سأنتخب شيلي والمسدس موجه الى دماغي

حجم الخط
0

‘لو أنني كنت عضوا في حزب العمل لصوت اليوم مؤيدا ميراف ميخائيلي لرئاسة الحزب. لكن هذه الجدة ليست لها عجلة فأنا لست عضوا وميخائيلي ليست مرشحة. إن ميخائيلي هي الشخص الشجاع والوحيدة هناك، بين المنتخبين الجدد في الحزب، التي لم تُخيب الآمال والتي لم تختفِ حينما انتُخبت. إن ميخائيلي تُسخن الآن على الخط (وتؤيد اسحق هرتسوغ).
وبقينا مع المرشحين شيلي يحيموفيتش وهرتسوغ. والاختيار بينهما صعب، فهما شخصان اشكاليان لرئاسة حزب اشكالي. وأسهل شيء ألا تنتخب علامة على الاحتجاج. لكن لو أُلصق مسدس الاختيار بصدغي لصوت ليحيموفيتش برغم كل شيء.
‘كانت خطيئتها المصيرية والوحيدة تقريبا محاولتها القبيحة أن تُدير ظهرها للموضوع الأكثر حسما في الواقع الاسرائيلي وهو الاحتلال وما تفرع عنه. قد تكون انتهازية أرادت أن تصل الى أوسع جمهور ممكن ‘يُغضبه’ الاشتغال بالاحتلال؛ وقد تكون مجرد جبانة، وربما تؤمن حقا بأنه يمكن ايجاد اشتراكية ديمقراطية مع السلب وديمقراطية مع الاضطهاد. وكل واحد من هذه التفسيرات أنذر بالسوء، لكن يصعب أن نعلم أيها الاسوأ. وأشد من ذلك أن يحيموفيتش ما زالت تترفع عمن يقض الاحتلال مضجعه وتتجاهل جرائم الاحتلال. فالعالم كما تراه هو عالم العدل والديمقراطية فيه محفوظان لليهود فقط، وهو عالم عنصري وقومي بقدر لا يقل عن عالم اليمين، لكن مع قناع فقط. ولذلك تُظهر اخلاصا لروح حزبها الحقيقية، حزبها الذي هو صاحب حقوق انشاء مشروع الاحتلال والاستيطان والتضليل. لكن يحيموفيتش جاءت لتُغير، فأسهمت بدل ذلك اسهاما آخر خاسرا في خطاب العمى والانكار والحياة الكاذبة وتبلد الحس. وبذلك نفت نفسها ايضا عن أن تكون بديلا حقيقيا عن حكم اليمين.
‘لكن يحيموفيتش لم تنضم الى هذه الحكومة وينبغي أن نتذكر لها هذا اليوم. وهذا غير كثير لكنه غير قليل ايضا. فلو أن الامر كان متعلقا بمنافسها لكان حزب العمل قد أصبح في الحكومة منذ زمن، ولأصبح هرتسوغ ورفاقه وزراء (مرة اخرى) كما كانوا في كل حكومات اليمين، يُحللون كل الأوبئة من الداخل ويدعون البراءة.
بعد ولاية في اربع مدد في الكنيست وثلاث في الحكومة وزير البناء والاسكان، ووزير الرفاه والسياحة، ووزير شؤون الجاليات ونضال معاداة السامية لن تُمسكوا على هرتسوغ فكرة واحدة نطق بها تثير الاختلاف أو جملة واحدة قالها تثير الاهتمام. فهو ولد طيب بالمعنى السيء لهذه الكلمة، وهو سياسي دؤوب مثل النملة وشاحب وكأنه فرانسوا أولاند اسرائيلي. وتُذكرنا خطبه بمواعظ حفل البلوغ أكثر من تذكيرنا بخطب النضال. اجل إنه يؤيد مصالحة على الارض ودولتين وعدالة اجتماعية وصهيونية، وكل هذا الخليط وكل الكلام الفارغ. لكنه مع ذلك لا ينشيء بديلا.
إن يحيموفيتش حينما تكون في أفضل حالاتها تقول شيئا ما. فقد كانت السياسية الوحيدة تقريبا التي لم تشارك في مهرجان التبرئة المسبب للغثيان لافيغدور ليبرمان، ويمكن أن يُقال كل شيء في نظريتها الاجتماعية، لكن لا يمكن أن يُقال إنها ليست شجاعة ومختلفا فيها. لقد ترفعت على رفاقها في الكتلة الحزبية، لكن عددا منهم يحقدون عليها في الأساس لاصرارها على عدم الانضمام الى الحكومة التي هي المكان الطبيعي الوحيد لهذا الحزب العفن الذي يوجد من يتجرؤون على تصنيفه بأنه حزب يساري.
‘نجحت يحيموفيتش في أن تنفخ للحظة روحا جديدة في حزب العمل وأنقذته بذلك من الذبول. وزالت هذه الروح حينما تبين أنها غير مستعدة لأن تشغل نفسها بالموضوع الجوهري الأهم. ومع ذلك كله فان يحيموفيتش مخلوقة من مادة أقل تآمرا وأكثر شجاعة من مادة هرتسوغ. وربما تستخلص الدرس في ولايتها الثانية. وفي فرح الفقراء البائس هذا، أعني الانتخابات التمهيدية في حزب العمل، فان الأمل في أن تعود يحيموفيتش الى نفسها والى ما كانته قبل كل هذه السياسة، أكبر من الأمل في أن يتغير هرتسوغ لأول مرة. ولهذا نقول نعم ليحيموفيتش مع كل ذلك وبرغم كل ذلك.

هآرتس 21/11/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية