زيت زيتون «إسرائيلي» و«إم 16» سودانية!

حجم الخط
21

وصفت هيئة البث الإسرائيلية، وصول وزير المخابرات الإسرائيلي، إيلي كوهين، إلى السودان الثلاثاء الماضي، بـ«الزيارة التاريخية» كونها أول زيارة رسمية علنية لوزير إسرائيلي للخرطوم بعد إعلانات التطبيع بين البلدين، وقد التقى الوزير برئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، الذي افتتح هذه السلسلة من الأحداث بلقاء «تاريخي» أيضا، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتيبي بأوغندا، في 3 شباط/فبراير من العام الماضي.
لقاء البرهان الأول بنتنياهو كان «تاريخيا» أيضا، لأنه جمع، للمرة الأولى، المسؤول السوداني الأعلى ضمن المنظومة الحاكمة، برئيس وزراء إسرائيل، ولأنه كان محمّلا بدلالات سياسية ورمزيّة كثيرة لإسرائيل ولنتنياهو شخصيا، حيث حصلت فيها عملية عسكرية خاصة عام 1976 بعد خطف فلسطينيين لطائرة ركاب فرنسية، وانتهت العملية، التي قتل فيها جوناثان نتنياهو، الأخ الأكبر لنتنياهو، بمقتل جميع الخاطفين الفلسطينيين ومناصريهم وتدمير 11 طائرة مقاتلة أوغندية.
يستدعي التفكير، في هذا السياق، أن يكون وزير المخابرات الإسرائيلي، وليس أي وزير آخر، هو من يسجّل هذه السابقة، التي سبقتها أيضا زيارة لوفد إسرائيلي إلى السودان، وكانت أيضا من طبيعة عسكرية ـ أمنية، وسرّية، بحيث أن الحكومة نفسها لم تعلم بها، ثم اضطرت، لتلافي الإحراج، لإخراج الناطق باسمها لتفسير ما لا يمكن تفسيره.
بعض المعلقين السودانيين أشار إلى الطابع الأمني للزيارة، وأنها ستفضي لاحقا لاتفاقات أمنية وتجارية وسياسية، رابطين ذلك بدور تل أبيب في تسريع عملية إخراج الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وبتفضيل الإسرائيليين لهندسة علاقاتهم مع السودان عبر المكوّن العسكريّ ـ الأمني السوداني، وليس عبر الحكومة المدنية، ولكن هذا كله، في نهاية الأمر، هو قرار سياسي من قبل إسرائيل والمكوّن العسكريّ السوداني، ويعني، من جملة ما يعنيه، أن العسكريين هم الطرف المفضّل للتعامل معه من قبل إسرائيل، ولكنّ السؤال هنا، لماذا تفضّل إسرائيل لوزير المخابرات أن يكون المخوّل بمناقشة مسائل السياسة والاقتصاد إضافة إلى الأمن، وهل هذا دلالة على رجحان دور الأمنيّ الإسرائيلي على السياسي أيضا ضمن منظومة الحكم الإسرائيلية أيضا؟
تتعامل بعض الدول العربية مع الفلسطينيين، بالطريقة نفسها، فمجمل العلاقات مع السياسيين الفلسطينيين، تتم عبر لقاءات مع مسؤولي مخابرات وأمن مصريين، في إشارة إلى أن «القضية الفلسطينية» بالنسبة للأنظمة العربية عموما، هي قضيّة أمنيّة، والمنظور السياسيّ في هذه الحالة، هو منظور ضابط الأمن، الذي لا يرى السياسة إلا باعتبارها امتدادا للأمن، ويقتصر تعامله مع السياسيين، على كونهم تعزيزا للأمن أو تهديدا له!
أشار وزير المخابرات الإسرائيلي، إلى مفارقة حصلت خلال زيارته إلى السودان، حيث حاول كوهين، على ما يبدو، إظهار الجانب السياسي والدبلوماسي فيه، وذلك بإحضار حمضيات وزيت زيتون من «خيرات البلاد» على حد قوله، أما الجانب السوداني، فارتضى معادلة العلاقة التراتبية بين المسؤول الأمني و«رعاياه» أو أراد إظهار الطابع الحقيقي للعلاقة بين الطرفين، فقدّم من جهته بندقية «إم 16» (البندقية الأمريكية الأشهر) كهدية، وقد قام المسؤول الإسرائيلي المتحضّر بنزع مخزون البندقية الآلية قبل صعوده إلى الطائرة، وأودعها في مكتبه «كذكرى من هذه الزيارة التاريخية».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد:

    علي إسرائيل البحث عن قطعة ارض في ضاحية سويا بالخرطوم لتقيم عليها سفارتها بحوار السفارة الأمريكية لان امر التطبيع أصبح واقع

  2. يقول سامح //الأردن:

    *للأسف حال حكام العرب (كل يبحث عن ليلاه)
    حسبنا الله ونعم الوكيل.

  3. يقول سوري:

    زيت وحمضيات فلسطينية لمطبع مع اسرائيل المحتلة والمغتصبة، وتسليم بندقية للمحتل اي ان السودان تخلت عن سلاحها وسلمت امنها لاسرائيل.

  4. يقول Abo Khalil:

    الحكومات الصهيونيه (معذره العربيه) في مجملها ممثليها الدكتاتوريين يعملون مثل الطراطير او العبيد بلا كرامه او حياء عند اسيادهم في جميع عواصم العالم من الشرق الي الغرب و ليس فقط في أوروبا.
    لا اعرف ماذا كان هولاء المسمون الزعماء العرب يرضعون من ثدي امهاتهم؟ هل هو حليب العبوديه و الذل و الفساد و الدكاتوريه؟
    الان بعدما حلت بركة الصهيوني كوهين ارض الاءات الثلاث هل ستمطر السماء الان ذهبا” و دولارات” و عسلا” و رفاهية علي شعب السودان الحبيب؟ هيهات، كانت مصر و الاردن اشطر. انظروا الي الاقتصاد المصري و الاردني و وضع المواطن هناك للاسف في قمة الحضيض. في المقابل ستستفيد الدوله الصهيونيه الاستعماريه بلا شك من السوق الجديد فضلا” عن المكسب السياسي و الأمني من التطبيع.

  5. يقول احمد:

    كان ينبغي ان يهدي السودان لإسرائيل حفنة من ” الفول السوداني ” لو كان هناك ذرة من العزة والكرامة

  6. يقول عثمان المهدي:

    أعتقد أن بندقية الإم 16 هذه تعود إلى أحد المعادين لإسرائيل، أهداها هذا الخائن البرهان لإسرائيل عنواناً لإخلاصه في خدمة مصالحها ووضع السودان وثرواته تحت تصرفها.

    1. يقول عاطف - فلسطين:

      جميل جدا.

  7. يقول خيرات بلدنا فلسطين:

    إرادة الشعوب العربية في واد و ما يقرره عسكر الإنبطاح و الولاء للإستعمار الجديد في واد ثاني و نهاية النفق المُظلم الذي تمر به الأمة لازال طويلا و شاقََا أو قل ميؤوسََا منه و مُستحيلاََ و لولا وجود الله لقُلنا أنه ما بقى للعيش معنى! في ظل ضياع كلي لشيئ إسمه شرفُُ و كرامة.. أقول هذا لأن واقعنا جد مرير و استعمارنا مُركَّب والظلام المحيط بنا متراكم “ظلمات بعضها فوق بعض” و أكيد أن نهاية النفق ليست بعد حين..

  8. يقول احمد عبدو:

    بعد هذا التطبيع نتوقع أن تقوم إسرائيل بوضع بصمتها الخبيثة كالعاده و سوف تظهر مشكله حلايب و شلاتين و تأجيج صراعات كثيره بمنطقه القرن الأفريقي و البحر الأحمر,

  9. يقول أسامة كلّيَّة سوريا/ألمانيا:

    حرامي صهبوني محتل يقدم حمضيات وزيت مسروقة من فلسطين كهدية!!! إلى حكومة سودانية، ياحيف! لنا الله ومالنا غيرك ياالله.

  10. يقول مصباح بابكر:

    المكون العسكري في الحكومة الانتقالية السودانية هو جزء من نظام الانقاذ البائد، ماذا نتوقع منهم!!؟
    بالرغم كن سقوط نظام البشير الا ان العسكر مسيطرين على الوضع في السودان و يعملون على اسقاط الحكومة المشتركة حتي يتسنى لهم مواصلة أعمال البشير القذرة

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية