إسطنبول ـ”القدس العربي”:
في لقاء تلفزيوني قبل أيام، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الحملة الهائلة التي تقوم بها المعارضة التركية منذ أسابيع للتحذير من التعاظم الكبير في أعداد اللاجئين الأفغان إلى تركيا فيها الكثير من “التضخيم والتهويل”، لكن لم تمض أيام قليلة حتى اضطر أردوغان نفسه للتحذير من موجة هجرة كبيرة من أفغانستان نحو الأراضي التركية، وذلك بالتزامن مع السقوط السريع للعاصمة كابول في يد حركة طالبان.
التطورات المتسارعة في افغانستان صعدت بشكل غير مسبوق من انتقادات المعارضة لسياسات الحكومة التركية في الملف الأفغاني ويعتقد أنها ستربك أيضاً الحسابات السياسية التي كانت تتعلق بمستقبل الدور التركي في أفغانستان، لا سيما المفاوضات التي كانت تجري بين واشنطن وأنقرة لإدارة الأخيرة مطار كابل الدولي عقب انسحاب قوات الناتو الذي تسارع وسط ارباك كبير بسبب السقوط السريع للعاصمة بيد طالبان.
وشهدت الأسابيع الماضية تزايداً كبيراً في أعداد اللاجئين الأفغان الذين يصلون يومياً إلى تركيا ما فجر نقاشاً سياسياً واجتماعياً حاداً في الداخل التركي وتحذيرات من خطورة وتبعات الظاهرة، وسط اتهامات للحكومة التركية بعدم القيام بإجراءات كافية لمواجهة الأعداد المتزايدة ووضع حد للتزايد الذي وصف بـ”المخيف” للأعداد التي تعبر الحدود يومياً. ومع دخول طالبان إلى كابول وتركها المتعاونين الأفغان وخشية السكان من حكم الحركة يعتقد في تركيا على نطاق واسع أن أعداد اللاجئين سوف تتزايد بشكل كبير جداً خلال الأسابيع المقبلة.
وترفض المعارضة التركية بشدة خطط الحكومة الذي أعلن عنها سابقاً لتولي مهمة إدارة مطار كابل، كما تعارض استقبال اللاجئين الأفغان على الأراضي التركية، وتطالب الحكومة بإجراءات مشددة على الحدود الإيرانية لضبط دخول اللاجئين الأفغان كما تتهم الحكومة بالتغاضي عن دخول بموجب اتفاق سري بين تركيا والولايات المتحدة في إطار مفاوضات مطار كابل وهو ما تنفيه الحكومة بشدة.
وفي محاولة لتهدئة الانتقادات المتصاعدة من المعارضة والحملات الضخمة التي نفذها نشطاء على مواقع التواصل تطالب الحكومة بضبط الحدود، نشرت الوكالة الرسمية تغطية واسعة من الحدود التركية الإيرانية ووزعت تقارير عن عمليات بناء الجدار الحدودي وضبط اللاجئين وانتشار الجيش الواسع على طول الحدود.
ومنذ يومين، توجه زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو إلى الحدود مع إيران وعقب جولة مع قيادة الجيش التركي في المنطقة قال إن الحدود تتمتع بإجراءات أمنية كافية وقدرة على ضبطها بأعلى المستويات من خلال الجدار الحدودي وأبراج المراقبة ونظام التصوير والكاميرات والدوريات وغيرها، متسائلاً عن الطريقة التي ينجح من خلالها يومياً مئات اللاجئين الأفغان في عبور الحدود ومجدداً اتهامه للحكومة بالتغاضي عن ذلك.
والأحد، قال أردوغان إن بلاده ستعمل مع باكستان لإرساء الاستقرار في أفغانستان بهدف منع تدفّق اللاجئين، مضيفاً: “تركيا تواجه موجة هجرة متزايدة من الأفغان الذين يعبرون إيران، سنواصل بذل الجهود للسماح بعودة الاستقرار إلى المنطقة، بدءاً من أفغانستان.. لذلك، علينا مواصلة وتعزيز تعاوننا مع باكستان.. نحن مصممون على تعبئة الوسائل المتاحة كافة لدينا للتوصل إلى ذلك”.
ورد زعيم المعارضة مجدداً عبر تويتر بالقول: “لن نترك جنودنا ضحية لحماية المكان الذي فر منه الآخرون دون أن يلتفتون خلفهم، لا يوجد أي قيمة للوعود التي تقدم بشكل شخصي من تحت الطاولة (في إشارة لاتهامه لأردوغان بالتوصل لاتفاق غير معلن مع بايدن)، أخاطب السلطة اسحبوا فوراً جنودنا وبعثتنا الدبلوماسية من أفغانستان، جيشنا يخدم مصالح أمتنا فقط”، وأضاف في تغريدة أخرى: “أخاطب شعبنا، ندخل حقبة جديدة، الغرب الذي يُقدر خطر الهجرة سيحاول الجلوس مع أردوغان، سيعمل الغرب كثيراً لنجاح أردوغان في الانتخابات المقبلة، لن نسمح بذلك، قبيل التفاوض يجب الحصول على تفويض من الشعب، لنذهب إلى الصندوق (صندوق الانتخابات)”، في دعوة جديدة للانتخابات المبكرة التي تطالب بها المعارضة.
وإلى جانب الاحتقان السياسي الداخلي، يعتقد أن السقوط السريع للعاصمة كابل قد أربك الحسابات السياسية الخارجية لا سيما وأن واشنطن وأنقرة كانتا تتفاوضان على تفاصيل إدارة الجيش التركي لمطار كابل عقب اكتمال انسحاب الناتو، لكن المفاوضات التي قال أردوغان ووزير دفاعه خلوصي أقار قبل أيام فقط انها اقتربت من نهايتها، يبدو أنها تلقت صدمة يمكن أن تعيد الحسابات للجانبين الأمريكي والتركي إلى نقطة الصفر.
ويعتقد أن تركيا كانت تسعى للعب دور أكبر في أفغانستان عقب اكتمال انسحاب الناتو من هناك، إلا ان السقوط السريع جداً للعاصمة كابول وخاصة قبيل التوصل لاتفاق مع أمريكا حول إدارة المطار وقبيل التوصل إلى تفاهمات مع طالبان خلط الأوراق التي تحاول الدبلوماسية التركية إعادة ترتيبها بشكل سريع حيث تشير مصادر دبلوماسية تركية إلى أن أنقرة تنتظر لتتضح مواقف طالبان وطبيعة إدارتها المقبلة للبلاد وأنها منفتحة بشكل كبير لإقامة علاقات كاملة مع أفغانستان بإدارتها الجديدة التي ستقودها طالبان ولم تتضح معالمها بعد.
وعقب دخول طالبان لكابول، تعاملت أنقرة بـ”هدوء أعصاب” مع الأحداث حيث كان الرئيس التركي يلتقط صور تذكارية مع الرئيس الباكستاني الذي صادفت زيارته لإسطنبول مع سقوط كابل، كما أكد وزير الخارجية بقاء البعثة الدبلوماسية التركية واتخاذ الإجراءات الكافية كما لم يتم سحب المواطنين الأتراك “سوى من رغب بذلك” ولم يجري أي حديث عن خطة قريبة لسحب القوات التركية المشاركة بالأصل في حماية مطار كابول ولم يتم سحب البعثات الانسانية والتعليمية هناك، وهي كلها مؤشرات على وجود اتصالات تركية تضمن سلامة رعاياها وبعثتها العسكرية والدبلوماسية هناك، وتعطي صورة ومؤشراً مهماً على ان تركيا ستواصل تواجدها في أفغانستان لكن بصيغة وآليات غير واضحة حتى الآن.
لعنه الله على امريكا وحروبها التعيسه
عندما دخلت داعش الموصل بقت عوائل اعضاء
القنصلية التركية في المدينة وبحماية داعش،
بعد ان رات تركيا بان امريكا جادة في ضرب داعش
امر بسحبهم وتم نقلهم من الموصل الى مدينة
العفو التركمانية ومن هناك تم نقلهم الى تركيا معززين
مكرمين.السفرة التركية في كابل بامان ولا خطورة عليها.
تركيا سوف تطلب من قادة الاخوان المصريين بالرحيل
الى افغانستان. اما زعيق المعارضة فهي تندرج في اطار
الصراع علي السلطة ليس الا.
مدينة تلعفر التركمانية /للتصحيح فقط
كلما أشعلت أمريكا نيران حرب ،
أصبحت الهجرة كابوس يرعب الغرب ،وورقة رابحة بيد تركيا وغيرها .
سبب البلاء في افغانستان هو نظام باكستان الذي يمول الطلبان