الرباط- “القدس العربي”: لم يتوقع المنشط الإذاعي محمد بوصفيحة، الملقب بـ”مومو”، أن تنتهي محاولة سرقة وهمية تم الإعلان عنها في مكالمة هاتفية مباشرة مع برنامجه على إحدى الإذاعات الخاصة، بقضية أمنية تحقق فيها شرطة العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، وتصل إلى أعتاب القضاء.
المستجد، الذي تداوله المغاربة على منصات التواصل الاجتماعي، هو قرار إحالة المنشط الإذاعي من طرف الأمن المغربي على وكيل الملك (النائب العام) لدى المحكمة الابتدائية في حالة سراح، وذلك للاشتباه في تورطه رفقة شخصين آخرين في اختلاق جريمة وهمية ونشر خبر زائف من شأنه التأثير على الأمن العام.
“شركاء” المنشط “مومو” كما سماهم مدون، في هذه القضية هم رهن الاعتقال الاحتياطي، ويتم تقديم الجميع الثلاثاء أمام أنظار وكيل الملك (النائب العام)، بتهم “نشر خبر زائف يمس بالإحساس بالأمن لدى المواطنين بواسطة الأنظمة المعلوماتية وإهانة هيئة منظمة عبر الإدلاء ببيانات زائفة”.
ما سيقرره النائب العام هو الذي سيحدد مصير المنشط الإذاعي ومن معه في قضية أثارت حفيظة الرأي العام خاصة بعد اكتشاف فبركة حادث سرقة وهمية من خلال مكالمة هاتفية مع برنامج على أثير إذاعة خاصة، وتسليم الضحية المزيف هاتفا جديدا.
اعتبر المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي سلوك المنشط “مومو” غير أخلاقي خاصة إذا تأكد تورطه في الاتفاق مع مواطن من أجل ادعاء تعرضه للسرقة، بهدف رفع نسبة المتابعة للبرنامج وبالتالي رفع أسهمه كإذاعي والحصول على “البوز”، لكن العكس هو الذي وقع وبذلك كما قال صاحب تدوينة “موموجاب الربحة” وهي كناية تقال لمن حصد شر أعماله، فيما قال مدون آخر بالدارجة المغربية “كنت أعرف أنه سيأتي يوم سيسجل مومو في المرمى”، والمعنى ساخر أي أنه أخيرا أصاب الهدف وهو متابعته قضائيا.
الناشط الجمعوي عبد العالي الرامي، نشر بدوره تدوينة استغرب فيها قائلا “ما هذا، وقائع عملية كريساج (سرقة) مفبركة على المباشر في راديو معروف تجر المنشط مومو إلى التحقيق بعداستدعائه من الأمن واعتقال شخصين”.
بمجرد وقوع السرقة الوهمية واتهام الشرطة بالتقصير على المباشر في برنامج إذاعي، فتح الأمن بمدينة الدار البيضاء بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، نهاية الأسبوع الذي ودعناه، بهدف تحديد جميع المتورطين في اختلاق جريمة وهمية، ونشر خبر زائف يمس بالإحساس بالأمن لدى المواطنين بواسطة الأنظمة المعلوماتية، وإهانة هيئة منظمة عبر الإدلاء ببيانات زائفة.
أفاد بيان الأمن المغربي بأن مصالحه في أمن الدار البيضاء تفاعلت بجدية كبيرة مع اتصال هاتفي توصلت به محطة إذاعية خاصة، يتحدث عن ملابسات سرقة مزعومة وعن تقاعس مفترض من جانبه، إذ تعاملت معه على أنه تبليغ عن جريمة حقيقية، وفتحت بشأنه بحثا قضائيا بغرض توقيف المشتبه فيهم وتحديد المسؤوليات القانونية اللازمة.
خلصت أبحاث الأمن، التي تمت بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات)، إلى أن الشخص المتصل انتحل هوية مغلوطة، واختلق واقعة سرقة وهمية بمشاركة شخص ثان، ولم يراجع أي مصلحة أمنية، وأنه حصل على الهاتف بغرض تحقيق منافع شخصية والرفع من مشاهدات الإذاعة المذكورة.
وأوضح بيان الأمن أن التحريات المتواصلة في هذه القضية مكنت من توقيف المشارك الثاني في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية، التي تمس بالشعور بالأمن والسكينة العامة، والذي تبين أنه سبق أن قام بعدة عمليات تدليسية مماثلة وفق نفس الأسلوب الإجرامي.
وتبقى مسألة تورط طاقم البرنامج في هذه الوقعة العجيبة والتي وصفت بأنها ممارسة غير مهنية، رهن قرار النائب العام الذي من المنتظر أن يقرر في شأن المتورطين الثلاثاء.