دمشق – «القدس العربي» : جددت قوات النظامين السوري والروسي، الأحد، قصفها المدفعي للأرياف القريبة من إدلب وحلب وحماة واللاذقية، بينما اندلعت الحرائق في ثلاث خيام يقطنها نازحون في مخيم بريف إدلب الشمالي، وسط مخاطر كبيرة تهدد المدنيين القاطنين في المخيمات، بسبب الذخائر غير المنفجرة، والتي تنتشر في المناطق الزراعية وبين منازل المدنيين في شمال غـــربي ســـوريا.
وقال المتطوع لدى منظمة «الدفاع المدني السوري» محمد الرجب في اتصال مع «القدس العربي» إن «قوات النظام وروسيا استهدفت بالقذائف المدفعية، الأحد، قرى البارة وفليفل، و بينين وآفس وطريق حلب اللاذقية بالقرب من بلدة النيرب في ريف إدلب، ما أدى لأضرار مادية دون وقوع إصابات».
كما «استهدف قصف بقذائف الهاون، مصدره المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام في ريف حلب الشمالي الطريق الرئيسي كلجبرين- مارع شمالي حلب» حيث تأكدت فرق الإنقاذ من عدم وجود إصابات بين المدنيين.
وتستمر هجمات قوات النظامين السوري والروسي، والمليشيات الموالية على شمال غربي سوريا، وتهدد هذه الهجمات استقرار المدنيين، وتمنعهم من جني محاصيلهم الزراعية.
وحسب مصادر محلية، فإن قوات النظام استهدفت أطراف قرى البارة وفليفل وبينين جنوبي إدلب وآفس شرقها، دون وقوع إصابات بين المدنيين.
على صعيد متصل، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة تجمعات ومواقع للفصائل على محور كبانة بجبل الأكراد شمالي اللاذقية، وترافق القصف مع مواجهات متبادلة بالرشاشات الثقيلة بين الفصائل المسلحة، من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى، على محور المشاريع بسهل الغاب شمال غربي حماة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام قصفت بأكثر من 25 قذيفة قرية سفوهن، والبارة ودير سنبل بريف إدلب الجنوبي، وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي في أجواء المنطقة.
وفي المقابل، استهدفت الفصائل المسلحة تجمعات ومواقع قوات النظام في مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، بالإضافة إلى استهداف مواقعهم على محور تلة نحشبا بريف اللاذقية الشمالي.
في غضون ذلك، اندلع حريق في 3 خيام يقطنها نازحون بمخيم كرناز في بلدة كللي بريف إدلب الشمالي، بسبب تسرب الغاز، ما أدى لاحتراق خيمتان بشكل كامل وتضرر جزئي في الخيمة الثالثة، فرقنا برّدت الحرائق لمنع اشتعالها من جديد.
ووفقاً لمنظمة الخوذ البيضاء، فإن مخاطر كبيرة تهدد المدنيين القاطنين في مخيمات شمال غربي سوريا، منها الحرائق وارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، وقسوة البرد وشح مواد التدفئة شتاءً وانقطاع الطرقات إليهم أثناء الأمطار والسيول.
واعتبر المصدر، أن التخفيف من معاناتهم أو انتهاءها مرتبط بعودتهم إلى منازلهم التي هجروا منها ومحاسبة نظام الأسد على الجرائم التي ارتكبها بحقهم.
في موازة ذلك، توفي مدني، الأحد، متأثرا بجراح أصيب بها، إثر انفجار لمخلفات الحرب أثناء عمله في ورشة بتجميع الخردة وصهرها، شمال إدلب.
وقال الدفاع المدني السوري في منشور له، إن عاملاً توفي صباح أمس، متأثراً بجراحه التي أصيب بها مع 5 آخرين، نتيجة انفجار جسم من مخلفات الحرب، خلال عمل ورش تجميع الخردة وصهرها، بالقرب من مدينة معرة مصرين شمال إدلب.
ووثقت الفرق المختصة 21 انفجاراً لمخلفات الحرب في مناطق متفرقة، شمال غرب سوريا، منذ بداية عام 2022 الحالي، أسفرت عن مقتل 18 شخصاً بينهم خمسة أطفال، وإصابة 23 آخرين بينهم 14 طفلاً وسيدة.
وكان «مرصد الذخائر العنقودية» التابع التحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL-CMC)، قد أصدر الخميس 25 آب، تقريره السنوي الخاص، حول الذخائر العنقودية حول العالم.
وأكد التقرير أنه في عام 2021، سجلت سوريا أكبر عدد من الضحايا من مخلفات الذخائر العنقودية المسجلة في أي بلد بالعالم، حيث بلغ عدد ضحايا الذخائر العنقودية 37 ضحية، بانخفاض عن عام 2020 عن البالغ عدد الضحايا فيه 147 من مخلفات الذخائر العنقودية، وهو أدنى عدد ضحايا بمخلفات الذخائر العنقودية تم تسجيله منذ عام 2012، وشكل الأطفال ثلثي ضحايا الذخائر العنقودية في عام 2021.
وشارك الدفاع المدني السوري في هذا التقرير عبر تقديم الإحصاءات والبيانات المتعلقة بشمال غربي سوريا، حيث يقوم بعمليات الإزالة والتخلص من الذخائر بما فيها الذخائر العنقودية، ووفقاً للمصدر فإن «آلاف الذخائر غير المنفجرة من مخلفات قصف النظام وحليفه الروسي تنتشر في المناطق الزراعية وبين منازل المدنيين في شمال غربي سوريا، وتشكل تهديداً كبيراً على حياة السكان وتسعى فرقنا جاهدة لإزالتها والتخلص من خطرها المميت، فرقنا وثقت استخدام نظام الأسد وروسيا لأكثر من 11 نوعاً من القنابل العنقودية».
منذ بداية العام الحالي وحتى منتصف شهر آب الحالي أجرت فرق (uxo) أكثر 780 عملية مسح غير تقني في أكثر من 260 منطقة ملوثة بالذخائر، وأزالت 524 ذخيرة متنوعة في 449 عملية إزالة، وقدمت الفرق 1080 جلسة توعية من مخاطر الألغام ومخلفات الحرب استفاد منها 20 ألف مدني من بينهم أطفال ومزارعون.
كان الله في عونهم جميعا يارب العالمين فبعد حر الصيف قر الشتاء بانتظارهم لحصارهم، الله يلطف بهم