تنبؤات العام السعيد بدأت تلوح في الآفاق. الطوابير تزداد وتتمدد. سيكون المواطن سعيدا إن اختفت طوابير انتظار كيس الحليب، كما وعد الوزير.
سيكون المواطن أسعد إن عادت السيولة النقدية لمراكز البريد وحفظنا كرامة المسنين ممن يقفون أمام تلك المراكز منذ الفجر لاستخراج معاشات معظمها هزيل.
كانت سعادة المواطن تزداد وهو يرى «حلم استيراد سيارة» أقل من ثلاث سنوات يتحقق. المشروع الذي دغدغوا مشاعره به لسنوات. ثم ينسف الوزير المسؤول الحلم ويضعه بين فكي وكالات عالمية، ستهلك ميزانية الدولة وجيب المواطن معا. لذلك صدقت تنبؤات المبادرين للأسفار على ظهور الحمير.
ستكمم أفواهنا ونسعد إذا لم يجع أطفالنا. إذا تحسنت فرص وطرق التدريس بتحسن الهياكل التربوية. إذا تساوت فرص العمل وتحقق عدل المسابقات النزيهة. كم ستزداد سعادتنا الفعلية عندما ترسو المشاريع الحيوية عند النزهاء الجادين محبي الخير للبلاد والعباد. عندما لا يدفع الظلم المواطن لإضرام النار بالعجلات والطرق ليوصل صوته للمسؤولين. إذا شملت الحرية الجميع دون تمييز.
عثمان عريوات الذي لم تره الوزيرة
منذ غياب طويل عن وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، عاد الفنان الكبير عثمان عريوات، كما جاء في «الشروق» يشكر الجمهور الوفي وكل من أحبه وتعاطف معه وسانده في الأوضاع الصعبة وترحم على الفنانين الذين رحلوا عن عالمنا. كما وجه رسالة للسلطات، متمنيا من الدولة أن تعتني بأولادها وأهلها لتتغير حياتهم إلى الأفضل، الأمر الذي أثلج صدور متابعيه الكثيرين جدا. عاد من خلال تطبيق الإنستغرام. المقطع الذي حظي بمشاهدات واسعة. لكن عندما سئلت الوزيرة بن دودة عن كيف وجدت الفيديو الذي عاد به الفنان القدير عثمان عريوات للظهور. بعد غياب طويل ردت: «مشفتوش، مشفتوش». التصريح الذي نقلته عديد الصحف والمواقع، مصحوبا برد الوزيرة: لم أره، لم أره… فنان يجمع الشعب الجزائري على موهبته الفذة. وعلى تهميشه أيضا، رغم إمكاناته في تقمص مختلف الأدوار الجادة والهزلية. وهو الذي تقمص شخصية المقاوم «بوعمامة». وشخصية أدخلت الفرحة على المشاهد الجزائري من خلال «عايلة كي الناس» و»التاكسي المخفي» و»امرأتان». لكن وزيرة الثقافة بن دودة «ماشافتوش» كررت العبارة مرتين، بعد سؤال الصحافة لها عن تعليقها على عودة الممثل القدير، الأمر الذي استهجنه الكثيرون من فنانين ومن مختلف الفئات عبر مقاطع مصورة وعبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال برامج تلفزيونية. متضامنين ومبينين عبقرية الرجل الفنية، ومن هؤلاء، الفنانة نضال وبشرى عقبي وبهية راشدي. تضامن في زمن أصبحت مثل هذه الأمور عادية. إنه زمن الاختيارات الرديئة. عريوات الذي يستمد عبقريته من زخم التراث الجزائري يوضع على هامش النسيان ولا تراه عيون الوزيرة. وكانوا سيختارون «الجابوني» سفيرا للتراث الجزائري. كما كتب «الشاب نصرو» على صفحته على الانستغرام قائلا: «تمنيت أن يكون هذا الفنان الكبير الأسطورة وزيرا للثقافة التصريح الذي نشرته عديد الصحف والمواقع. بعيدا عن نصرو الغائب أو المغيب إعلاميا. الكلمة أصبحت للشاب الفلاني وللشاب العلاني. للشاب الرايوي، الذي له كل الامتيازات ليقل طائرة بمفرده ليطير إلى فرنسا، لأنه اشتاق إليها، وبين شاب وشاب هناك فروقات. إنه زمن العجائب. لا أحد في مكانه المناسب. القاعدة عامة والإنسان المناسب في المكان المناسب أصبح حالة شاذة لا يقاس عليها. ما أسعدنا بما وصلنا إليه.
قناة «لينا» تجاهر بالتطبيع
«لما شطح نطح». قناة «لينا» الفتية ومن خلال برنامج «صرا ما صرا» الذي يستضيف فنانين وإعلاميين متخصصين في الثقافة والرياضة لمناقشة مواضيع الساعة. بينما رفض معظم من كانوا في البلاتو فكرة التطبيع.
دافع الصحافي الرياضي حسان موالي عن التطبيع الرياضي، الأمر الذي لم يستسغه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن القناة «ليهم» وليست «لينا» أي «لهم وليست لنا».
كذلك نقلت جريدة وقناة «الجزائر توب» الألكترونية، مقالا حول الموضوع وأن «القناة فاجأت جمهورها بموضوع يعد من المحرمات لديه، والحديث عن التطبيع مع الكيان الصهيوني. مسألة غير قابلة للمساومة عند الجزائري.
ويضيف المقال: «الغريب في الأمر أن مقدم البرنامج رشدي رضوان أصرّ على أن يكمل المدعو حسان موعلي «فكرته» وكان سؤاله، الذي طرحه على ضيوف البرنامج. بطريقة جد عادية. وهذه سقطة إعلامية ينبغي على سلطة الضبط تداركها ووضع أصحاب قناة «لينا» في دائرة الإتهام والمساءلة حول المغزى من الرسالة التي تود القناة إيصالها للجمهور، والغاية من طرح مثل هذه النقاشات المحرمة، والتي تتعارض بشدة مع معتقدات ومواقف الجزائريين. وسؤال الصحافي كان يدور حول افتراض لقاء بين الجزائر والكيان الصهيوني في مونديال 2022، وهل سيقبل الحاضرون باجرائها أم لا. وعندما واجهه الحاضرون بالبلاتو بالرفض. ثارت ثائرة الصحافي حسان موالي، ورد عليهم بأنه سيوافق على لعب اللقاء المفترض. ثم ذهب بعيدا في تهيؤاته الغريبة وراح يتخيل ويفترض لو أنه كان وزيرا للشباب والرياضة لأقصى كل رياضي يرفض منازلة خصمه الصهيوني.
كل هذا ومقدم البرنامج ينصت ويصر على عدم مقاطعته. كما وصف موعلي المجتمع الجزائري بأنه «فلسطيني أكثر من الفلسطنيين. بل راح يعنف الحضور ويصفهم بالمتطرفين والدواعش، بعدما روج لنفسه مطولا بأنه ديمقراطي ويؤمن بتعدد وجهات النظر وحرية التعبير والتفكير. كما أضاف صاحب المقال أحمد عاشور: «والآن وكل الجزائريين شاهدوا هذه المسخرة الإعلامية، ألا يجدر بسلطة ضبط الإعلام أن تتدخل؟!
كما كتب الصحافي المختص في الشؤون الثقافية، عبد العالي مزغيش عن الموضوع، على صفحته على الفيسبوك: «لحرية التعبير حدود. الجماعة الفاهمة الذين يعتبرون بث الحديث عن التطبيع بذلك الشكل في حصة مسجلة (ليست مباشرة) حرية تعبير، أقترح عليكم أن تشاركوا في حصة مثلها في أي قناة تفتح لكم أبوابها، وعبروا لنا عن دعمكم للتطبيع الرياضي أو الفني أو دعمكم لمن يدعمه، لا أظن فيكم من يتجرأ على هذا. ولا أظن قناة أخرى بما فيها القناة التي بثت المقطع المسجل، ستتجرأ. هذا خط أحمر. وأخطر من فيروس كورونا وتبريركم له باسم حرية التعبير هو الأخطر من كل هذا لأنه خروج عن تقاليد شعب رافض للتطبيع وهو التحدي بعينه لمسار دولة تقف إلى جانب فلسطين. كان حريا بدعاة التطبيع والتساهل مع التطبيع أن يحترموا الشعب الذي ينتمون إليه». أصبحت الدعوة للتطبيع من طرف إعلاميين سمحت لهم الفرصة زيارة اسرائيل ومن يحذو حذوهم مطية لقسمة الشعب الجزائري إلى متفتح ومتزمت. وذريعة سهلة لاتهام من يرفض «موضة التطبيع» بالداعشي. خرج الجهر بالتطبيع والتطبيل إلى وسائل الإعلام لتعليم الشعب درس الديمقراطية. ديمقراطية ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني.
تونس تودع محرزية العبيدي
نائبة في حزب النهضة. ليست ككل النواب وليست ككل النهضويين. الكل نعاها من يحب النهضة ومن لا يحبها. نعاها سياسيون ونشطاء تونسيون تقول «أصوات مغاربية» على مواقع التواصل الاجتماعي «قدم الرئيس السابق منصف المرزوقي تعازيه لعائلة القيادية الراحلة ولكل التونسيين قائلا: «كانت وستبقى في ذاكرتنا جميعا مثالا وقدوة في النضال والتواضع والطيبة والإنسانية».
ودونت الوزيرة السابقة للمرأة سهام بادي أن العبيدي «شرفت بلدها خارج تونس وعملت من أجل الأخوة والسلام والتقارب بين الشعوب والحوار بين الأديان وعادت إلى بلدها لتساهم في وضع لبنات تونس الحرية بعد الثورة».
كما ووري جثمان البرلمانية الأحد الماضي، كما جاء في موقع «الترا تونس» وذلك بحضور شخصيات وطنية وسياسيين. ويضيف الموقع، مبينا مسار القيادية محرزية العبيدي، باعتبارها سياسية ومترجمة قامت بإلقاء محاضرات حول التربية في المجتمع المتعدد الثقافات، المرأة، الدين والمجتمع. وكذلك نشطت مع منظمة «أديان من أجل السلام» وهي منظمة دولية غير حكومية معترف بها لدى الأمم المتحدة. وترأست في 2006 شبكة نساء مؤمنات من أجل السلام. وأصبحت في 2009 عضو في هيئة الإتحاد الأوروبي للزعماء الدينيين. توفيت وهي في عز عطائها وهي المولودة في 1963 في ولاية نابل. كما نعاها أيضا فنانون، من بينهم منال عبد القوي، حيث دونت على صفحتها على فيسبوك: «صباح حزين يدفعني لإعادة غلق فيسبوك نهائيا. لم أعد أحتمل الألم والفراق. مدام محرزية وجعتيني اتشويت عليك. لا اعتراض على حكم الله؟ أكثر من مرة في الإعلام عبرت عن حبي الكبير ليك وحكيت عالمسرحية اللي كاتبتها وحبيتي نمثلها. إرادة الله كانت أسرع. ما أحلاك مرأة وأم. أنت بين يدن الخالق في فجر نهار الجمعة أن شاء الله من دنيتك إلى جنتك يا رب.»
أرجو أن نتساوى أمام ردود أفعالنا أمام الموت. القدر الوحيد الذي لا مفر منه. وأن نقرأ نعي السيدة محرزية من ديمقراطيات تونس.
كاتبة من الجزائر
التطبيع مع الكيان الصهيوني خيانة… وليست و جهة نظر…
لا اعتقد ان الجزائر يوما ستطبع، ليس لكرامة المسؤولين، ولكن للاجماع الغير قابل للتمييع برفض اسرائيل وهذا مشترك يتقاطع مع كل تقاسيم المجتمع ولعله من الاشياء القليله الجامعه اللامه للتقسيمات من عرب وامازيغ، صحراء وحضر، علمانيين واسلاميين، مدنيين وعسكر، الفقير والغني، واقعيين و مبدئيين ….. حمى الله الجزائر واعانهم لبلوغ الرفعه لما بهم من شهامه وانفه
…….هكذا يدس الصهاينة السُم في العسل…….حرية رأي الخيانية……
في الحقيقة التطبيع مع اسرائيل اختيار من اراد ان يطبع يطبع ومن لا يريد التطببع لا يطبع .
وبالله في وطننا العربي كفانا عنتريات فزمنها قد ولى.
نحن لا نعرف شيئا غير موجود
نحن أن نعرف أن فلسطين موجودة
طبع أو لا تطبع مع شئ موجود فأنت حر
و شهدت شاهدة من أهلها. طابور من الصبح حتى المساء من أجل شكارة حليب. بثقافة شعبها و خيراتها الطبيعية، لو كانت الجزائر بلد الرأي والرأي الأخر و الحق لأهله، لكانت احسن دولة عربية رفاهية و اقتصاديا.
للأسف نحن في زمن رداءة الرداءة يا دكتورة وللرداءة أهلها