ساري سينهي مسيرة رونالدو لو بقي مدرباً ليوفنتوس!

عندما أعلنت ادارة نادي يوفنتوس عن ضم النجم الاسطوري كريستيانو رونالدو في مطلع الموسم الماضي، كان الخبر بمثابة صدمة مخيفة لأنصار فريقه السابق ريال مدريد، بل ان بعضهم لم يتحمل هذا الكابوس الى درجة انهم هجروا النادي الملكي واصبحوا من أنصار “السيدة العجوز” كي يبقوا قريبين من نجمهم المدلل ومحقق أحلامهم الخرافي.

ورغم كل الآمال والأحلام التي نسجت حول اللحظات السعيدة التي سيعيشها يوفنتوس بوجود النجم الخارق وماكينة التهديف رونالدو، الا ان موسمه الأول لن يتذكر منه عشاقه سوى الليلة الاستثنائية امام أتلتيكو مدريد في اياب دور الـ16 لدوري أبطال اوروبا عندما سجل ثلاثية مسح فيها تخلف اليوفي في مباراة الذهاب 2-0، وعدا عن ذلك فان سجل تهديفه ظل دون المتوقع، رغم ان البعض يجادل ان أهدافه الأقل من المعتاد جاءت في دوري متخصص في الاساليب الدفاعية الحازمة على عكس الدوري الاسباني، في حين اختار كثيرون ان يتغاضوا عن سنه الكبيرة (35 سنة) قياساً بلياقته العالية ورشاقة بدنه التي تفوق من يصغره سناً بسنوات. ورضي الجميع بلقب الدوري المعتاد (الثامن على التوالي)، رغم فقدان الكأس المحلية أمام المغمور أتالانتا، والخروج الغريب أمام غير المرشح أياكس في دوري الأبطال، واعتبروا ان القادم أفضل، وان رحيل المدرب أليغري، وقدوم مدرب بعقلية مختلفة سيضمن نجاح الموسم التالي.

الى ان جاء ماريتسيو ساري، ابن الاحياء ولعب الشوارع، والذي صنع من نابولي قوة منافسة لليوفي على مدى السنوات الماضية، قبل رحيله الى تشلسي اللندني. المدخن “الشره” لم يابه بصورته البالية ولا بأسلوبه الشعبي، فهو يعتمد أساساً على فكره التدريبي الناجع، رغم انه على مدى ثلاثة عقود لم يحظ الا بلقب اليوروبا ليغ في الموسم الماضي مع تشلسي، الذي اعتبر حوتاً كبيراً في حوض أسماك هذه المسابقة الثانية. لكن منذ اليوم الأول من تعيينه مدربا لعملاق تورينو، تساءل البعض: كيف لسائق حافلة مواصلات عمومية ان يقود سيارة فيراري ثمينة؟ وهو ما مفترض ان تدركه عائلة أنييلي مالكة شركة سيارات “فيات” وصاحبة الاسهم في شركتي فيراري وألفا روميو الرياضيتين. اي ببساطة: كيف ستركب عقلية ساري على عقلية جواهر مثل رونالدو وديبالا وكيليني وبونوتشي؟

ومع ذلك بدأ الموسم، وحقق اليوفي نتائج ايجابية من دون ألق ولا بروز، وجاءت غالبية انتصاراته بفارق هدف او بشق الأنفس، وصولاً الى خسارة الكأس السوبر أمام لاتسيو ومباراة الذهاب لدور الـ16 في دوري الابطال امام ليون، والكارثة الأخيرة خسارة نهائي الكأس أمام نابولي. ومنذ الاستئناف وبخوض يوفنتوس مباراتين أمام ميلان ونابولي، فانه خط هجومه الكاسح بقيادة رونالدو، أخفق في التسجيل، بل أضاع النجم المدلل ركلة جزاء في المباراة الاولى، ليعم التشاؤم في القدرة حتى على البقاء على قمة الدوري أو تخطي عقبة ليون في الابطال.

خسارة النهائي الثاني في موسم واحد، وهي الاولى في مسيرة رونالدو، أعادت التذكير بقدرات المدرب المحدودة من أسلوب لعب لا يتغير، فأصبحت هناك نظرية ثلاثية الأبعاد، بان المنقذ عادة ديبالا هو محبوب الجماهير، وهيغواين هو محبوب ساري (بسبب ماضيهما) ورونالدو هو محبوب الادارة (لأسباب تجارية). لكن اليوم واكثر من أي وقت مضى بات ابن الحادية والستين عاماً معرضاً للاقالة، بسبب عقمه في استخراج ما في جعبة نجومه، حتى شقيقة رونالدو، ايلما، شاهدت كيف يعاني شقيقها وزملاؤه، وتساءلت عن السبب الذي يقودهم الى اللعب هكذا.

الجواب معروف، ويخشى كثيرون ان الحال المزرية تطول ولن يعود الزمن قادرا على اسعاف رونالدو، الذي مهما حافظ على لياقته البدنية، سيظل سنه يكبر في اتجاه المنتهية مسيرتهم افتراضياً، مع انتصاف عقده الرابع، وهو السن الافتراضي للاعتزال. لكن الجواب الذي ينتظر عشاق اليوفي سماعه في منتصف الشهر المقبل هو قرار محكمة الرياضة الدولية (كاس) باعلان قرارها بتثبيت ايقاف مانشستر سيتي عن المشاركة في المسابقتين الأوروبيتين لمدة عامين، وهذا يعني انه من شبه المؤكد رحيل مدربه بيب غوارديولا، حينها لن تقف الاشاعات ولا تغريدات مومبلانو عن تنصيب الفلتة الاسباني مدرباً لـ”عواجيز” اليوفي، وربما تحقيق الحلم الأبدي: التتويج بلقب دوري الابطال.             

 

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول د. اثير الشيخلي - العراق:

    ساري ضعيف الشخصية، و الدليل ما فعله حارس مرمى تشيلسي به، حين رفض التبديل و أصر على البقاء كي يشارك في صد ضربات الجزاء و التي انتهت إليها المباراة
    و كان موقفاً غريباً و شديد الاحراج للمدرب ساري الذي كان يدرب تشيلسي في حينه
    حين انفعل و كاد يترك المباراة
    .
    و رغم ان المباراة انتهت بفوز تشيلسي نتيجة تألق الحارس و نجاحه في حسم اللقب
    الان كانت مؤشر كبير على ضعف شخصية هذا المدرب تجاه لاعبيه إلى درجة ان يفعل حارس المرمى ذاك ما فعله به!
    .
    مشكلة هذا المدرب ان طريقة سيطرته على لاعبي فريقه مسألة تؤرقه و تجعله يتخذ قرارات هوجاء على طريقة خذوهم بالصوت قبل ما يغلبوكوا
    و كلنا يذكر كيف كان يستبدل رونالدو في الربع الاخير من المباراة، فقط من أجل أن يقول أنني مسيطر
    و على طريقة المثل المصري :
    اضرب السايب يخاف المربوط
    .
    لكن لم تنفع هذه الطريقة للأسف لأن شخصيته لا تسمح بأن يؤخذ على محمل الجد
    .
    ليس لمثل رونالدو ان يكون هذا مدربه

إشترك في قائمتنا البريدية