سؤال لأهالي عمان: مواطنون أم «مجنسون»؟

«مجنسون» هل يوجد بين أهل سكان العاصمة الأردنية عمان من يمكن أن ينطبق عليهم حقا هذا التعبير؟
حسنا قد لا يتعلق الأمر بمفردة تقال أحيانا أو بكلمات وعبارات ينفلت لسان صاحبها عندما يعتلي منصة الخطابة في جمهور.
سأل سياسيون مرارا: هل يوجد بين الأردنيين من هو ليس أردنيا؟
مجددا أفلت الميكروفون، وبصيغة تقدم دليلا متكررا حول السر الكامن وراء الاخفاق المتواصل في توفير حاضنة شعبية واجتماعية لمظاهر الحراك الشعبي بأصنافه.
في لقاء عشائري الطابع ووطني الهدف بالنسبة للكثير من الحضور، أقيم قبل أيام في عمان بدعوة من نشطاء في قبيلة محترمة، أفلت الصوت ووقف أحد المتحدثين باسم القبيلة واللقاء مقترحا توجيه رسالة قوية لـ «جلالة سيدنا « ولـ» مكتسبي الجنسية في عمان».
لا يمكنها أن تكون مجرد زلة لسان لكن تلك العبارة الصغيرة المنفلتة حول وجود مكتسبين للجنسية من أهل عمان، كانت دوما تمثل عنصر الطرد المركزي لشرائح ومكونات كبيرة في المجتمع عن أي نشاط يزعم الحراك أو يتقمص هيئة المعارضة والاعتراض.
نفهم بأن الاجتماع الذي نتحدث عنه انطلق أساسا من دعوة أحد نواب البرلمان التي حملت اسم «صرخة وطن» لكل المكونات وعلى أساس مناقشة التعديلات الدستورية.
صاحبنا المتحدث وهو يتسلل بعبارة تتحدث عن مكتسبين للجنسية لم ينتبه إلى أن المنطق الذي يثيره يريد في النهاية حماية الوطن بدون مواطنة أو بدون مواطنين، والغريب أن أحدا من الحضور لم يعترض أو يتحفظ.
حضرت مرة بدعوة اجتماعا مع نحو 40 ممثلا لأحرار المناطق والمحافظات الأردنية. كغيري من المواطنين والحضور وأثناء النقاش استأذنت المضيف للإدلاء بتعليق ورفعت يدي للتحدث، فلاحظ أحد الرفاق اليساريين ثم عالجني بما يمكن أن أصفه وضميري مرتاح بأسوأ عبارة تصدر عن معارض.
صاحبنا الرفيق وضع شرطا للحديث بمنتهى الغرابة وبكل لياقة وأدب بالمناسبة، قوامه الرجاء «من الأردنيين فقط» التعليق والمشاركة مقترحا بالنص وحرفيا أن الاجتماع فيه ضيوف وأن الميكروفون فقط للأردنيين «البحت». ضحكنا أنا وأربعة ضيوف على الأقل لسنوات طويلة على مثل هذا التعبير الذي يصدر عن منظر يساري يريد لسبب غير مفهوم أن يحصر الحراك والنقاش والاعتراض بشرائح محددة فقط من المواطنين.
قد يعرف الحراكيون بأن السر الكامن وراء عزلتهم وعدم تسلل خطابهم أفقيا في شرائح المجتمع يكمن في توجيه رسائل أو استعمال عبارات من هذا النوع في غالبية الاجتماعات.

هناك مئات المواطنين الأردنيين الذين يمكنهم تقديم خبرات كبيرة في مساندة المسارات الوطنية في الحراك والمعارضة، لكنهم يبتعدون أو يعتزلون ويشعرون بالإقصاء المسبق

عبارة واحدة بالتلميح أو التصريح في أي اجتماع وطني أو يدعي الوطنية من عائلة العبارات التي تفرق بين الأردنيين وحدها كفيلة بتسميم أي مبادرة حراكية أو معترضة، وبحرمان أي خطاب أو ملاحظة في باب المعارضة من حواضن كبيرة في المجتمع.
بصراحة وببساطة هذه واحدة أساسية ومفصلية من مسوغات وأسباب الأزمة التي تعاني منها تعبيرات الحراك والمعارضة في الحالة الأردنية.
وبصراحة الاصرار على توجيه خطاب معارض أو حراكي تحت لافتة وطنية ومن أجل الوطن لكن بدون مواطنين، ومع الاسترسال في الحديث عن وجود شرائح اكتسبت الجنسية أو توصف بأنها مجنسة، هو تماما أمر يشبه الرغبة في إعداد طبق العجة بدون تكسير ولا بيضة واحدة.
نفس الخطأ المايكروفوني تكرر عبر تلك المداخلة التي كان يمكن الاستغناء عنها. لم يعترض أحد على عبارة المجنسين في عمان، ولم يتقدم أي من الحضور بملاحظة تتبرأ من هذه العبارة ولو تحت يافطة هدف تكتيكي عملياتي، من وزن إشراك أوسع قاعدة اجتماعية ممكنة في جلسة لمناقشة تعديلات الدستور عقدت باسم قبيلة عربية أصيلة وبمبادرة نفترض انها نبيلة.
أعرف عشرات بل مئات المواطنين الأردنيين الذين يمكنهم تقديم خبرات كبيرة في مساندة المسارات الوطنية في الحراك والمعارضة، لكنهم يبتعدون أو يعتزلون ويشعرون بالإقصاء المسبق على قاعدة الإسفين المسبق، بسبب عبارات أو أدبيات ورسائل ترد في بيانات وخطابات وتصريحات منظمين لنشاطات وفعاليات تحت عنوان حماية الوطن والتصدي لبيع البلد.
لا يمكن بكل بساطة لأي مواطن من فئة الضعفاء أو الأثرياء أن ينضم لأي نشاط يزعم الوطنية، فيما يحرمه المنظمون مسبقا من مواطنته، لا بل يشكك بعضهم بجنسيته ويعتبرونها مكتسبة وبالتالي التلميح ضمنا بأنها «غير شرعية» أو قابلة للمراجعة. كيف يستقيم الأمر؟
وكيف يقبل هواة الحراك والمعارضة بمثل هذا الخطاب ومثل تلك الأدبيات التي يمكن اشتمامها او التقاطها عن بعد؟ وهي أيضا أدبيات تثبت لقطاع واسع من مواطني الشعب الأردني بأن نار الحكومة والسلطة أقل وطأة على الروح والنفس والمصالح من تلك الجنة التي يعد بها الحراكيون والمعارضون أحيانا.
والحق يقال إن خطاب الدولة الرسمي بالعموم لا يتبنى مثل هذه الفروقات وعليه نهنئ الحكومة بمثل تلك الاعتراضات.

إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سلام عادل(المانيا):

    اتذكر قصة لتربوي عراقي كان في اجتماع في لندن لمناقشة مشاكل الطلاب في بلدانهم وكان احد الاساتذة التربويين يتحدث عن عدم انصياع التلاميذ لطلب المعلم وبالذات عندما يقول المعلم للتلميذ قف فلا يقوم من مكانه وعلق من بالاجتماع على الموضوع ولما وصل الدور لالاستاذ العراقي قال ليس لدينا هكذا مشكلة والامر الان معكوس بالنسبة لالاردن وباقس بلداننا فالاوربي ليس له مشكلة كهذه فكل من له جنسية فهو مواطن كامل الحقوق كابن البلد وحتى من لديه اقامة وهي انواع مختلفة لا يمكن ان يمنع من ادلاء رايه

    1. يقول محمّد السرْحاني:

      هذه البلدان لا يوجد لكيانها تهديد بوطن بديل.

  2. يقول محمّد السرْحاني:

    بسام البدارين يحتج فيه على كلمة “مجنسين”:
    “وجود مكتسبين للجنسية من أهل عمان، كانت دوما تمثل عنصر الطرد المركزي لشرائح ومكونات كبيرة في المجتمع عن أي نشاط يزعم الحراك أو يتقمص هيئة المعارضة والاعتراض.”

    الحقيقة والواقع يا بسام هو إبتعاد المجنسين عن أي حراك أردني سببه هو أن هؤلاء المجنسين في سلوكهم و ممارساتهم لا يعتبرون أنفسهم أردنيين. لذلك لا يشاركون في أي حراك ذي طابع أردني بحت. يرون من حقهم و واجبهم أن يحددوا إنتماءه كفلسطينيين ولاؤهم الأول و الأخيرلفلسطينو ليس للاردن. وأن إقدر لهم هذا الشعور و التمسك به لأنه من أولويات الحفاظ على الهوية الفلسطينية و مقاومة ذوبانها في هويات أخرى لا تخدم إلّا الكيان الصهيوني.
    أن مع إعطاء الفلسطينيين كامل حقوقهم المدنية من عمل وتعليم و تملك و سفر لكني ليس مع إعطائهم حقوقاً سياسية.
    ألمواطن ألأردني و الفلسطيني يدرك أن التجنيس هو نهج لإخلاء فلسطين من سكانها و تسهيل التسفير الناعم و الخشن و نهاية القضية الفلسطيني. المواطن الذي يتمسك بإنتمائه للأردن يقاوم ذلك. أما معظم الفلسطينيين يقاربون ذلك من مصالحهم المادية و الخاصة.

    1. يقول akef naimat:

      صدقت يا استاذ محمد فالموضوع اكبر من المصالح المادية والخاصة والاردني بالنهاية ليس له بلد اخر ولا منظمات عالمية تدعمه

    2. يقول عبد الكريم البيضاوي:

      الأخ محمد السرحاني.
      أحترم رأيك لكني لاأوافقك عليه, لماذا يحرم الفلسطيني من جزء مهم من حقوقه في بلد الإقامة بداعي أنه سيعود يوما إلى فلسطين المحررة ؟ برأيي ـ وجب منحهم جميع الحقوق المدنية بما فيها السياسية , لهم حق التظاهر والاحتجاج على قضايا ومشاكل يعيشونها ويرونها تهمهم وتهم مستقبل أبنائهم في الوقت الحاضر . لماذا منعهم من هذا الحق , حتى ولو لم يكونوا بحاملي الجنسية؟أما عن العودة إلى فلسطين, مهم أن يبقى حق العودة في ذاكرتهم, لكن ذاك لايلغي حقهم في العيش الكريم مثلهم مثل من ازداد أجداده القدامى في البلد, لأن بين هؤلاء أناس ولدوا في البلد كذلك فهم مواطنون من الدرجة الأولى ولا يجب أن يمنعوا من حقوقهم كاملة في البلد المستقبل. مستقبلا لكل حادث حديث. فلسطينيون عاشوا كل حياتهم ويعيشون حياة ناقصة في بلد آخر تحت هذا الداعي , يموتون في شقاء بينما كان يجب إعطاؤهم حقوقهم في السكن والعمل إلخ… هذا لايلغي حقهم في العودة .

    3. يقول صادق الشهم:

      سبب ابتعاد الأردنيين ذوي الأصول الفلسطينية هو التهميش الذي يقع بحقهم مذ فك الارتباط مع الضفة الغربية.. حيث تم استبعادهم من المناصب القيادية السيادية في الجيش والأمن.. ثم تبع ذلك استبعادهم من الوزارات والإدارات الحكومية المهمة.. مع الإبقاء على القليل منهم للادعاء بخلاف ذلك..
      اي مراجع للإدارات الحكومية الأردنية خصوصا الأمنية والعسكرية.. يدرك أن وجود ذوي الأصول الفلسطينية وجود شكلي.. والأمر امتد إلى الجامعات..
      هذه السياسة الحمقاء دفعت هؤلاء الناس إلى الابتعاد عن الشأن العام و العيش في طريقة الحياد.
      هناك الكثير من الكلام بهذا الشأن ولكن بهذا كفاية

  3. يقول محامي عربي:

    يوجد فلسطين محتله والمفروض عدم تركها للمحتل. كيف؟ المطالبه بالعوده …. التجنيس بييييييع

  4. يقول يوسف عليان:

    كلام في منتهى الدقة والروعة ….
    وللاسف مازلت تحكمنا العصبية والجهوية والقبلية ولم نرقى حتى لمستوى المصلحة المشتركة او أخوة الوطن او الدين او العروبة

  5. يقول جاسم:

    لماذا تتحسس العشائر من المكون الأردني الفلسطيني بينما تحتوي ألمكو ن الأردني السوري والمكون الاردني المصري والمكون الأردني العراقي، أليس هذا ازدواجية في المعايير فمثلا السرور معارض سوري متجنس وأصبح شيخ من شيوخ العشائر بل ومستشار الملك لشؤون العشائر وكذلك الكثير ممن يسمى عشائر البادية هم سوريون تجنسوا تحت عنوان البدون وتم قبولهم ؟
    نترك هذا السوال برسم الإجابة لعلها تظهر الحقائق بشكل اكثر وضوح يجنب البلد الكثير من عنتريات العشائر المبنية على الوهم والتضليل وذلك للحصول على مكتسبات مبنية على هذا الوهم.

  6. يقول سامح //الأردن:

    *للأسف الحكومة والطبقة السياسية عندنا
    في واد.. والشعب المغلوب على أمره في واد آخر.
    مجرد سؤال للحكومة : هل تعلم أن معظم السلع الغذائية ارتفعت أسعارها؟؟؟
    لماذا لا تتدخل الحكومة وتحدد هامش الربح
    للتجار الجشعين؟؟؟
    كان الله في عون المواطن البسيط المطحون أصلا..
    حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان.

  7. يقول اشرف العطواني:

    سبب ما يجري هو أنه لا توجد في القوانين الأردنية من يجرك هذه التصرفات ويعاقب عليها… ولهذا تمارس العنصرية والاقصاء والتهميش بشكل واسع من قبل فئة لا شغل لها إلا هذه القصص

  8. يقول احمد الصالح:

    لا يوجد مجنسين وانما هم اكتسبوا الجنسية اثناء وحدة الضفتين.. وهم مكون اساسي من المملكة الاردنية الهاشمية ولن يشكلوا اي خطر على وحدة الاراضي الاردنية وقد تعايشوا مع اخوانهم الاردنيين على مدى عشرات السنين.
    اما موضوع مشاركتهم في اي حراك فهذا لعدم الزج بهم كمندسين ومتسللين ويريدون استلام السلطة وتخريب البلد ووو
    هناك مكونات اخرى كالشركس والشيشان والشوام وغيرهم.. وكلهم مكونات المجتمع الاردني.
    لن نتقدم اي خطوة ما زالت هذه الاسطوانة تتردد في مجمعاتنا
    والاردن هو الاردن لن يكون بديلا ولن يكون الا الاردن

  9. يقول م. وسام حدادين:

    لكل ما تفضلت به وأكثر نؤكد أن وجه الأردن هو عروبي قومي بقيادة هاشمية كاملة الصلاحية
    فالاردنيين ليسوا مجنسين كما يصور الطرف الاول وايضا ليسوا أصحاب حقوق منقوصة كما يصور الطرف الآخر وكل ذلك بضمانة وقيادة الهاشميين وما حصل مع النواب قبل أيام يؤكد المؤكد .
    الاردن رئة فلسطين والقدس في قلب كل أردني ويكفي جلد بهذا الوطن فقد احتمل كل أحقادنا على بعضنا البعض

    1. يقول عمر الدميري:

      تحياتي م وسام حدادين
      ولكن ابشمس لا تغطى بالغربال في فعلا ابناء عشائر خريجين جامعات ولكنهم متخلفين جدا سياسيا وثقافيا..اللي ينظر للمواطنين بهذه النظره اردني ومتجنس هيك بده يفرق شعب وحده الدم والنسب ووحدة المصير..هذا غباء وعنصريه لم تعرفها جنوب افريقيا ..لما بقول المداخله للاردنيبن فقط..اذن من هم الباقي وهم الاكثريه في الاردن الاردني من اصل فلسطيني. يمثلون65%حسب تقرير لاذاعة لندن ولا اظن بريطانيا رب الخبث والدسائس تغلط في1% من النسبه او تقاريرها.وتعرف كل صغيره وكبيره في الاردن
      انا اردني من اصل فلسطيني متذ1949 اكثر من اي ابن عشيره مخلص للاردن وخدمت في الدوله وفي الخليج42سنه وحولت للاردن اكثر من نص مليون دينار مين هو ابن اي عشيره اشتغل بالخليج وخدم الاردن اكثر مني يتفضل يقول انا.بيكفي هيك تندميبز ..نحن من بنى الاردن والكل عارف..والملك حسين الله يرحمه كان عارف . واخر اردني من العقبه للرمثا عارف ..

  10. يقول ابو ابراهيم:

    لو الشعب الفلسطيني أراد وطنا بديلا لحصل ذلك من فترة طويله وطبعا بمباركة أمريكا وإسرائيل ولكنه لن يقبل بديلا عن الفردوس ووعد من الله سنعود لقدس الاقداس وعسى أن يكون ذلك قريبا وعندها سنميز الغث من السمين

    1. يقول Dr Arabi,UK:

      بارك الله فيك، عائدون بإذن الله إلى فلسطييييييييييييييين.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية