يصعب عليّ النوم منذ الهجوم الذي جرى على حوارة. وهذا ليس محزناً فقط؛ فالحزن عندنا بوفرة والحمد لله. صور يتفطر لها القلب لضحايا إرهاب وإجرام تظهر على شاشة التلفزيون كل مساء. لكن شيئاً ما هنا مختلف هذه المرة، أكثر تهديداً، وكأن الأرض اهتزت من تحت الأقدام.
ذات مرة، عندما كنت طفلاً، شرح لي أبي، رحمه الله، الذي عاش في شرق أوروبا سبب كون الاعتداء الجماعي ظاهرة صادمة وهدامة، شرح يقول لي إنه “عندما يمس الجيش بأبناء بلدتك، أو مثلاً عندما يقتلهم قاتل أو منفذ لعملية، فباستطاعتك شراء احتياجاتك من البلدة المجاورة، وعندما يحييك البائع بابتسامة تحييه أيضاً، لكن عندما تعرف بأن من يمس بك ويحرق بيتك جاء من البلدة إياها ولعله كان أحد جيرانك، فلا يمكنك أن تبتسم له. وحسب أبي، فإن الكراهية التي تعتمل في قلب كل معتدٍ لا تنتهي خصوصاً وهي تتعاظم.
عندما حاولت مشاركة سائق السيارة العمومية في هذا الفهم، وبّخني على تسميتي لما حدث في حوارة “اعتداء جماعياً”. وحسب السائق، فإن عبارة “اعتداء جماعي” محفوظة لمن يمس باليهود، أما عندما يأتي من أبناء جماعة أخرى فيجب أن تستخدم عبارة أخرى. وعندما اقترحت عبارة “جريمة كراهية” عارض، وشرح بأن المحتجين الذين وصلوا إلى حوارة كان دافعهم الألم والغضب الرهيب الذي يشعرون به عقب قتل الشقيقين، الذي وقع في ذاك اليوم. وذكرني السائق بأن “منفذ العملية هو نفسه كان من حوارة”. استبعدنا معاً عبارة “جريمة ألم” فهي تبدو ضعيفة وغير دقيقة، كما أننا لم ننجح في الاتفاق على عبارة “جريمة مبررة” لأنه إذا كانت هذه مبررة، فليست جريمة. أما اقتراحي تسمية ما جرى “جريمة ضد أبرياء” فلم يقبله السائق أيضاً.
انتهت الرحلة دون أن أتوصل إلى اسم متفق عليه، وكرجل كلمات أجدني ملزماً بالاعتراف أن هذا أحزنني. كما أتفق، فإن القدرة على تسمية شيء ما باسمه تهدئ قليلاً. عندما تدعو المصيبة باسمها، تبقى مصيبة، لكنها على الأقل بصفتها هذه يمكن المشاركة فيها والحديث عنها. فلعلكم تساعدوني وتقولون لي كيف يمكننا أن نسمي حدثاً حصل بعد لحظة إرهاب أن اقتحم 400 مواطن من بلدات مجاورة، ترافقهم قوة عسكرية قرية ما ليقتلوا، ليضربوا ويحرقوا منازل سكانها؟ أعطوني اسماً، ليس خطاباً، ولا شرحاً، ولا فهماً سياسياً ولا “أين كنت في فك الارتباط”، اسما ينجح في وصف ما حصل في حوارة، مساء الأحد.
بقلم: ايتغار كرات
يديعوت أحرونوت 1/3/2023