بيروت-“القدس العربي: تغيّب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن الحضور إلى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني للاستماع إلى إفادته حول أحداث الطيونة وفق ما أكدت “القدس العربي” في وقت سابق، وما عزّز قراره بعدم المثول أمام المخابرات بناء على قرار مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي هو عدم قانونية التبليغ والاستنسابية في التحقيقات والتوقيفات وموقف مناصري القوات الذين طوّقوا مداخل مقر جعجع في معراب لمنعه من الخروج ونصب ي كمين له على طريق اليرزة أو أن يكون طلب الاستماع إليه كشاهد فخاً لاعتقاله وفبركة ملفات بحقه كما حصل عام 1994.
وفي آخر المعلومات حول القضية أن مديرية المخابرات خابرت مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية لاستيضاحه حول الخطوة المقبلة بعد تخلّف جعجع عن الحضور أمامها، فطلب منها ختم التحقيق ولم يطلب اتخاذ أي خطوة أخرى كمذكرة إحضار أو بلاغ بحث وتحر.
وبدا أن السلطات المختصة أدركت أن استهداف جعجع هذه المرة لن يكون سهلاً أو عابراً في ظل عزم بيئة االقوات على مواجهة أي قرار “تعسّفي” مدعومة من غطاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي أعلن رفض الاتهامات الاعتباطية واختلاق الملفات. فقرّرت على الرغم من الضغوط التي يمارسها حزب الله والتيار الوطني الحر لاتخاذ خطوة قضائية ضد رئيس القوات الاكتفاء حالياً بما جرى، وعدم استفزاز البيئة المسيحية خصوصاً في ظل حالة تعاطف لبنانية من باقي الطوائف مع ما بات يمثله جعجع في مواجهة مشروع حزب الله.
وكان مؤيدون ومحازبون للقوات اللبنانية توجّهوا في مواكب سيّارة الأربعاء إلى معراب، وسجّلت “القدس العربي” التي عاينت المنطقة أن أرتال السيارات اصطفت على طول كيلومترات من مفترق غوسطا ودرعون حريصا وصولاً إلى أمتار قليلة من مقر جعجع حيث احتشد المناصرون رافعين أعلاماً لبنانية وقواتية وصور رئيس القوات. وتحرّكت هذه المواكب من مناطق مختلفة في بشري وعكار والكورة والأشرفية والجبل وزحلة ودير الأحمر وكسروان بعدما تمّ قرع أجراس الكنائس.
وارتدى البعض لباس القوات الزيتي وردّدت إحدى المجموعات الشبابية هتافاً من زمن الحرب الأهلية يقول “وحدها بتحمي الشرقية القوات اللبنانية”، كما هتفوا ضد أمين عام حزب الله حسن نصرالله. وكانت تعليقات أدلى بها مواطنون لوسائل الإعلام اللبنانية والأجنبية التي حضرت لتغطية التحرك من أمام البطريركية المارونية في بكركي وصولاً إلى معراب. وأعلن كثيرون رفضهم إعادة عقارب الساعة إلى الوراء والسماح بقيام أي نظام أمني جديد بديلاً عن النظام الأمني اللبناني السوري، واعتبروا أن لا ثقة بالقضاء العسكري المهيمن عليه من قبل حزب الله.
ولم يلق رئيس القوات خطاباً أو أي كلمة أمام المحتشدين، بل اكتفت زوجته النائبة ستريدا جعجع بتوجيه كلمة شكر على حسابها على فيسبوك لجميع المتضامنين جاء فيها “شكراً من القلب لجميع رؤساء الأحزاب، الوزراء، النواب، السياسيين، الإعلاميين، الناشطين، الفاعليات الاجتماعيّة وقادة الرأي الذين وقفوا إلى جانب الحق والحقيقة ضد الاستنسابيّة والظلم والكيديّة”. وقالت “أتوجّه بشكر عميق إلى جميع الرفاق والمناصرين واللبنانيين الذين عبّروا عن تضامنهم مع الحكيم عبر قدومهم إلى محيط المقر العام للحزب في معراب، بعد أن كانوا قد عمدوا بالأمس إلى قرع أجراس الكنائس تضامناً في مختلف المناطق. وأود أن أقول لكم: ما مات حق وراءه مطالب فكيف إن كنتم انتم جميعاً من يطالب، وانا كلي إيمان بأنه في نهاية المطاف ما رح يصح إلا الصحيح”. واضافت “أود أن أعبّر لأهلي في قضاء بشري عن تأثري العميق لحظة مشاهدتي مقاطع فيديو قرع الأجراس بالأمس في مدينة بشري ومختلف بلدات القضاء. وأود أن أشكرهم على حضورهم بحشود كبيرة إلى محيط المقر العام في معراب، بالإضافة إلى تنفيذهم إقفالاً عاماً طال جميع المؤسسات والمحال التجاريّة والمدارس اليوم في جميع البلدات تضامناً مع الحكيم”.
وكان جعجع التقى الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي نعمة الله الهاشم في زيارة لافتة بتوقيتها وأبعادها ولاسيما أن الرهبانية التي تكرّس حياتها للصلاة نادراً جداً ما تتخذ مواقف في الشأن الوطني والسياسي إلا عند الشعور بأي خطر كما حصل مع الاباتي شربل قسيس عام 1975 حيث انضم إلى الجبهة اللبنانية آنذاك مع الاباتي بولس نعمان.
بدورهم، شارك عدد من نواب القوات في التحرك أمام معراب، وأعلنوا مواقف رافضة استدعاء جعجع. وقال النائب عماد واكيم: “ما يحصل ليس مجرد استدعاء من قبل قاض مرتهن،أنها مواجهة :بين الحق والباطل، بين الدولة والدويلة، بين سيادة لبنان وهيمنة إيران، بين الإصلاح والفساد، بين استعادة عافية لبنان وبقائه في الخندق، فيا أحرار لبنان هبوا،انحازوا كما دائما لوطنكم، التفوا حول معراب لنشبك الأيادي ونواجه”.
وبينما كان التحرك القواتي يسير على قدم وساق، جاءت تغريدة لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لتكمل ما بدأه من هجوم على جعجع في ذكرى 13 تشرين/أكتوبر ولتتهمه بالتواطؤ مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على خلفية رد التعديلات على قانون الانتخاب التي أرسلها رئيس الجمهورية ميشال عون وعلى خلفية الامتعاض من تحرك البطريرك الراعي، وكتب باسيل: “لما حكيت عن تواطؤ ثنائي الطيونة قامت القيامة. هيدا التواطؤ شفناه بالشارع على دم الناس وبمجلس النواب على قانون الانتخاب وحقوق المنتشرين، وبكرا رح نشوفه بالمجلس وبالقضاء على ضحايا انفجار المرفأ والطيونة سوا. لا لطمس الحقيقة بأكبر انفجار شهده لبنان والعالم مقابل تأمين براءة المجرم”.
وقد ردّ الوزير السابق ريشار قيومجيان على باسيل قائلاً “اصمت ايها الكذاب الحقير، أنت وعمك ثنائي التواطؤ والذمية والزحف أمام مشروع حزب الله طمعاً بسلطة وكرسي. استحي يا عنوان السرقة والفشل والانهيار”. واضاف “عندما تزوّر الحقيقة أقله خبّي وجّك من ضحايا المرفأ ومن أمهات عين الرمانة لأنو بيعرفوا مين المجرم الحقيقي”.
كذلك، ردّ عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي بزي على باسيل فقال: “هدف كل تغريداتك الإطاحة بالتوافق الذي تمّ بين الرؤساء وغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وأخذ البلد نحو الخراب “.
هههههههه منذ متى و المجرمون يعترفون؟!