لا يمكن لقصة كهذه أن تحدث في عالمنا العربي. لا يمكن لزوجة أحد رؤساء الجمهوريات العرب أن تعلن أنها مصابة بمرض سرطان الثدي، بل إننا في بلادنا العربية نتحاشى ذكر اسم مرض “السرطان” وندعوه “المرض”. ما الذي ذكرني بكتابة كل ما تقدم؟
كارلا الجميلة زوجة الرئيس
كأن المتاعب القضائية لرئيس جمهورية فرنسا السابق نيكولا ساركوزي لا تكفيه وحلت ببيته كارثة صحية لزوجته كارلا/ بروني الجميلة جداً وذات الصوت الجميل ولكنها أعلنت مؤخراً أنها أصيبت بسرطان الثدي وتعرف ما ينتظرها إذا نجت من الموت ـ بإذن الله. إذ لا بد من الجراحة لاستئصال الكتلة السرطانية من الثدي وبقية العلاج بالهرمونات إلى آخره.
هذا لا يحدث عندنا
لا يمكن أن يحدث أمر كهذا في عالمنا العربي من حيث التكتم على أمراضنا نساء ورجالاً، يجعلنا لا ننشر أخبار السرطان على أغلفة المجلات، بل نكتفي بالتهامس العائلي لتخفيف ضغط المخاوف والآلام من السرطان الذي ندعوه “المرض”. كارلا بروني تتحدث عن مرضها كأمر مألوف في فرنسا حين تمرض إحداهن، بل إن رئيس تحرير مجلة “كلوسر” الفرنسية كتب افتتاحيته محرضاً النساء على الفحص الطبي السنوي للثدي وكتب مرة ثانية حول ذلك وهي كتابة قصيرة تنبه النساء إلى أن كل واحدة معرضة لهذا المرض القاتل إذا لم تتدارك الأمر.
المريضات الشهيرات في فرنسا
ما أعلنته كارلا بروني ساركوزي ببساطة فتحَ ملف سرطان الثدي في فرنسا وبالذات لدى المشهورات أمثال ايفلين داليا التي نراها كل ليلة على شاشة التلفزيون (القنال الأولى) حيث تقدم برنامج الطقس المتوقع في فرنسا في اليوم التالي وبالتالي يرقبها الملايين وأنا منهم. وهنالك كارولين ريسيفير في صورة بشعرها الجميل الطويل وأخرى بعدما فقدته إثر العلاج الكيماوي. وثمة النجمة الأمريكية الشهيرة اوليفيا نيوتون جون (بطلة فيلم غريس) المصابة بالسرطان أيضاً والنجمة جين فوندا وأسماء أخرى كشوران سفرمرز وسمرلاند مورو وسواهما من الشهيرات.
سرطانات مختلفة
من المعروف أن بعض الشابات يصبن أيضاً بالسرطان مثل ساندرا (24 سنة) ثم لأن ذلك المرض اللعين قد يصيب الأطفال حتى في شبكية العين كما يحدث لدانييل (10 سنوات) التي اكتشفت أمها مرضها في شبكية العين منذ كان عمرها 11 شهراً! أي أن هذا المرض لا يوفر عضواً ولا أحد ينجو منه حتى الأطفال. وثمة ممثلة معروفة في فرنسا جميلة وحمراء الشعر هي أودري فلورو مصابة في العينين ومعرضة لفقدان البصر نهائياً كما قالت وبالتالي بالتوقف من العمل.
رأي طبيبة
الدكتورة صرفتي الاختصاصية في جراحة الثدي تقول إن الفحص السنوي للثدي باليد وبالأشعة يكشف كل عام عن وجود 60 ألف مصابة بذلك المرض في الثدي في فرنسا وإن 12 ألف امرأة يصبن بالموت سنوياً في فرنسا وقد افتتحت الدكتورة كتابها وهو بعنوان “دليلك لمعرفة سرطان الثدي” ونصحت بقراءته لأنه قد ينقذ حياة الكثيرات.
وصدر الكتاب عن منشورات (هاشيت) الشهيرة.
الرجال والسرطان
كما تعاني المرأة من سرطان الثدي يعاني الرجل من سرطان البروستات، وينصح الأطباء بالفحص السنوي لذلك والمؤسف أن السرطان حين يعالج في عضو بل ويتم استئصاله قد ينتقل إلى عضو آخر! هذا رجل مرض بسرطان البروستات وتوهم أنه شفي بعد استئصاله والعلاج الكيماوي الذي أعقب ذلك لكن المرض انتقل إلى العظام.. أي أنه داء كثير التنقل ولا يفارق أي جسد إلا بعد أن يستهلكه ويهديه الموت.
كتبت كل ما تقدم على أمل أن نجد الاهتمام عربياً بالفحص السنوي الطبي للمرأة والرجل. ومن الجميل أن يتم ذلك مجاناً في بعض الدول العربية الغنية فنحن جميعاً من البشر الذين قد يمرضون وبالتأكيد سيموتون.
إنه موضوع غير مبهج وهو ما لا أميل إلى كتابته، وأعترف أنني كنت راغبة في الكتابة اليوم عن غزة والاعتداءات الإسرائيلية لكننا نستطيع مواجهة إسرائيل ونحن بعافية أفضل. ونلاحظ أن إسرائيل تحاول إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة وفي كل مكان تستطيع إبادة الفلسطينيين فيه.
ومواجهة العدو بعافية حسنة أفضل من تحمل تجويعه لأبناء غزة وتدميرها لمستشفياتهم وبيوتهم. وما تحاول إسرائيل أن تفعله بالعرب في غزة. من الأفضل أن نواجهه بكامل عافيتنا حتى لو حاولت تجويعنا وقهرنا.
ولن تقهرنا بإذن الله على الرغم من أن إسرائيل سرطان من نوع خاص!