سبب اهمال عائلة غليزر لمانشستر يونايتد!

جاءت هزيمة العملاق مانشستر يونايتد أمام المغمور بيرنلي في ملعبه في الدوري الانكليزي ليلة الأربعاء الماضي، مؤشراً لما آلت اليه الامور في “أولد ترافورد”، خصوصاً أن الهزيمة هي الأولى على أرضه أمام الفريق المكافح منذ 1962.

هناك اهمال متعمد من ادارة يونايتد في تسيير شؤون الفريق في العامين الأخيرين، والجميع يعلم أن عائلة غليرز التي تملكت النادي في 2005، جاءت لهدف واحد هو تحقيق مكاسب مادية، ونجحت في حلب النادي، الذي يعد من الأكثر شعبية حول العالم، الى أقصى حد ممكن، لكن منذ رحيل المدرب الاسطوري أليكس فيرغسون في 2013، سقط القناع وانكشفت قدرات هذه العائلة وادارتها في تحطيم هذا النادي، وليلة الأربعاء الماضي كانت مؤشراً ليس فقط الى النتيجة الكارثية بعد عرض مخيب آخر من الفريق، بل من رؤية المقاعد تفرغ من المشجعين في المدرجات بمرور دقائق المباراة، حتى أصبح منظراً مزرياً غير مسبوق في العصر الحديث في “أولد ترافورد”، بل أيضاً تجلت الكارثة في عدم قدرة النادي على بيع تذاكره المخصصة لمباراة الاياب في نصف نهائي كأس المحترفين أمام الجار مانشستر سيتي الاربعاء المقبل بعد خسارته الاياب على أرضه، ليصبح عزوف الجماهير عن حضور مباريات الفريق منظراً متكرراً، بل لم تعد فانلات وقمصان نجومه مرغوبة عند المشجعين ولا يرتديها الصغار، لان ببساطة لم يعد في الفريق من الاسماء الرنانة ما يستحق، فحتى الاسم الاكبر بول بوغبا لا يرغب في البقاء وبالكاد لعب هذا الموسم.

جماهير كرة القدم ليست غبية، وتعلم متى تشجع فريقا يستحق ذلك، ومتى لا تشجع فريقا أهملته ادارته، فالجميع توقع في سوق الانتقالات الشتوية الحالية، التي تبقت على نهايتها أيام قليلة، ان يدخلها النادي بقوة، على الأقل لتعويض رحيل المهاجمين لوكاكو وسانشيز في نهاية الانتقالات الصيفية، وخصوصا بعد اصابة نجم الهجوم الاول ماركوس راشفورد وأيضاً تعويض غياب بوغبا ومكتوميني، لكن حتى الآن تعذر على النادي انجاز أي صفقة، بل كان قريباً جداً من ضم البرتغالي برونو فيرنانديز، لكن ادارة يونايتد قسمت مبلغ الـ60 مليون يورو التي طلبها ناديه سبورتينغ لشبونة الى أقساط وشروط وبنود، ليتحلل المبلغ الى فتات رفضه النادي البرتغالي في النهاية، لينصب فجأة اهتمام النادي على لاعبين متوافرين على سبيل الاعارة او آخرين عفا عليهم الزمن، مثل الارجنتيني كارلوس تيفيز، أي ببساطة الأقل تكلفة، رغم اعلان الادارة سابقا ان المال متوافر لانجاز صفقات كبيرة، لكن فضلت عائلة غليزر الدخول في أزمة النتائج المخيبة عوض دعم الصفوف، فما سبب هذا الاهمال والتقصير؟

ليس سراً أن هناك اهتماماً سعودياً في شراء النادي، وان مفاوضات عدة عقدت بين الطرفين، بينها زيارة أفراد من عائلة غليزر الى الرياض ضمن زوار مبادرة مستقبل الاستثمار ومنتدى الرياض الاقتصادي، ليتم الاتفاق على بيع النادي لملكية الامير محمد بن سلمان، لكن بسبب التطورات السياسية خلال العام الماضي، أرجئت فكرة اعلان التملك لتفادي رد فعل عنيفة، خصوصاً ان حادثة قتل الصحفي جمال خاشقجي كان لها صدى عالمي واسع، فتأجل الامر الى أن تهدأ الأمور، ولهذا رأينا في مطلع الموسم الجاري تسريبات بأن الصفقة باتت وشيكة، وهي عادة تكون لجس النبض الأوروبي والعالمي، لكن الحنق ما زال كبيراً على ابن سلمان، فتأجلت الى مطلع العام الجاري، والذي كان البيع يفترض أن يدر على عائلة غليزر أرباحاً تزيد على 3 مليارات دولار من ناد كلف شراؤه 750 مليون جنيه استرليني بقروض بنكية على ضمانة النادي، وتريد العائلة بيعه قبل تحقيق المزيد من الخسائر في ظل غياب النادي عن تحقيق الألقاب وأيضاً عن اللعب في دوري الأبطال المربحة وتهاوي الشعبية العالمية، وكانت ترغب بعدم الانفاق في شهر الانتقالات الحالي لدعم الصفوف المتهالكة، آملة باعلان البيع الى ولي العهد السعودي، لكن مجدداً مع بروز أزمة جديدة، قد ترتقي الى فضيحة أخرى، عن احتمال تورط محمد بن سلمان باختراق هاتف جيف بيزوس مالك “أمازون”، لتتأزم فكرة بيع “الشياطين الحمر” مجدداً الى أن يفرغ الطريق من كل العراقيل الممكنة، ولكن الى حين تأكيد البيع فان ادارة يونايتد ستتردد كثيراً في صرف مبالغ كبيرة او دعم الفريق بصفقات من العيار الثقيل.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية