سليمان بعد تمنع وزير الخارجية يسلم ممثل الامم المتحدة شكوى لبنان ضد الخروق السورية و14آذار تسلمه مذكرة تطالب بإنسحاب حزب الله ونشر الجيش على الحدود

حجم الخط
0

بيروت – ‘القدس العربي’ في تطور لافت بعد تمنّع وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور عن إرسال شكوى لبنان الى الامم المتحدة ضد الاعتداءات السورية سواء أتت من الجيش النظامي أو من الجيش الحر، سلّم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الى الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي أمس مذكرة بالخروق والاعتداءات ضد الاراضي اللبنانية من الاطراف المتصارعة في سورية كافة، لرفعها الى الامين العام للأمم المتحدة بان كيمون لتوزيعها بوصفها وثيقة رسمية من وثائق مجلس الامن.
ولقيت خطوة سليمان ترحيب قوى 14 آذار التي رفعت له لافتات ترحيب في عدد من المناطق، وزار بعبدا وفد من نواب 14 آذار ونواب مستقلون تكلم باسمهم رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة الذي سلّم الى الرئيس سليمان نسخة عن مذكرة تتضمن رؤية هذه القوى للواقع الراهن على الساحة اللبنانية والانعكاسات المتأتية عن الازمة السورية في الداخل اللبناني والداخل السوري.
وتمنت قوى ’14 آذار’ على رئيس الجمهورية في المذكرة التي وقعها 57 نائباً الطلب إلى ‘حزب الله’ الانسحاب الفوري والكامل من القتال وكذلك إنهاء وجوده العسكري في سورية، تمهيداً لمعالجة ما أسمتها ‘معضلة سلاحه في لبنان’ وذلك تحت طائلة المسؤولية المتعلقة بمصلحة الدولة العليا وكيان الوطن وسلامة المجتمع اللبناني’، محذرة من أن ‘تورطه هناك يشكل خرقاً للدستور والقانون وسيادة الدولة اللبنانية ناهيك عن خرقه للمواثيق العربية والدولية’، لافتة إلى أنّ ‘مثل هذا الطلب الجازم إنما يستند بوضوح وقوة إلى القسم الرئاسي’.
ودعت مذكرة ’14 آذار’ الرئيس ‘إلى إصدار الأمر بانتشار الجيش اللبناني على طول الحدود الشمالية والشرقية – فضلاً عما هو قائم جنوباً وغرباً – وطلب مؤازرة القوات الدولية وفقاً للقرار 1701، وضبط المعابر والحدود اللبنانية بالمقدار الواجب والمطلوب’.
وتمنّت ‘على رئيس الجمهورية إعمال حكمته وشجاعته وصلاحياته لإنقاذ لبنان والعمل على تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلّف بتشكيل حكومة منسجمة تتبع نهج الحياد و’الانحياز’ للمصلحة الوطنية العليا، من أجل وقف الانهيار واستنهاض اللبنانيين المتطلّعين إلى الابتعاد عن حافة الهاوية’. واعتبرت أن ‘من الواجب والمنطقي أن يكون ‘إعلان بعبدا’ برنامجها وتوجهها الوطني الوحيد، بالإضافة إلى بديهيات واجباتها الأخرى’.
واعتبرت ‘أن الأمر بلغ حدَّ الكارثة الموصوفة التي من شأنها أن تنقلنا من ‘دولة مستضعَفة’ إلى ‘دولة مستباحة وفاشلة’ تحولت أرضها ثكنة لتدريب المقاتلين وتصديرهم إلى أكثر من مكان في العالم وجهة تتعامل أيضاً مع ما يستجد من مهمات تمليها الوصاية الايرانية، ‘وهذا كله إذا بقي لنا ما يمكن أن يسمّى دولة’.
وأشارت إلى ‘أن النظام السوري وسَّع معركته نحو لبنان، تنفيذاً لتهديده المعلوم، وفي محاولة يائسة لحماية نفسه أطول مدة ممكنة’، ملاحظة أن ‘الجريمة المتواصلة التي تُرتكب بحق مناطق لبنانية مختلفة ولاسيما في عاصمة الشمال هي العيّنة الأشدّ بروزاً’، لافتة في هذا السياق إلى ‘جريمة العدوان الأخيرة التي ارتكبت بحق بلدة عرسال عبر إطلاق صواريخ طائرات النظام السوري على منازلها وسكانها الآمنين بشكل سافر وفاجر لا يمكن السكوت عنه’.
واعتبرت قوى ’14 آذار’ أن ‘حزب الله ألقى بكل ثقله العسكري، بأوامر أو بتوجيه وتنسيق مباشر من قيادته الايرانية، في معركة النظام السوري ضد شعبه على الأراضي السورية، وقد تدرّج هذا الحزب في غضون اسابيع قليلة من التمويه بدايةً على مشاركته، إلى الإعلان عنها جهاراً مع تزايد قتلاه في سورية، وصولاً إلى خطاب أمينه العام السيد حسن نصر الله (25 أيار الماضي)، حيث نعى الدولة ومؤسساتها والشعب اللبناني، ودعا من يعتبرهم خصومه من اللبنانيين إلى النزال والتقاتل على ارض سورية ‘دَفْعاً لبلاء حرب أهلية في لبنان’، وهو بذلك إنما يقترح معادلة مذهلة في تاريخ البلاء اللبناني، هي ‘الانتقال من حروب الآخرين على أرض لبنان، إلى حروب اللبنانيين على أرض الآخرين!’، كل ذلك خدمةً للنظامين السوري والإيراني على حساب لبنان’.
وخلصت ’14 آذار’ إلى أنّ سلوك ‘حزب الله’ ودعوة أمينه العام تدفع من جهة أولى نحو حرب أهلية بين اللبنانيين – لا سمح الله، وعلى أرض لبنان بلا ريب، كما أنها ومن جهة ثانية تُدْخِلُ اللبنانيين ومصالحهم في أتون صراعات اقليمية يكون من نتائجها تعريض لبنان واللبنانيين إلى مخاطر مخيفة لا يمكن تقدير تداعياتها السلبية على مختلف المستويات وبما في ذلك تعريض الامن الاقتصادي والمعيشي للبنان وللكثير من العائلات اللبنانية للخطر’. وحذرت من أن الحزب، ‘وفي سياق هذا المسلسل الترهيبي، يواصل الضغط والابتزاز لفرض حكومة جديدة على هواه لكي تواكب وتغطي حربه في سورية’.
وأعلن الرئيس سليمان بعد استلامه نص المذكرة اهمية المصالحة والحوار واهمية تلاقي اللبنانيين كي يتجاوز الوطن المحن والتحديات التي يواجهها، لافتاً الى روح التعاون التي يجب أن تسود.
واستقبل الرئيس سليمان الممثل السامي للشؤون الخارجية والامن لدى الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون مع وفد في حضور رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان انجيلينا ايخهورست، حيث تم عرض لموضوع النازحين من سورية والاعباء جراء تزايد هذا النزوح.
وجدد رئيس الجمهورية موقف لبنان والاقتراحات التي كان ابلغها الى السفراء العرب والاجانب الذين إلتقاهم في شأن تقاسم الاعباء والاعداد وزيادة المساعدات للمؤسسات الحكومية اللبنانية كي تستطيع الاستمرار في تقديم الحد الادنى من الخدمات المتصلة بإيواء النازحين ومساعدتهم.
بدورها جددت السيدة اشتون تأكيد وقوف الاتحاد الاوروبي الى جانب لبنان ودعمه، ناقلة تأييد الاتحاد للدور الذي يقوم به رئيس الجمهورية للحفاظ على الاستقرار ومنع تداعيات الازمة السورية على لبنان ودعوة الافرقاء اللبنانيين الى إلتزام اعلان بعبدا.ولفتت الى اهتمام الاتحاد بموضوع النازحين، مشيرة الى انها ستسعى من اجل زيادة المساعدات للبنان على هذا الصعيد، وكذلك نقل الاقتراحات اللبنانية الآيلة الى التخفيف من اعباء النزوح الى لبنان. وأبدت اشتون املها في قيام حكومة لبنانية تكون قادرة على مواكبة المرحلة المقبلة بكل تحدياتها.
وكانت وزير خارجية الاتحاد الاوروبي ألغت زيارتها وزير الخارجية عدنان منصور والذي كان مقرراً الساعة الثامنة والنصف صباحاً ولكن لم تعرف الاسباب.
على صعيد آخر، فقد المجلس الدستوري امس النصاب القانوني للمرة الثالثة على التوالي بعد حضور سبعة قضاة من اصل عشرة وبالتالي لم يتمكن المجلس من النظر بالطعنين المقدمين من قبل رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر ضد التمديد للمجلس النيابي. وافادت مصادر مطلعة ان مهلة الـ 15 يوماً للبت في الطعنين تنتهي يوم الجمعة المقبل وبالتالي يُرد الطعنان حكماً الى مجلس النواب ويصبح التمديد نافذاً.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية