زوجته وابنه

حجم الخط
5

فكروا لحظة واحدة في سيناريو فظيع وهو أن تغتال حماس لا سمح الله سارة ويئير نتنياهو، أي زوجة رئيس الوزراء وابنه. ولا يقل عن ذلك فظاعة أن تغتال رويتر ونداف غانتس، أي زوجة رئيس الاركان وابنه. ماذا كانت ستصيب حماس من هذا الاغتيال الفظيع؟ وكيف كانت اسرائيل سترد عليه؟ هل كانت ستخضع لمطالبها؟ وهل كان الرأي العام سيزيد اعتدالا؟ وهل كانت ستغفر اسرائيل في يوم ما؟ وأي فائدة كانت ستصيبها حماس لو نجحت لا سمح الله – ونؤكد قولنا مرة اخرى لا سمح الله ـ في المس برئيس الوزراء أو برئيس الاركان أنفسهما؟ ألم يكن يوجد عنهما بديل؟ وهل كانت اسرائيل ستتبرأ من قيادتها؟ وهل كانت ستطأطيء رأسها لمغتالي قادتها؟ وهل كانت ستسارع الى أن تبني لهم ميناءً عميق الماء ومطارا في غزة؟.
إن الذين استقر رأيهم على محاولة اغتيال محمد ضيف ونجحوا في قتل وداد زوجته وعلي إبنه (وهو رضيع عمره ثمانية أشهر)، من المؤكد أنهم لم يفكروا هذا التفكير. فهم في اسرائيل غير مستعدين أبدا لأداء لعبة الأدوار العكسية هذه، أي ماذا كان سيحدث لو كنا مكانهم. وهذا جزء من سلب الفلسطينيين انسانيتهم ونسبتهم الى الشيطانية. اغتيال زعمائهم وقادتهم؟ إنه أمر مشروع. وماذا عن اغتيال زعمائنا وقادتنا؟ إنه لأفظع من فظيع؛ وكيف تمكن المقارنة أصلا؟.
إن المسؤولين عن القضاء على أبناء عائلة ضيف بحثوا عن صورة انتصار أو عن صورة مؤلمة على الأقل بقدر كاف لوقف اطلاق القذائف الصاروخية. لكن التأثير كان وسيكون دائما عكس ذلك. فهذه العملية ايضا ستزيد فقط في قوة المقاومة وفي التطرف والتصميم كما كان سيحدث في الوضع العكسي وهو اغتيال زعيم اسرائيلي.
إن الحرب التي بدأت بـ «خريطة ألم» خطها سلاح الجو في الايام الاولى، وشملت قصف بيوت «نشطاء حماس» ـ وهذا مصطلح مرن بصورة عجيبة، وشمل ايضا قصف بيتي وعائلتي مدير مستشفى وقائد شرطة – بحثت لنفسها عن نهاية سعيدة. ولندع اسئلة عن الاخلاق في قصف بيت فوق ساكنيه بمحاولة اغتيال ضيف وقتل الرضيع؛ ألم يكونا بريئين؟ ليس لهذه الاسئلة طلب ولا أذن صاغية ولا تثير في اسرائيل الآن سوى الاستهزاء. لكن ماذا عن مبلغ الحكمة؟ إنها ايضا ليست سلعة رائجة. ولا يوجد ما يُقال في استخلاص الدروس من ماضي الاغتيالات العقيم. إن الشعب يريد اغتيالا فليُعطى له؛ فاغتلْ.
سيكون الرد الفلسطيني على اغتيال زوجة ضيف وابنه كالرد الاسرائيلي بالضبط لو كان الوضع بالعكس، أي بالانتقام. وقد رأيناه برشقات القذائف الصاروخية أمس وسنراه ايضا. لن يكون عن زوجة ضيف وابنه بديل لكن سيكون عنه هو نفسه بديل كما كان عن كل من سبقوه من ضحايا حروب اغتيالات اسرائيل على تعاقبها. ولم يكن أحد ممن حلوا محل الأسلاف أكثر اعتدالا من أسلافه: فلم يكن عبد العزيز الرنتيسي أكثر اعتدالا من أحمد ياسين، وليس ضيف بأكثر اعتدالا من أحمد الجعبري، ولم يكن وريث يحيى عياش محمود عباس. ولم يولد بعد الاغتيال الذي غير المواقف الى أحسن. علقت اسرائيل فقط في حزامها جماجم اخرى إيهاما بالنصر، ولم تُصب شيئا من ذلك سوى سفك الدم وشهوة الانتقام ومشاعر الكراهية. لكن لماذا تتعلم اسرائيل من ماضيها؟ إن هذا منطقي ومطلوب جدا.
علقت هذه الحرب باسرائيل وغزة مثل بقايا عِلْكة ممضوغة لا تترك النعل، وهي تأبى أن تنفصل عنهما. فنحن لا نرى نهايتها ولا نهاية لها. وقد أطال الاغتيال أول أمس أيامها فقط. ولا يعلم أحد ما هي الشروط التي وافق عليها وفد اسرائيل في القاهرة، فهذه مسألة غامضة بصورة خاصة، ولا يعلم أحد ايضا ماذا رفض. والانطباع الذي ينشأ من وراء حجاب الدخان هو أن اسرائيل لم توافق على منح غزة الكثير إن منحتها أصلا، وأن حماس ردت لخيبة أملها باطلاق القذائف الصاروخية.
توجد ايضا سيناريوهات (متخيلة؟) اخرى كذاك الذي يرى أن اسرائيل رأت فرصة اغتيال ضيف، ولهذا نكصت عن اتفاقاتها كي تمهد لأم كل صور النصر. لكن ما الذي أصابته من كل ذلك؟ لا شيء. فلا هدوء بل ولا صورة نصر متوهم بل دما وانتقاما آخرين فقط.

جدعون ليفي
هآرتس 21/8/2014

صحف عبرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شكري م-الولايات المتحده:

    الرد الإسرائيلي إن دل على شئ فإنه يدل على المستوى الإنساني اللذي وصلت إليه هذه الدوله اللقيطه في محيطها. عندما يتفرعن القوي ويتمادى في غيه فهذه هي النتيجه. هذه دولة مكونه من حكومه وجيش وشعب عديمي الإنسانيه وحتى الأدب على أعلى مستوى. العقليه اللتي تهاجم خصومها بغية القتل والإنتقام غير مكترثه بمن تقتل من أطفال ونساء وشيوخ لتحقيق هدفها هي عقليه مريضه ومتخلفه مهما تدعي من حضاره وتقدم. في هذا العدوان الأخير على غزه أثبتت إسرائيل اللقيطه تأخرها الإنساني عن باقي دول العالم. فليذهب هذا الكابوس المكون من حثالة البشر الى الجحيم.

  2. يقول د. حسين السلع - فيلدلفيا:

    اقتلونا: نساء واطفال وشيوخ ورجال
    اقتلونا حتى لا تجدوا احدا تقتلونه
    اقتلونا فالارض ستبقى
    اقتلونا …. سنعود اليكم أشد قوة واصرارا
    هذا هو وضعنا: نريد الموت بايديكم فداء لفلسطين والوطن لنعود يوما ما حتى لو حثث هامدة الى فلسطين وسترحلون وتعودون من حيث أتيتم… هكذا قال الله ربنا وربكم.
    اقتلونا حتى يثور الغضب لدينا فنقتلكم كما قتلتمونا
    انتم بضع من الناس ونحن الاكثرية وستنتهون قبلنا وسنعود لارضنا وسترحلون
    هذا هو الواقع مهما زودكم اميركا والاوروبيون بالسلاح والدعم والاموال
    تخدمون مصالحهم لدورة اقتصادية لمصانعهم، تفقدون ابناءكم لقاء مصالح استعمارية تنفذونها بأيديكم… يا لكم من اغبياء
    اصحوا يا يهود بني النضير… فالويل لكم ستعودون للشتات
    قلنا لكم اقبلونا نقبلكم…. ترفضون الان وستركعون مستقبلا لنقبل بي الطكم ولن نقبل بكم… انتظروا وسترون العجب…. زلزال في الطريق اليكم

  3. يقول سعيد عبد العزيز / كلفورنيا:

    تعبير ممتاز اخ حسين السلع.
    هذا شعب لن يتعلم من التاريخ اذا صدق المؤرخون . اذا سال احد لماذا حدثت مذابح ضدهم فهذا اكبر دليل على ما حصل لان هذا الشعب غبي خالي من الأخلاق والإنسانية والرجولة . سيتذكرهم التاريخ بالاستهجان لأنهم لم ولن يمتوا للإنسانية بصلة . السيد جدعون ليڤي صوت جريئ في وقت قد انتهى صوت السلام في هذا الكيان الهمجي الغاصب . وشي واحد أقول ( اذا كان حبي وانتمائي لفلسطين جريمة فليشهد التاريخ أني مجرم ) والنصر قريب

  4. يقول محمد مكدر المغرب:

    اخر الأخبار تقول بأن رئيس الوزراء توعد حماس بالانتقام للطفل ذو الأربع سنوات الذي قتلته صواريخ حماس .من هنا وعن بعد نشتم رائحة خوفه من الرأي العام الداخلي الذي ستؤلمه براءة الطقل المهدورة . اليس الطفل طفلا في كل مكان ؟ لا أستطيع أن أفهم لماذا يصر الساسة على تجاهل الاخلاق و الانساتية بمفهومها العالمي والكوني .يا ريته سكت .
    كم انسان سيضحك ويسخر. والله سيتهكم حتى من يوالونه عن ردة الفعل هاته عندما سيذكرون هذاالعدد مضاعفا مئات المرات في الجانب الاخر.
    صحيح أن الضمير تقتله السياسة الخرقاء العمياء.فلا عجب أن يكون شغله الشاغل اتبات جدارته بكونه أفضل من يحمي الاسرائيليين. لأنه يعرف أن الخصوم السياسيين ينتظرون سقوطه على أحر من الجمر .هكذا هي اللعبة .ففي نظري أن الضمير يتحرك والعاطفة تهرع أمام أي مشهد يجسد البراءة المهدورة لدى أي طفل. فما معنى أن يصرح شخص لا بد أن كل العالم قد راه أو سمع عنه بسبب قضية الصراع الأولى في العالم بما صرح به ولا يفهم أن هذا سيعتبر احتقارا للأجناس الأخرى و عنصرية فاضحة بكل المقاييس. وعداء فاحش للعربي أينما كان ولو كان مصريا.
    وطفلي ضيف بغض النظر عن الأم ألم يكونا بريئين؟
    هل أنا وحدي من تشغلني هذه الأسئلة ؟
    أنتم لا تحبون الحياة . ليس صحيحا أنكم تمجدونها والاخرون يمجدون الموت.
    لقد نجحتم في غرس الرعب والخوف في شعبكم وصار المحيط الجغرافي أكثر حقدا وشراسة وأنتم تتمادون في السياسات الخاطئة .فاذا لم تحاصروا المصلين المسالمين في القدس بقوة السلاح والتهديد بالاسر فانتم تغتالون من السماء باستعمال أحدث التكنلوجيا في القنص كأنكم تصطادون الأرانب .أو تشرعون لمستوطنات جديدة على مرأى ومسمع من العالم المتحضر ولكن قبل كل شيئ على مرأى من الفلسطيني المسلوب الارادة.الذي يزداد حقده و حتى كرهه لنفسه وللعالم الظالم الأخرس من حوله.

  5. يقول ابو محمد - فلسطين:

    سبحان الله ما اغبى الصهاينه
    مع كل طفل وام واب يقتل يزيد الحقد ويتضاعف حب الانتقام في النفوس
    ومع كل بيت يهدم يزيد الاصرار وترتفع الهمم
    فاتورة السداد تزداد مع كل ضحيه تسقط
    وباذن الله, عاجلا او اجلاا, سوف يسدد الصهاينه ثمن هذه الفاتوره اضعافا مضاعفه

إشترك في قائمتنا البريدية