بيروت- “القدس العربي”: تحلّ الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الناشط الشيعي المعارض والكاتب الجريء لقمان سليم برصاصات داخل سيارته في إحدى قرى الجنوب من دون أن تتمكن السلطات الأمنية من كشف خيوط هذا الاغتيال الذي يوضع ملفه على الرف إلى جانب العديد من عمليات الاغتيال المنظّمة، في وقت تتباهى السلطات اللبنانية بكشف 17 شبكة تجسّس لصالح العدو الإسرائيلي قبل أيام.
وفي حديث إلى “القدس العربي” أكدت شقيقة لقمان الأديبة رشا الأمير “أن قاتل لقمان يصول ويجول، ولعلّه بعد أن كُوفئ أرسل إلى جبهة جهادية حيث قضى، من يدري. أما من أرسله فحيّ يُرزق يمعن في تدمير البلاد، ويمعن في التلاعب بالقضاء وبتحويل القتلة إلى قديسين”.
وأضافت “القاتلُ القديس بخير وهو ليل نهار يصطاد خونة وجواسيس وعملاء. أجهزة الأمن جميعها تهابه وتصنّع له مؤامرة تلو الأخرى. هكذا هي بلادُ الحروب الأبدية. لبنان ليس الاتحاد السوفياتي ولا الصين ولا كوريا ولا إيران. لبنان الأكبر والأشجع والأعدل هو ما طمع وطمح إليه لقمان. شجاعته وشجاعتنا وصفر خوفنا من التنّين هم الفيصل”.
وفي ذكرى الاغتيال وجّهت عائلة لقمان دعوة عامة للتجمّع في حديقة دارة محسن سليم حيث مثوى لقمان “تحية إجلال له بأصوات كثيرة وللوقوف برهة خشوع وصمت على ارتجال موسيقي وللصلاة من أجل السلام وللتفكّر بالعدالة المقهورة والصروف”. أما الصديقة الشرّيرة التي إشتهر لقمان بالاستعانة بها “فتنتظرنا في هنغار أمم” الذي سيفتح أبوابه لتوقيعات صديقة لقمان الشريرة ولصور من وحيها.
وللمناسبة أطلقت “مؤسسة لقمان سليم” جوائز من ابتكار سليم مزنّر تحمل عنوان “غار لقمان” وهي مصنوعة من صخر وشمس ومذيّلة بعبارة “صفر خوف”. وأصدرت كرّاساً حمل عنوان “على رؤوس الاشهاد-عام على غدرهم” يروي كيف إكتشفت الجريمة، ويؤكد أنه “آن أوان العدل”. كما صدر للمناسبة عن مؤسسة “دار الجديد” كرّاس يحمل عنوان “الباطل يحرركم” ويروي كيف أن “لقمان قبل ليلة 3 شباط/ فبراير 2021 ليلة غدر الغادرين ورغم انشغالاته أعاد قراءة كتاب “نسوان من لبنان” للصحافي اسكندر رياشي كما يحلو له أن يقرأ ويكتب ويدوّن الهوامش ويبدع. إنكبّ والفريق على تشكيل الكتاب وأعاد تنسيقه بأسلوب لقماني أحيا لبنان الرياشي وهو رميم”.
وكان إغتيال لقمان قبل عام أحدث صدمة في صفوف أصدقائه ومحبّيه، بعدما كانت له مواقف جريئة في الكثير من الإطلالات التلفزيونية والإذاعية والندوات أبرزها إتهامه حزب الله بأنه “يأخذ لبنان رهينة لإيران”، وهو عرض في إحدى إطلالاته لعلاقة للنظام السوري بنيترات الأمونيوم التي كانت مخزّنة في مرفأ بيروت قبل انفجارها في 4 آب/ أغسطس.
وبعد سنة على الاغتيال لم تتبلّغ العائلة أي جديد عن مسار التحقيق القضائي.
وكانت زوجة لقمان الألمانية مونيكا بورغمان ذكرت “أن التحقيق لم يُغلَق لكن لم يتم توقيف أحد، ولا نعلم حقاً إلى أين نتجه”.
سياسياً، نشر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع صورة للقمان مرفقة بعبارة “كاتم الصوت لن يسكت صوتنا” مع هاشتاغ صفر خوف والعار لكاتم الصوت.
كاتم الصوت لن يسكت صوتنا.#صفر_خوف #العار_لكاتم_الصوت pic.twitter.com/yHfgNlKd3S
— Samir Geagea (@DrSamirGeagea) February 2, 2022
وقد تداول العديد من الناشطين هذا الهاشتاغ على صفحاتهم.
ناشطون تناقلوا هاشتاغ “صفر خوف والعار لكاتم الصوت”.. و”تفكّر بالعدالة المقهورة” في حديقة المنزل
ومما رصدته “القدس العربي” في إطار الحملة التي تهدف إلى كسر الصمت المحيط بموضوع الاغتيال السياسي ومحاولة إخفاء الجريمة ما يلي:
الكاتب السياسي الياس الزغبي أورد لقمان سليم حبّة من عنقود الشهداء الذين سقطوا برصاص حامي بيئته وقبله حسين مروّة وحسن حمدان ومصطفى جحا وهاشم السلمان، وآلاف العناقيد النازفة من الضاحية إلى إقليم التفاح وبعلبك والهرمل والميادين المفتوحة من سوريا إلى اليمن وديار الموت الواسعة”.
وكتبت الناشطة سارة عساف “سنة على اغتيال لقمان خلّينا ما ننسى مين الخطر الأكبر على حرية وسيادة وكرامة لبنان واللبنانيين”.
الناشط مروان الأمين كتب “ألا يقتل حزب الله لقمان سليم يعني بأنه لم يعد حزب الله…في قتل الآخر إنسجام لحزب الله مع ذاته”.
ودوّن المحامي إيلي محفوض “قاتل لقمان لن يتوانى عن الاستمرار بلغة التصفية الجسدية فهو مصنّف جرمياً serial killer وإن استمرينا على هذا المنوال من التساهل معه سيفاقم إجرامه على اعتبار أنه يهيمن بقوة السلاح”.
فيما كتب الناشط خضر غضبان “الظلاميون أصحاب ثقافة الموت الذين قتلوا لقمان سليم لن يقتلوا فينا ارادة المواجهة وحبنا للحياة”.