غزة – “القدس العربي”:
لا يأمل سكان غزة خيرا بكلا المرشحين الأمريكيين، الديمقراطية كاميلا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب، في إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، بعد أن جربا الاثنين في السنوات الماضية، فالأولى تتولى مهمة نائب الرئيس الحالي، وخلال ولايتها في هذه المهمة، شنت إسرائيل الحرب واقترفت المجازر، فيما شهدت القضية الفلسطينية في عهد الثاني خلال رئاسته للبيت الأبيض قبل أربع سنوات، أكثر الهجمات السياسية حين طرح “صفقة القرن” التي حاول من خلالها التخلص من ملف اللاجئين، وعمله الحثيث على تجاوز الملف الفلسطيني، بعقد اتفاقيات سلام عربية مع دولة الاحتلال.
“القدس العربي” التقت عددا من سكان قطاع غزة، الذين يعانون من ويلات الحرب والنزوح، ومن عمليات قتل ممنهجة تنفذها حكومة الاحتلال، بغطاء سياسي أمريكي، يمنع عنها أي عقوبات دولية، وعسكري يمدها بالسلاح والقنابل، وسألتهم إن كانوا يأملون بفوز أي من المرشحين، أو إن كان لهم آمال معقودة على هذا الفوز.
يقول غزيون إن كلا المرشحين متشابهان في المضمون بخصوص الملف الفلسطيني
ويقول عبد الله مشتهى، وهو رجل يقيم في مدينة غزة، وعانى على مدار أشهر الحرب السابقة ويلات فقد الأقارب والنزوح والجوع وعايش أهوال الحرب والدمار، إن كلا المرشحين متشابهان في المضمون بخصوص الملف الفلسطيني، فلا هاريس أو ترامب يختلفان في موضوع تقديم الدعم المطلق لإسرائيل.
ويضيف “ما بتأمل أن توقف هاريس الحرب، إذا ما فازت على ترامب في الانتخابات”، وتابع “هاريس هي نائبة الرئيس، وطول فترة الحرب ما عملت هذه الإدارة أي شي يوقف القتل والمجازر”.
هذا الرجل يشير إلى أنه لم يسمع من الإدارة الأمريكية الحالية، والتي تعد هاريس أحد أركانها سوى الكلام بدون أي فعل، وهو كغيره متأكد أن هاريس إذا ما أصبحت رئيسا للإدارة الأمريكية الجديدة، لن تغير السياسة الحالية، وستبقى عاجزة أمام حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، وأضاف “أما ترامب فالكل يعرف تاريخه في دعمه الأعمى لإسرائيل”.
أما خالد محسن ويقطن وسط قطاع غزة، ويعاني من ويلات النزوح القسري، بسبب تبعات الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، فيقول معلقا على الانتخابات الأمريكية “معروف أي رئيس أمريكي بيحكم البيت الأبيض، بيكون ولاءه الأول والأخير لإسرائيل”.
وتابع “يعني لو فازت هاريس ولا ترامب، مش راح يتغير أي إشي”، وسألته “القدس العربي” إن كان يأمل في أن يعمل الرئيس الأمريكي الجديد على فرض حل لإنهاء الحرب، فقال “بايدن طرح خطة وعارضتها إسرائيل، وما قدر ينفذها، وهاريس مش حتقدر (لن تسطيع) الضغط على إسرائيل”، وتابع “أما ترامب فهو معروف بدعمه لإسرائيل، ومش حيوقف (لن يوقف) الحرب”، وأنهى حديثه بجملة “الاثنان وجهان لعملة واحدة”، وأضاف “إحنا ما بيهمنا مين الي بدو يفوز (لا يهمنا من الفائز)، ما بيهمنا فقط إن الحرب تخلص”.
غزيون: هاريس وترامب يتسابقان على دعم إسرائيل
ويقول أسعد النجار، معلقا على الانتخابات الأمريكية التي تجرى الثلاثاء “سواء هاريس الديمقراطية أو ترامب الجمهوري الاثنين يتسابقان على دعم إسرائيل، وتقديم الدعم العسكري”، أما حامد المجايدة من مدينة خان يونس جنوب القطاع، فقد توقع أن يفوز ترامب بالانتخابات الأمريكية، وعن توقعه بعد فوز ترامب قال “أتوقع أن يجدد الحرب وتكون الحرب أشرس مما هي عليه، وأول ما يبدأ سيقول لا دولة فلسطينية”.
ويقول المحلل السياسي عاهد فروانة لـ “القدس العربي”: “لا يوجد فرق بين فوز هاريس أو ترامب بما يخص القضية الفلسطينية”، لافتا إلى أن التجربة مع بايدن والذي جاء بشعارات إحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية وإصلاح ما أفسده سلفه ترامب “لم يتحقق منها شيء”.
ويشير إلى أن بايدن وهاريس شاركا دولة الاحتلال الإسرائيلي في حربها على قطاع غزة ووفرا كل أشكال الدعم لحكومة نتنياهو على كافة الأصعدة، وقال إنهما “كانا أيضا بمثابة المخدر للشعوب، من خلال ايهامه بإحلال تهدئة في أوقات متعددة، بينما حكومة الاحتلال تواصل حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني”.
ومن غير المتوقع، يقول فروانة، أن تخرج هاريس عن هذا الخط رغم تصريحاتها المتعددة حول ضرورة وقف الحرب، مشيرا إلى أن هذه التصريحات لا تعدو كونها شعارات لذر الرماد في العيون، ومحاولة كسب الأصوات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية”.
ويوضح أن ترامب الذي قدم كل الدعم لنتنياهو خلال ولايته الأولى من المتوقع أن يكون مناصرا لنتنياهو بشكل كبير.
ويضيف “كلاهما سواء هاريس أو ترامب، لن يتخليا عن دعم دولة الاحتلال بكافة الاشكال، وإن اختلفت الطريقة، فهاريس تعتمد على الأسلوب المراوغ وبيع الأوهام، بينما ترامب يعتمد الأسلوب المباشر والفظ”.