هناك نصيحة شائعة في كرة القدم تقول: “لا تعود الى النادي الذي صنعت فيه اسمك”، وهي تنطبق على اللاعبين وأيضاً على المدربين، لأن عادة ما تنقلب الأمور من قمة النجاح الى قمة الفشل والاخفاق.
اليوم المدرب الفرنسي زين الدين زيدان على أعتاب خوض بداية الموسم الأول له مع ريال مدريد منذ رحيله بعد تتويج تاريخي بثلاثة ألقاب دوري أبطال اوروبا على التوالي، وهو رسمياً المدرب الوحيد الذي لم يخسر أي بطولة اوروبية شارك فيها كمدرب، أو بمعنى آخر، فاز بالمرات الثلاث التي شارك فيها في دوري الأبطال، بعدما قاد فريقا مليئاً بالمواهب والخبرات والشهية لاحراز الألقاب، كان جاهزا قبل قدومه، لكنه اليوم سيعود الى تدريب الوجوه نفسها تقريباً، ينقصها الهداف كريستيانو رونالدو والكثير من الرغبة والشهية، فكيف سيتعامل مع الامر؟
لما كان زيدان سيلام لو أعلن تقاعده أو اعتزاله التدريب، فالجميع سيتذكره اسطورة لاعباً ومدرباً، ومثلما أمضى غالبية الموسم الماضي الذي قضى ثلثيه ينفي ارتباط اسمه بتدريب أي فريق، الى درجة انه اضطر الى مهاتفة جوزيه مورينيو ليطمئنه الى أنه غير مهتم في تدريب مانشستر يونايتد، قبل أن يقال المدرب البرتغالي بعدها بأسابيع، فان الجميع اعتقد ان مستقبله سيكون بعيداً عن النادي الملكي، بل كان كل الحديث عن تفكير يوفنتوس بتعيينه في حال أقال ماسيمو أليغري، وهو فعل، لكن زيدان عاد قبلها الى الريال، وربما كان سيكون الأمر أكثر منطقية، بوجود رونالدو وفريق مليء بالخبرة والشهية لاحراز دوري الأبطال.
عودة زيدان الى الريال قد تبدو غريبة ومدهشة لكثيرين من المتابعين، ولكنها منطقية ومتوقعة لأنصار الملكي، لأنه عاد ليس كالمدربين السابقين لوبيتيغي أو سولاري، اللذين جربا حظيهما في محاولة تحقيق نجاح مع الفريق، بل عاد لأنه المنقذ والذي سيخلص النادي من كبوته ويعيده الى سابق عهده الذهبي، رغم الفوارق بين حقبته الأولى التي لم يكن بحاجة فيها الى اجراء اي جراحة او تعديلات جوهرية في هدم الفريق واعادة بنائه، ومن هنا تأتي هذه التجربة وكأنها بداية غير مسبوقة، خصوصاً أن كل المؤشرات كانت سلبية في الشهور الثلاثة الاخيرة من الموسم الماضي، عندما حل زيدان بديلاً لسولاري، ومثلما هو يعترف دائماً، فان وضع الخطط التكتيكية ليس من نقاط قوته، فهل تكون اعادة البناء واحدة منها.
زيدان وضع شروطا على الموافقة على عودته، أبرزها كسر الصيام عن ضم النجوم والغلاكتيكوس، الذي امتد منذ العام 2014، فوضع رؤيته لنوعية النجوم التي يريدها، حتى وان اصطدمت مع رؤية رئيس النادي فلورنتينو بيريز، التي عادة ما تكون له رؤية مختلفة لأسباب ضم هذا النجم أو ذاك، وغالبيتها تسويقية، وفعلاً أنفق النادي اكثر من 320 مليون يورو على ضم 5 لاعبين جدد، أبرزهم النجم البلجيكي ايدين هازارد والمهاجم الصربي لوكا يوفيتش، ليبقى هامش لضم نجم أو اثنين قبل بداية الموسم الجديد، والصراع قائم بين زيدان ورئيسه على الاختيار بين بول بوغبا، الذي يريده زيدان، وكريستيان اريكسن الذي يريده بيريز، رغم ان ظهور النجم البرازيلي نيمار في واجهة البيع، اعادت الكثير من الحسابات، لكن الصداع الابرز لم يكن أبداً في البناء، بل في الهدم، فمن سيرحل من الفريق وكيف؟
زيدان وفريق عمله وضع 11 أسماً من الفريق الحالي في لائحة غير المرغوبين فيهم، رحل أحدهم، ماركوس يورينتي الى أتلتيكو مدريد، فيما يتوقع أن يدخل بيع الاسماء العشرة الاخرى أكثر من 250 مليون يورو على أقل تقدير، ولكن حتى البيع يتطلب جهداً كبيراً، على غرار محاولة التخلص من عبء الويلزي غاريث بيل، فلا أحد من الاندية العملاقة أو الانكليزية يريد دفع أكثر من 60 مليوناً في لاعب شارف الثلاثين من عمره، ولا تقوى أخرى على دفع راتب الـ15 مليون يورو السنوي للاعب يمضي غالبية الموسم مصابا او غير لائق للعب، وأيضاً تبرز أسماء الحارس نافاس والعائد خاميس وسيبايوس وكوفاسيتش وماريانو وربما يضطر زيدان الى توسعة دائرة المسموح لهم بالرحيل في حال تعثر بيع العشرة، لتشمل المخضرمين مارسيلو ومودريتش وكروس وفازكيز، ليكون صيفاً مرهقاً ومنهكا لمدرب لم يعتد مثل هذا السيناريو، وهذا كله قبل ان يبدأ الموسم الجديد بوعود استعادة المجد والبريق المفقود.
بصراحة فقدت الرياضة وكرة القدم خصوصا بريقها ومتعتها وأصبحت مثل دكان للعرض والاستعراض وليس للتمتع باللعب بعكس ما كان عليه الوضع في الماضي حيث متعة المتابعه للمباريات بعيدا عن المظاهر كما انني لا استطيع ان اسمي ان فريقا فاز بالبطلة الفلانية بل الاصح هو انه اشتراها ففريق اكتر من تصف لاعبيه من الخارج ومن افضل اللاعبين في العالم امام فريق ليس لديه ذلك فكيف له ان يفوز او ان يحقق بطولة