لندن- “القدس العربي”:
في خطوة مفاجئة لعشاق كرة القدم بوجه عام وجماهير ريال مدريد على وجه الخصوص.. يُقال الآن على نطاق واسع في وسائل الإعلام الإسبانية، إن إدارة النادي استعانت بالفعل بالأسطورة زين الدين زيدان، وذلك ليس لخلافة أستاذه في مهنة التدريب كارلو أنشيلوتي، بعد تدهور أوضاع الفريق في حملة الدفاع عن لقب دوري أبطال أوروبا، بل للقيام بمهمة عاجلة خلف الكواليس، بتقديم يد العون للميستر كارليتو بشكل غير مباشر، من خلال الاستفادة من علاقته الوثيقة بمواطنه كيليان مبابي، أملا في إرشاده إلى الطريق الصحيح بعد بدايته المتواضعة للغاية في موسمه الأول في قلعة “سانتياغو بيرنابيو”.
وكان الاعتقاد السائد لدى أغلب النقاد والمتابعين، أن توقيع العملاق الأبيض مع الهداف التاريخي لباريس سان جيرمان في ميركاتو 2024، سيعطي الإضافة التي يبحث عنها الفريق منذ رحيل كبير الهدافين في كل العصور كريستيانو رونالدو في العام 2018، ومن بعده وصيفه في قائمة الهدافين التاريخيين كريم بن زيمة، الذي اكتفى بما قدمه للريال في صيف 2023، لكن على أرض الواقع، ما زال يعاني الأمرين من أجل استعادة النسخة الفاخرة التي كان عليها طيلة السنوات الماضية في “حديقة الأمراء”، حتى بعد استحواذه على مكانه المفضل في آخر مباراتين، بإشراكه في مركز الجناح الأيسر بعد الانتكاسة التي ألمت بزميله البرازيلي فينيسيوس جونيور.
ونقلت الصحف والمواقع الرياضية العالمية عن منصة “سبورت” الكاتالونية، أن ريال مدريد لجأ إلى لاعبه ومدربه السابق زيدان، للمساعدة في خطة النادي لإعادة مبابي إلى حالته الفنية والبدنية المميزة التي كان عليها قبل توقيعه على عقد انتقاله إلى ملوك العاصمة الإسبانية، أو كما جاء نصا “ريال مدريد طلب من زيدان التحدث مع كيليان”، باعتباره مثله الأعلى وأول من أوصى بضمه إلى النادي، ما يعني أن أي رسالة من الجزائري الأصل، ستحمل وزنا كبيرا عند اللاعب، وهذا ما يعول عليه الرئيس فلورنتينو بيريز ومجلسه المعاون، للتخلص من صداع تأخر انسجام “الغالاكتيكوس” الجديد مع اللاعبين.
وجاء في نفس التقرير، أن الطلب المدريدي قد يبدو غريبا من الوهلة الأولى، لكنه تكرر أكثر من مرة في السنوات الماضية، كواحد من أبرز الرموز والشخصيات المؤثرة الذين يستعين بهم النادي لمساعدة النجوم على تجاوز مشاكلهم، على غرار ما حدث مع مواطنه الآخر كريم بن زيمة، حين تفاقت مشاكله مع المدرب الأسبق جوزيه مورينيو، ومرة أخرى مع نفس اللاعب عندما كان يواجه أزمة ثقة كبيرة أمام مرمى المنافسين، ولهذا السبب وقع الاختيار على بطل دوري الأبطال في الفترة بين عامي 2016 و2018، ليكون الملاذ الآمن أو الورقة الرابحة الأخيرة، لإسراع وتيرة تأقلم وتفاهم مبابي مع رفاقه الجدد.
ولفتت المنصة في الختام، إلى معاناة صاحب الـ25 عاما من عدة أمور في موسمه الأول في الدوري الإسباني، منها على سبيل المثال لا الحصر، تأخره في التكيف على الأجواء ونمط الحياة في مدريد، وهذا يرجع في الأساس، لعدم تمرسه على الحياة من قبل لفترة طويلة خارج وطنه، إلى جانب تأثره بشكل سلبي بحملات الهجوم الضاري عليه، لإخفاقه في التكشير عن أنيابه بالطريقة المتوقعة والمنتظرة منه، كلاعب من فئة “الميغا ستار”، لكن من مباراة لأخرى يتفنن في إحباط المشجعين، آخرها ظهوره الباهت في ليلة السقوط أمام ليفربول بثنائية نظيفة في ختام قمم الجولة الخامسة لدوري أبطال الكأس ذات الأذنين، والآن تتعلق الآمال على محاضرات زيدان الخاصة، لإعادة الوجه الحقيقي لمبابي داخل المستطيل الأخضر، وبالتبعية يبدأ في تقديم الإضافة التي ينتظرها المدرب أنشيلوتي في قادم المواعيد، بدلا من وضعه الحالي المثير للجدل، مكتفيا بتسجيل هدفين فقط منذ سبتمبر / أيلول الماضي، من أصل 9 أهداف في 18 مباراة في مختلف المسابقات.