سيسجل التاريخ أن سنة 2014 هي الأسوأ والأمرّ في التاريخ العربي الحديث. فقد أفرزت أحداثا جساما، وأدخلت جُل العرب في نفق لا ضوء يلوح في نهايته، ولا صدى يرجع.
فثورات «الربيع العربي» وتداعياتها تدخل عامها الخامس، في ظل احتدام الصراع الإقليمي والدولي، الذي أفرز حروبا عسكرية لم تخمد، وفصائل مسلحة، أبرزها الدولة الإسلامية وأخواتها ما زالت تتمدد.
لكن لعل أبرز ما تبلور في عام 14 تناحر المحاور، التي تجسدت بالمحور الأمريكي، الذي يسمى «الشرق الاوسط الجديد»، والتاريخي الإيراني التوسعي، الذي أفرز بدوره ولادة «شرق أوسط إسلامي سني – شيعي»، أبرز ملامحه الحالية والمستقبلية التناحر والصراع المفتوح على الجبهات كافة، بدءا من سورية، مرورا بلبنان حزب الله، إتجاها نحو اليمن والبحرين، وليس إنتهاء بسياسة صراع الاضداد مع دول الخليج.
وفيما نشط المحور التركي إقليميا ودوليا، عزف المحور الإسرائيلي على ديدنه المعهود لاستدرار العطف الغربي.
فيما دخلت الجامعة العربية سباتا مزمنا، عوضته عودة قوية لدول الخليج، التي سجلت حضورا عربيا ودوليا، تعزز بعد اتضاح مآلات المفاوضات النووية بين الغرب وإيران، ما أنتج أخيرا ما بات يسمى «حرب النفط» لإضعاف المحور الروسي – الإيراني، والذي سبب أضرارا كبيرة لاسعار النفط، ووجعا إقتصاديا غير مسبوق للدولتين النفطيتين، قد يربط بمناورات عسكرية قامت بها إيران في مضيق هرمز الحيوي قبل ختام العام، بدعم من روسيا، والتي تبدو وكأنها عرض قوة.
واذا صحت تسميته «المحور العربي»، فقد نجح في فتح نافذة أمل في إنجاز المصالحة الخليجية ـ الخليجية، وكذلك القطرية – المصرية، وربما لاحقا المصرية ـ التركية.
لكن الأوضاع المتلاحقة في مصر خلقت خاصرة رخوة بعد تداعي الرؤساء كالدومينو، بدءا بالمخلوع، الذي يقبع حبيس السجن مريضا، مرورا بالرئيس مرسي المعزول في القفص الزجاجي، الى الرئيس السيسي القابع بقصر الإتحادية يحاول مداواة جراح مصر عبر الكي بالنار، واستحضار مفردات التاريخ البائدة في سجن معارضيه وقهرهم، بدل إجراء حوار سياسي موسع يعيد للدولة هيبتها العربية والدولية.
ووضع القطر الشمالي سوريا، ليس أفضل حالا، إذ وصفته الأمم المتحدة بأنه الأسوأ في التاريخ المعاصر. بعد مقتل عشرات الآلاف من السوريين من طرف السلطة، التي تحتكر الحكم منذ نحو نصف قرن والمعارضات المسلحة التي تنشد الإنصاف، في وقت دمرت مئات آلاف المنازل، فيما هجر ملايين السوريين داخليا وخارجيا. ولا تلوح في أفقها أي غيمة بيضاء.
فلسطينيا.. حققت القضية إختراقا تاريخيا من خلال اعترافات برلمانية أوروبية بالدولة الفلسطينية، في ظل تأفف أوروبي من جمود المفاوضات ووصولها الى خيار الصفر. ومشروع أممي يلوح في الافق قد يفجر الأوضاع مجددا، بعد عام من المعاناة الشديدة وتوقف إعمار غزة وتواصل تقديم الشهداء، وتعاظم أعداد المساجين، وتوسع المستوطنات، وجلوس القدس على قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.
أما لبنان فلم يكن أفضل حالا، فقد عجز الفرقاء – لأول مرة في التاريخ ـ عن صناعة رئيس جديد للبلاد، مع تسجيل البلاد قلاقل وتوترا مرتبطا بالصرة السورية، خاصة بعد إندلاع اشتباكات مسلحة بين الجيش اللبناني ومواطنين في الشمال، ولاحقا مع مسلحين سوريين أدت إلى مقتل عدد من الجنود، واختطاف مسلحي «النصرة» وتنظيم «الدولة الاسلامية» عددا آخر منهم، ما زالوا قيد الاختطاف، هذا فضلا عن إعلان الحكومة اللبنانية إيقاف استقبال النازحين السوريين.
ورغم تسجيل تونس بارقة أمل في عام قاتم، عبر إجتراح أول إنتخابات ديمقراطية لرئيسها، الا أن القصة لدى جارتها ليبيا كانت الأسوأ منذ الإستقلال، فقد بدأت البلاد العام بصراع المدن لتنهيها بحرائق النفط، فيما السجال بين الحكومة الشرعية والجماعات المتناحرة في أوجه، وحبل الصراع على غاربه، وسط صمت غربي مريب.
أما اليمن «السعيد»، فقد سجل المفاجأة غير السعيدة، بسقوط العاصمة بيد الحوثيين وتهديدهم وحدة البلاد واندلاع التصفيات مع «القاعدة» مع إفراغ منصب الرئيس الشرعي من مضمونه بعد الإستيلاء على الجيش، واستمرار تدحرج الصراع الى جوار البلاد.
وبدأ السودان الكبير ـ الذي انشطر نصفين – بدعوة الى حوار سياسي، وانتهى مع جنوبه المستقل بتصعيد عسكري، وكان بامتياز عام الآلام، وملاحقة السلام عبر الوساطات الدولية، واستنفار منظمات الإغاثة الانسانية، وتحذيرات من نذر مجاعة تهدد حياة الملايين من المواطنين.
واذ نودع عاما عربيا قاطرا بالدم، نستقبل آخر مجهولا، ولا يبدو أننا على أبواب إطفاء حرائقه، التي بدأت بحريق ذيله لتنتشر الى باقي عباءته.
رأي القدس
كل عام وقدسنا العزيزة بخير
كل عام وبلادنا العزيزة متحررة من استعباد حكامها
كل عام ونفوسنا طيبة ومتسامحة مع نفسها أولا ومع الآخرين
يارب عام 2015 يكون فاتحة خير للجميع
ولا حول ولا قوة الا بالله
تحياتي لقدسناالعزيزة
بسم الله الرحمن الرحيم.رأي القدس اليوم تحت عنوان(سنة الكوارث العربية)اختتمه كاتبه بالعبارة التالية(واذ نودع عاما عربيا قاطرا بالدم، نستقبل آخر مجهولا، ولا يبدو أننا على أبواب إطفاء حرائقه، التي بدأت بحريق ذيله لتنتشر الى باقي عباءته.)
ان العام المنصرم هو جزء من المخاض العسيرالذي تململ فيه العرب لرفع الظلم والقهر والتبعية عن كواهلهم بربيعهم العربي.لكن الايدي الصهيوصليبية الخفية ومغتصبي الكراسي وعبادها واصحاب المال الحرام والنخب التغريبية العميلة فكرا وسلوكا اجمعوا على اجهاض هذا الامل في مهده وبدموية مفرطة ازهقت الارواح وهتكت الاعراض واهلكت الحرث والنسل.في هذا الجو المضطرب شديد الاظلام عشنا نحن عرب 2014 وما قبله.ان حلكة هذا الظلام الدامس الذي نعيش هي بشرى الفجر الساطع الذي سيبزغ عما قريب،باذن الله .وقد قال تعالى (فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا) ولا يغلب عسر يسرين كما اخبر الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم
العرب في كوارث تلو الكوارث و منذ زمن بعيد جدا جدا جدا ,,,
حلت الكوراث على العرب بالجملة و بالمفرق عقب إبتعادهم عن الكتاب و السنة اللذان كانا السبب في جعل العرب من ذووا الشأن أمام الأمم و الشعوب الأخرى.
ظن المهابيل من العرب أنه سيكون لهم شأن لمادتهم بلا كتاب و لا سنة و خاصة عقب نبذ العرب للكتاب و السنة وراء ظهورهم ,,,
و ها هي النتيجة: العرب يذبحون بعضهم البعض شر ذبح ,,, قوم عادوا إلى الجاهلية الأولى في هذا العصر ,,,
السؤال الذي يطرح كل يوم و يعرف الغالبية ( أو الكل ) الإجابة عليه:
بم سيفلح العرب من جديد و يقيم لهم شأنا و وزنا أمام الأمم الأخرى؟!؟!
تجارة الدين كانت أهم ما يمكن ملاحظتها خلال هذه السنة. فلقد انجرت عنها الكوارث بشتى أشكالها في الوطن العربي. المتأسلمون هم سبب بلايا أمة العرب منذ مطلع القرن الماضي إلى حد أن تجسدت حقيقتهم في واقع الحياة ضمن الألفية الثالثة بحيث أن التأسلم جنح بالوطن العربي إلى الهاوية.
عندما يشرع العرب في توظيف عقولهم اى حين ذاك لن يجرؤ العقل الغربي الذي برع بدون شك على التخطيط لتحديد مصيرهم
الثورة التونسية نجحت في إنجاز الديمقراطية وتداول السلطة وحرية اارأى والتعبير . أصبحت الآن المنارة وسط العواصف والأمواج . إصلاح تم بعون اللة بالحوار , بدون رصاص وسجون .
ورد في التعليق، “والمعارضات المسلحة التي تنشد الإنصاف”، وهو تعميم ليس دقيقا، إلٍا إذا اعتبرنا مجازر جبهة النصره وأعمال الإعدام والسبي والترهيب التي تقوم بها داعش نوعا من “الإنصاف”.
ندكر النتائج ونغض الطرف عن الاسباب التي تراكمت مند عقود وانتجت لنا هده الفوضى وهدا الدمار وهدا الخراب وهدا الحزن العميق الدي يخيم بظلاله القاتمة على ربوع العالم العربي الملون بالاحمر فادا كانت المؤامرات الخارجية قد لعبت ادوارا مهمة في انتاج هده الكوارث الماساوية فالانظمة العربية تعتبر المتلقي والمنفد لها فالسياسات الرسمية العربية لم تكن في يوم من الايام في خدمة الشعوب والاوطان بل بالعكس كانت وبالا عليها مما نتج عنها ضعف الحس الوطني الم يكن انعدامها لدى الغالبية العظمى من الشعوب الشيء الدي شجع التطرف والحقد والضغينة وسهل بالتالي عمليات التجنيد من طرف المخابرات الامريكية والصهيونية للعديد من العرب كعملاء وجواسيس يعملون ضد مصلحة اوطانهم ولعل ما نراه من ارهاب وحشي وبربري هو نتيجة منطقية لفشل الانظمة العربية الدريع في قيادة بلدانها الى بر الامان فادا كانت سنة 2014 قد انقضت الى غير رجعة بكوارثها المريرة فان لا شيء يظهر في الافق بحلول السنة الميلادية الجديدة 2015 فالعرب واخص بالدكر الانظمة الحاكمة يبدو انها غير مستعدة للملمة جراحها والبحث بشكل جدي عن الاسباب التي ادت الى هده الماسي الكارثية فهل تتخلى الانظمة العربية عن كبريائها وجبروتها وغطرستها وفسادها وسياساتها القمعية والاستبدادية وتبعيتها العمياء للدوائر الغربية لاجل مصلحة الوطن العربي الكبير وفي مقدمتها القضية الفلسطينية؟
ومتى تعي الانظمة العربية ان سياسة الكراسي اولا لن تجلب لها الا الخراب والدمار والمزيد من الكره؟ ومتى تعي هده الانظمة ان التصالح مع الشعوب هو السبيل الوحيد للنجاة من الحريق المهول الدي سيصيب الجميع؟ فهل من متعظ؟
بسم الله الرحمن الرحيم ، نتمني من الله العلي القدير أن يكون هذا العام عام خير وسلام علي اليبيين والأمة العربية والاسلامية ، حيث بدأ هذا العام بهطول أمطار غزيرة في ليبيا والحمد لله وتساقط الثلوج بشكل لم تشهده البلاد منذ عقود ، ونتمني أن يكون سائر العام بالخير والتصالح والأمن علي هذا البلد الذي منذ مايقرب من نصف قرن لم يهنأ بعام واحد الا ماندر أيام الملك ادريس رحمه الله ، .