذ أربعين عاماً، حيث سجل في بدايات العام الحالي أكبر انكماش منذ العام 1979.

وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن الناتج المحلي الإجمالي انخفض في الربع الثاني من العام 2020 بنسبة 2.2 في المئة مقارنة بالربع السابق، فيما قال بنك إنكلترا المركزي إن الاقتصاد البريطاني ربما تقلص بنسبة 20 في المئة في النصف الأول من 2020 بعد أن أثر الإغلاق على معظم القطاعات في الفترة من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو الماضي. وأضاف البنك أن الركود الاقتصادي هذا العام قد يكون الأسوأ منذ 3 قرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية