عواصم ـ «القدس العربي»: كثف الجيش التركي من حشوداته العسكرية وضرباته الجوية والمدفعية والصاروخية بشكل كبير جداً، موسعاً مروحة أهدافه من الشمال الى الشرق ضد الوحدات الكردية، فيما يشبه التمهيد الناري لعملية برية متوقعة يهدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بقرب إطلاقها ضد القوات الكردية شمالي سوريا، حيث تقول وسائل إعلام تركية إن العملية «باتت أقرب من أي وقت مضى».
تزامن ذلك مع كلمة للرئيس اردوغان في تجمع جماهيري لحزبه الحاكم «العدالة والتنمية» في مدينة اسطنبول، حيث قال: «إن تركيا لها حق التصرف في مناطق حددتها خارج حدودها لحماية أمنها ولا يمكن لأحد أن يمنعها من استخدام هذا الحق»، في إشارة للعراق وسوريا، حسب وكالة «الأناضول» وموقع «روسيا اليوم».
وقتل أمس 5 عناصر من قوات النظام جراء استهداف طائرة مسيّرة تركية لنقطة عسكرية في قرية كشتعار شمال غربي محافظة حلب، حيث توجد في القرية قاعدة عسكرية روسية أيضاً حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي رصد بعد منتصف ليل السبت – الأحد غارات جوية مكثفة، استهدفت خلالها مناطق انتشار قوات «قسد» والنظام في ريف حلب الشمالي.
وتشير التكهنات إلى أن أنقرة تجاوزت معضلة الدفاعات الجوية الأمريكية والروسية، فحتى صباح الأحد، نفذت طائرات حربية تركية ضربات مكثفة ضد مقرات ونقاط عسكرية وأهداف مختلفة تابعة للوحدات الكردية في مناطق مختلفة من ريف حلب بدرجة أساسية، وتركزت على منطقة تل رفعت، ما يجعلها الهدف الأول لأي عملية عسكرية برية قد يطلقها الجيش التركي في الأيام المقبلة. وبحسب خريطة الضربات الجوية والمدفعية والصاروخية فإن مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب/كوباني تعتبر أهدافاً متوقعة للتحرك البري التركي، وهو ما ذكره أردوغان في تهديداته قبل أيام.
وبالتزامن مع الضربات الجوية، نفذ الجيش التركي ضربات صاروخية ومدفعية مكثفة على مواقع الوحدات الكردية بشكل خاص في مناطق ريف حلب الشمالي، وهو تكتيك اعتبره عسكريون أشبه بالتمهيد الناري الذي يهدف إلى إضعاف الخطوط الدفاعية وإلحاق خسائر بالمعدات العسكرية والأفراد للوحدات الكردية ليسهل التقدم البري، الأمر الذي اعتبر بمثابة مؤشر مهم على إطلاق عملية عسكرية برية قريباً.
سيهرب مهربين النفط قريبا