ضد كل الاحتمالات وبالذات في فترة تبدو العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة ليست في ذروتها، تدفع “القدس” وواشنطن قدماً بخطة سرية لربط طريق بري متواصل بين الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، يتجه من الخليج مباشرة إلى موانئ إسرائيل. وذلك لغرض تصدير البضائع من الشرق إلى أوروبا عبر إسرائيل، وبعد ذلك السياح أيضاً.
سيتيح الربط البري للشاحنات نقل البضائع في ظل اختصار كبير لكلفة النقل واختصار المدة الزمنية لنقل الشُحنات مقارنة بالوضع اليوم. وحسب الدراسة التي تمت في وزارة الخارجية وفي الإدارة الأمريكية، يدور الحديث عن اختصار الزمن من عدة أسابيع إلى يومين – ثلاثة أيام، وتوفير حتى 20 في المئة في كلفة الارسال. اليوم تصل الشاحنات التي تخرج من الإمارات إلى ميناء حيفا عبر جسر اللبني، لكن عليها اجتياز إجراءات بيروقراطية تتضمن استبدال السائق، ولوحات الترخيص، وانتظاراً طويلاً. وثمة طريق آخر وباهظ الثمن لإرسال البضائع، وهو بالسفن عبر قناة السويس، ومنها إلى موانئ أوروبا، ولكنه أمر باهظ جداً.
الفكرة هي السماح بوصول شاحنة واحدة وسائق واحد من دبي إلى ميناء حيفا، مثلاً، دون استبدال السائقين والشاحنات في المعابر بين الدول. وعرضت وزارة الخارجية الإسرائيلية الخطة على المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين. وحسب موظفين كبار في إسرائيل، تحمس الأمريكيون للخطة وبدأوا يدفعونها قدماً مع الدول ذات الصلة: الإمارات والسعودية والأردن. يدور الحديث عن مشروع بنية تحتية يتجاوز الحدود، يبدأ كما أسلفنا في الإمارات، يمر عبر السعودية وينتهي بموانئ إسرائيل، ولاحقاً سيوسع أيضاً للبحرين وعُمان.
تعتقد إسرائيل أن هناك فرصة قيمة جداً لدفع الخطة قدماً بسرعة نسبية بل وحتى قبل التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وذلك كون كل الأطراف ستكسب من اختصار زمن وكلفة الإرسال – بين الشرق الأقصى والأدنى إلى أوروبا.
تعمل إسرائيل على الخطة بالتوازي أيضاً مع دول الخليج، لكنها تتمتع بريح إسناد أمريكي. سيقوم الجسر البري على أساس طرق قائمة، لكنه يحتاج إلى رفع مستوى بعض المسارات وشق أجزاء معينة. ستستوجب الخطة من كل الدول الوصول إلى توافق على معايير الشاحنات كي تتمكن من التحرك بين كل الدول وأن توافق أيضاً على رخص سياقة السائقين الذين يسمح لهم بالتحرك كما أسلفنا على طول المسار بشكل سلس وبلا عراقيل.
حسب الخطة المتبلورة، سيستخدم الرابط البري لأغراض السياحة والسفر لاحقاً. المشروع سيدفع قدماً ارتباطات بين إسرائيل ودول المنطقة في مجال المواصلات والبنى التحتية والمعلومات.
حسب مصادر مشاركة في تفاصيل الخطة، يدور الحديث عن مشروع أتيح بفضل التوقيع على اتفاقات إبراهيم والتعهد الأمريكي بتحقيق السلام في المنطقة، ما قد يغير وجه الشرق الأوسط كله. بالتوازي، يواصل الأمريكيون العمل على خطة لربط الخليج بإسرائيل بسكة حديدية ومنها إلى أوروبا، لكنه مشروع سيستغرق سنوات أخرى للتنفيذ بينما الرابط البري قد يدخل إلى العمل في غضون وقت قصير.
وقال وزير الخارجية إيلي كوهين، إن “وزارة الخارجية تعمل على توسيع دائرة السلام وتحقيق مشاريع إقليمية تعزز مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط والاستقرار الإقليمي. استثمار في مشروع بنية تحتية بهذا الحجم سيساهم في تقدم التجارة بين الدول، بين آسيا وأوروبا، ويؤدي إلى ازدهار الدول المشاركة”.
في وثيقة طبعت في وزارة الخارجية ووصلت إلى “يديعوت أحرونوت” كتب: اتفاق إبراهيم غيّرَ الواقع السياسي في منطقتنا وفتح مساراً في طرق مواصلات جديدة. مشروع ارتباطات برية إقليمي بين دول الخليج وإسرائيل – يغير اللعبة التي سترفع مستوى التجارة العالمية في الشرق الأوسط، ويحسن مكانة إسرائيل كمركز لنقل البضائع من الشرق الأقصى إلى العالم الغربي، وستبرز دور الولايات المتحدة في المنطقة. مشروع Land Connectivity by Trucks سيوفر حلاً سهلاً لتحسين التجارة على الأرض، ويوفر منصة لكل المشاركين – الولايات المتحدة، والإمارات، السعودية، والأردن مثلما أيضاً دول مهتمة أخرى في المنطقة كالبحرين وعُمان.
إيتمار آيخنر
يديعوت أحرونوت 7/7/2023